الإرهاب.. وخطره على الوحدة الوطنية - علي حسن الشاطر

  • 12/17/2013
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

سيظل العمل من أجل تعزيز الوحدة الوطنية للشعب اليمني والمحافظة عليها والتمسك بها، الضمانة الوحيدة للفعل المقتدر لليمنيين في مواجهة كل التحدّيات والمخاطر المحدقة بوطنهم وفي مقدمتها تحدي الإرهاب، وهي التحدّيات التي تعترض مسيرة البناء والتطور المنشود، والنهج الديمقراطي المعزز بالتعددية السياسية والحزبية، وكفالة الحريات العامة والخاصة، والوصول إلى مجتمع الرفاهية والرخاء؛ كون ذلك مسئولية وطنية لا يمكن لأحد أن يتملص منها مهما كانت المبررات، لأن قداسة الوطن والحفاظ على وحدته وسلامته وعُرى تماسكه الاجتماعي والجغرافي والسياسي مسئولية جسيمة وعظيمة تقع على عاتق الجميع، وتتعاظم أكثر عند استشعار أي خطر يمكن أن يلحق بهم وبوطنهم إذا هم فرّطوا أو تساهلوا في مسألة مصيرية كالوحدة الوطنية، التي لن يذكر لهم التاريخ فعلاً إيجابياً في تاريخهم المعاصر سوى أنهم صنعوا معجزة فاجأت العالم بإعادة تحقيق الوحدة اليمنية في زمن كانت الكثير من الدول والكيانات تشهد حالة من التمزق والتفكك والانهيار في ظل ما سُمّي بالنظام العالمي الجديد الذي يسعى إلى تفتيت الدول وبالذات الدول العربية والإسلامية، وتمزيق أواصر شعوبها، وإشاعة أجواء الفوضى بشقيها (الخلّاق وغير الخلّاق) والإمعان في تدمير قدرات الشعوب التي تحاول النهوض وتجاوز واقعها المتخلّف والمتعثر وحالة التشرذم والجمود بسبب العجز الفاضح في بنية بعض الأنظمة العربية والإسلامية، وعدم قدرتها على استيعاب روح العصر ومتغيراته، وبالتالي التخلص من الهيمنة والسيطرة الاستعمارية الجديدة المباشرة وغير المباشرة. إن الوحدة اليمنية تواجه في الظروف الراهنة مخاطر جمة، أهمها وأسوأها تلك الدعوات الهدامة المتجردة من أدنى شعور وطني لدى الذين يسعون إلى العودة باليمن إلى ماقبل 22 مايو 1990م، ونشر وترسيخ ثقافة الكراهية والحقد بين أبناء الوطن الواحد من قِبل من أفقدتهم الوحدة مصالحهم الذاتية والأنانية، ولكن الخطر الداهم يكمن في الممارسات والأنشطة الإرهابية الهدّامة التي تقوم بها عناصر موغلة في التطرف تنتهج أعمال العنف والتدمير والقتل، تنتمي إلى تنظيم القاعدة الإرهابي الذي يحاول بأعماله الإرهابية تمزيق اليمن إلى أشلاء ليتسنى له إقامة إمارات خاصة به في تلك الأشلاء من الوطن، وهو بذلك يلتقي مع أهداف دُعاة الانفصال والتفرقة، ويخالف مايدعو إليه الدين الإسلامي الحنيف من وجوب التوحد والاعتصام بحبل الله وعدم التفرق، وينهى عن إخافة الآمنين، وقتل النفس التي حرّم الله إلا بالحق؛ لأن من يحاول أن يلحق الضرر بوطنه وبالآخرين بممارسته لأعمال العنف والاغتيالات والتفجيرات وإقلاق الأمن، إنما يُسيء إلى الدين الإسلامي الحنيف، إلى جانب أنها ممارسات وأعمال تتنافى مع قيم وأخلاقيات الشعب اليمني المسلم، وتعكس الفهم الخاطئ للإسلام من قبل تلك العناصر التي تم تعبئتها تعبئة خاطئة، وغرس نوازع الحقد والانتقام في نفوسها وعقولها، والتي تخدم بأعمالها أعداء الإسلام الذين وجدوا في تلك الأعمال الإرهابية التي تقوم بها عناصر تنتمي للإسلام فرصة ذهبية لربط الإرهاب بالإسلام الذي هو منه براء. لقد ألحق الإرهاب أكبر الضرر باليمن، وأساء إلى سمعتها وعلاقاتها بالآخرين، وأشاع الخوف والرعب والفزع والقلق النفسي لدى السكان، وهو ما يفرض على المفكّرين والعلماء والدعاة القيام بدورهم الديني والوطني في تبصير الناس بحقيقة قيم ومبادئ وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف الذي يدعو إلى الاعتدال والوسطية والتسامح ونبذ التعصّب وكل أشكال الغلو والتطرّف ويجرّم العنف بكل أشكاله.

مشاركة :