الإرهاب.. والخوف من الأحزاب - علي حسن الشاطر

  • 5/20/2014
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

ستظل مشكلة اليمن مع الإرهاب تتفاقم إذا تخاذلت الدولة أو تراجعت عن قرار القضاء عليه، ثم إزالة أسبابه، التي من أهمها الفقر والبطالة، والمواقف المتذبذبة لبعض الأحزاب وعدم اقتناعها بنبذ العنف والتطرف، وعدم المشاركة في الحرب القائمة على الإرهاب الذي يزداد كلَّما صممت الدولة على مواجهته، بالإضافة إلى تصريحات بعض رموز تلك الأحزاب ومطالباتها بإيقاف الحرب ضد الإرهاب؛ كونها -من وجهة نظرهم- حرباً عبثية، بينما قتل المواطنين ورجال الجيش والأمن، وإقلاق السكينة العامة غير ذي أهمية لدى أولئك الذين يملؤون الدنيا ضجيجاً ويحاولون تثبيط همم وعزيمة المقاتلين الذين يخوضون حرباً وطنية مقدسة ضد الإرهاب الذي استباح كل المحرمات وأدمن سفك الدماء وقتل الأبرياء، وتسبب في مضاعفة متاعب الناس، وتوقف أنشطة الحياة في البلاد وإصابتها بالشلل التام، وهذه الأعمال مباحة في نظر الذين يعتبرون الحرب على الإرهاب عبثاً. إنه من المعيب على الأحزاب والتنظيمات السياسية أن تسمح لبعض رموزها بإصدار مثل تلك التصريحات التي تُسيء للأحزاب نفسها قبل أن تُسيء لأصحابها، وتثير خوف الناس من تلك الأحزاب، وغضبهم من مواقفها المتخاذلة والمستفزة لمشاعر عامة أبناء الشعب الذين يتجرعون الويلات من جراء الإرهاب الذي تشهده عدد من المحافظات، وفي مقدمتها العاصمة صنعاء. لقد ضاق المواطن ذرعاً وهو يرى عاصمة بلده وقد أضحت مسرحاً لأعمال العنف والقتل والاغتيالات، إلى جانب معاناته من جراء انعدام الخدمات الضرورية لاستمرار الحياة، نتيجة عجز الحكومة وفشلها الذريع في القيام بواجباتها، وعدم قدرتها على معالجة إشكالات الواقع، إلى جانب عدم اكتراث بعض الأحزاب الرئيسية بما يجري ووقوفها متفرجة وكأنها مؤيدة له، ناهيك عن تصريحات بعض قياداتها التي تعتبر التصدي لإرهاب تنظيم القاعدة عبثاً، ويبررون أعمال القتل والخطف وإشاعة الخوف والرعب في المجتمع.. ويمنحونها الشرعية، ناهيكم عن أن دولاً تدفع أموالاً كبيرة لتنظيم القاعدة تحت مبررات ممجوجة وغير مقبولة مسمَّاها (فدية) أو لدعم أعمال خيرية، بينما هي تعرف ويعرف الجميع بأن هذه الأموال تذهب لتمويل أنشطة تنظيم القاعدة، وذلك على مسمع ومرأى من الحكومة التي لم تحرك ساكناً إزاء ذلك. المتابع لمجريات الأمور في اليمن لا يمكن أن يعتبر مثل تلك المواقف إلّا في إطار التآمر على البلاد وعلى القوات المسلحة والأمن التي تحملت مسؤولية إنقاذ الوطن من آفة الإرهاب، وقدمت قوافل من الشهداء، وأخذت على عاتقها زمام المبادرة، غير مكترثة بتخرصات المتذبذبين في مواقفهم تجاه القضايا الخطيرة التي تمر بها اليمن. إن إصرار القوات المسلحة والأمن واللجان الشعبية والشرفاء من أبناء الشعب على مواصلة توجيه الضربات القاصمة لهذا التنظيم الإرهابي، وعدم التراجع عن قرار الحسم والاستئصال، تجعل محاولات التأثير على معنويات المقاتلين غير ذي جدوى، وهو ما يفرض على الدولة التعامل بحسم مع كل القوى التي تتوانى أو تتقاعس عن أداء دورها الوطني في مواجهة هذا الخطر المحدق باليمن واليمنيين، وأن لا تخضع لابتزاز أي من الأحزاب التي تعمل وفق استراتيجية ورؤية حزبية ضيقة، تسعى من خلالها لتأجيج وتفاقم الأوضاع لتتعقد أكثر وتزداد سوءاً حتى تنضج -من وجهة نظرها- وبالتالي يسهل عليها الانقضاض والسيطرة على البلاد ومقدراتها من منظور إنقاذ الوطن من الانهيار الكامل، وهي بلا شك مخطئة في استراتيجيتها هذه وغير مدركة حقيقة ما يمكن أن يتسبب مثل هكذا سلوك من نتائج كارثية لن يسلم منها أحد، والتي ستدمر الجميع، وحينها لن ينفع الندم.

مشاركة :