توجه المنسق الرئاسي الأميركي الخاص عاموس هوكشتاين إلى بيروت لتمثيل بلاده في التوقيع رسمياً الخميس على الصفقة التاريخية لترسيم الحدود البحرية بشكل نهائي بين لبنان وإسرائيل، بما يسمح للطرفين ببدء استخراج الغاز والموارد الطبيعية الأخرى في البحر الأبيض المتوسط. وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية في بيان الأربعاء أن المنسق الرئاسي الخاص عاموس هوكشتاين سافر إلى لبنان «لوضع اللمسات الأخيرة على الاتفاقية التاريخية لإنشاء حدود بحرية دائمة بين لبنان وإسرائيل». وأضافت أنه خلال وجوده في بيروت سيلتقي هوكشتاين الرئيس ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الوزراء نجيب ميقاتي بهدف «التعبير عن امتنانه لكل منهم على روح التشاور والانفتاح التي تحلوا بها طوال فترة المفاوضات، والأسس التي وضعت بقيادة الرئيس بري عبر إطار عمل 2020». وزادت أن المبعوث الأميركي سيتوجه بعد ذلك إلى الناقورة لـ«القيام بالخطوات النهائية لإدخال اتفاق إسرائيل ولبنان حيز التنفيذ»، مضيفة أن «الطرفين سيقدمان بعد ذلك الإحداثيات البحرية إلى الأمم المتحدة بحضور الولايات المتحدة». وعلى الأثر، سيتوجه هوكشتاين إلى إسرائيل حيث سيلتقي رئيس الوزراء يائير لبيد ليشكر له ولفريقه «دبلوماسيتهم المثابرة والمبدئية للتوصل إلى حل بشأن هذا الملف المهم». وكان وزير الخارجية الأميركي هنأ الثلاثاء الرئيس الإسرائيلي اسحق هرتسوغ الموجود حالياً في واشنطن على «التوقيع المرتقب على الاتفاق التاريخي الذي يحل النزاع الحدودي البحري بين إسرائيل ولبنان بوساطة الولايات المتحدة»، وفقاً لما قاله الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس. أعطت إسرائيل الإذن أمس (الأربعاء)، باستخراج الغاز من حقل «كاريش»، وذلك قبل يوم من توقيع اتفاق ترسيم الحدود البحرية الذي توصلت إليه مع لبنان بوساطة أميركية، ويفترض التوقيع عليه اليوم. وأعلنت شركة «إنرجين» أمس عن بدء إنتاج الغاز في حقل كاريش البحري الذي تضمنه اتفاق لترسيم الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان الذي سيتم توقيعه اليوم. وقالت الشركة في بيان «يسرنا أن نعلن إنتاج أولى كميات الغاز من حقل كاريش قبالة سواحل إسرائيل بأمان... يتزايد تدفق الغاز باطراد». وكانت وزارة الطاقة الإسرائيلية أعلنت أن الحكومة منحت شركة «إنرجين» الإذن لبدء الإنتاج من حقل «كاريش» وأبلغتها أنها جاهزة لحمايتها إن بدأت العمل على الفور. لكن شركة «إنرجين» أوضحت أن وحدتها العائمة للإنتاج والتخزين والتفريغ، ستبدأ العمل في «كاريش» في الربع الثالث من العام الحالي، لكنها لم تذكر موعدا محددا. وأعطت الوزارة موافقتها للشركة المشغلة لـ«كاريش» لبدء الإنتاج. وأضافت أن إسرائيل ترغب في أن تبدأ الشركة الإنتاج في أقرب وقت ممكن. وكما هو معروف فإن «حزب الله» كان قد هدد بأن تشغيل كاريش مرتبط بوجود اتفاق مع لبنان. وجاء تبليغ الشركة علنا بأن بإمكانها بدء العمل فوراً قبل التوقيع، ما يعتبر استفزازا، يخشى أن يرد عليه الحزب باستفزاز على طريقته. وستعقد الحكومة الإسرائيلية، جلسة استثنائية لها صباح اليوم (الخميس)، لكي تصادق بشكل رسمي ونهائي على الاتفاق لترسيم الحدود البحرية مع لبنان. وبعد ذلك سيوقع رئيس الحكومة، يائير لبيد، على الاتفاق في مكتبه.
مشاركة :