الشيخة جواهر: مهما حلت الكوارث فمبادرات إنقاذ الإنسان موجودة

  • 1/13/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

أكدت حرم صاحب السموّ حاكم الشارقة، سموّ الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، رئيسة تحرير مجلة مرامي، الصادرة عن المجلس، أن المبادرات المنقذة للإنسان، توجد مهما حلّت الكوارث، مادام هناك ربٌّ يقيم هذا الكون، ومن ثم بشر سخرهم لدور مهم في الحياة، وهو الإبقاء عَلى أنوار الخير فتنشره على واجهات المدن كلها. وقالت إن العام المنصرم كان حافلاً بالأحداث التي سيسجلها التاريخ، كما سجل الأحداث السابقة بحسناتها وسيئاتها التي صنعها الإنسان بيده. جاء كلام سموها في افتتاحيتها لمجلة مرامي الشهرية التي خصتها للعام الجديد، تحت عنوان المستقبل بعيون المستقبل، حيث بدأت مقالها قائلة: انضم عام 2015، إلى مجلد التاريخ الذي سيحفظه إلى عقود من الزمان، وسيمكن الأجيال القادمة من الاطلاع عليه وقراءته. قد يكون بالنسبة لنا تاريخاً قريباً لم يدخل بعد في مرحلة القراءة التحليلية، ليتعرف القادمون إلى وقائع زمن مضت عليه عقود وقرون، لأننا ببساطة مازلنا نعيش آثار العام المنصرم، وننتظر نتائج كثير من أحداثه، ولأنه مشتبك مع عامنا الجديد، كما هو مشتبك مع الأعوام الماضية، حيث إن هناك أحداثاً أو قصصاً واقعية بدأت منذ بداية هذا القرن ولاتزال ستارة النهاية معلقة في ارتفاعها لم تنسدل على الأحداث، ولكن إذا جاء الوقت الذي تنتهي أحداثه، ويصبح بين يدي عشاق دراسة التاريخ صفحات محفوظة على أرفف قديمة أو في متاحف، وإذا افترضنا أن القادم بمشيئة الرحمن أفضل على صعيد الأمن والتغيير والتطوير لمصلحة الإنسان، فأي إخفاقات سيقرأونها وسيشكرون الله أنهم لم يعيشوها؟. وأضافت سموها، إن الأحداث عندما تصبح تاريخاً تزداد تكشفاً على الحقيقة، لأن من يقرأ تلك الأحداث خارج الحدث أو خارج الصندوق كما يقال ستبدو له كثير من الخفايا في حكم الوضوح والبيان، لأن القارئ للمتغيرات خارج صندوق الحدث، والمتمكن من قراءة المستجدات، والباحث في التاريخ، يستطيع أن يربط الأحداث والوقائع بمنطق الحقائق لتنتهي إلى تلك النتائج، تماماً كمحرك الدمى في المسرح، ذلك الذي يربط حركة الرأس باليد وبالقدم في الدمية الواحدة، بشكل يتناغم مع مشاعرها ومع مشاعر الدمية الأخرى. ولكن ما الذي نحاول أن نتركه للأجيال القادمة؟. وأضافت: نحن فرق متعددة في هذا المجال، الأولى: لا يهمها سوى ما تكسبه في الحاضر من مكاسب تحقق وجودها الآتي من دون أن تنظر إلى المستقبل وإن ادعت أنها تؤسس لما يفيد الإنسان والعلم. والثانية: تتخبط في الأيديولوجيات والمشاريع، وهي تبني للمستقبل، محاوِلة تحقيق ما يمكن أن يسعد القادمين، ولكن المصلحة الآنية تفرض واقعها، فتعيش مثل هذه الفرقة حالة اللاتوازن بين إشعال ضوء للمستقبل من خلال بصيص ضوء تشعله في الحاضر. والثالثة: تنظر إلى الإنسان عموماً، في كل أحواله وانتماءاته وعقائده وتوجهاته وتجاربه وخبراته، غناه وفقره، علمه وجهله، فتعمل جاهدة من أجل بنائه وإعادة تشكيل أفكاره باتجاه المصلحة العامة لوجود الإنسان على كوكب الأرض، فتعرف، ثم تخطط، ثم تنفذ، وتضع على الطريق شمعة ليست من النوع المنطفئ، ولكنها التي تظل ساطعة بالضوء في مقبل الأيام، وهي تستثمر الاستثمار الحقيقي الذي يلهث التاريخ للاحتفاظ به، بعد أن أصبح مثقلاً بصفحات مظلمة، تلك التي تحمل حكايات الظلم والقهر، وإهمال الإنسان المحتاج، والاعتداء بكل غرور وصلف على الإنسان الضعيف الذي لا يقوى على مواجهة المعتدي. وتابعت سموها: الأعوام الأخيرة في عمر الإنسانية حملت من الأحداث الموجعة ما يجعلنا نتساءل كيف ستقرؤها الأجيال القادمة عندما تصبح تاريخاً بين أيديهم؟ ما الأسئلة التي سيطرحونها؟ وماذا يتخيلون فعله في مواجهتها لو كانوا عاشوها كما نعيشها اليوم؟ بم سيحكمون علينا؟ ما المسؤوليات التي سيحملوننا إياها ولن يسامحونا عليها لأننا مقصرون؟ وبالرغم من ضبابية الإجابات عن هذه الأسئلة، فإن الصفحات التي يرغب التاريخ في ضمها إليه والاحتفاظ بها حاضرة فيه، لأنه سيحفظ تلك المبادرات الرائدة في خدمة الإنسان وسط هذا الركام المهول من النيران الموجهة إلى صدر الإنسانية، نيران الحقد والكراهية والغضب والظلم والتشريد، نيران الغربة والعوز في بلاد غريبة. وختمت سموها مقالها قائلة: نحمد الله ونشكره دائماً، ذلك أن هذه المبادرات المنقذة للإنسان توجد مهما حلت الكوارث، بل إن هذه الكوارث تحفز في الذات البشرية طاقات العطاء لتثبت للتاريخ أيضاً، أن الدنيا ستظل بخير، ما دام هناك رب يقيم هذا الكون، ومن ثم بشر سخرهم لدور مهم في الحياة وهو الإبقاء عَلى أنوار الخير فتنشره على واجهات المدن كلها. كل عام وأنتم بخير.

مشاركة :