أبدى مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، أمس الجمعة، قلقه من معاملة إيران للمحتجين المعتقلين، فيما شهدت الشوارع خروج الآلاف الرافضة للمرشد خامنئي، في وقت أعلن فيه 47 فنانًا، دعمهم للشعب المحب للحرية، مطالبين القوى الغربية بالتوقف عن «استرضاء نظام الملالي». ويهدف البيان المشترك، الذي وقّعه عدد من الفنانين المعروفين لـ«خلق التضامن والتعاطف وتشجيع المواطنين وتوصيل أصواتهم ودعمًا للشعب الإيراني التواق للحرية». وناشد الفنانون الدول الغربية، بالاستماع إلى «صوت المناضلين الإيرانيين لتغيير النظام في بلادهم»، منددين في البيان، الذي نشر تحت عنوان «ضرورة التضامن»، بشدة العنف والقمع ضد المواطنين في البلاد، وقالوا: «لدينا إيمان راسخ في الجهود الحثيثة، التي يبذلها المناضلون الإيرانيون داخل وخارج البلاد لتحقيق الحرية وتقرير المصير». قال البيان بشأن انتفاضة النساء الإيرانيات الشجاعات: «هي نتيجة 43 عامًا من الغضب ضد النظام الاستبدادي، الذي جعل أرواح الإيرانيين ضحية من أجل أيديولوجيته، ونهب ثروات البلاد، ولم ينتج عنه سوى الفقر والدمار والخراب». وحمل البيان أسماء 47 من الممثلين والمغنين كتاب الأغاني والملحنين والمخرجين والموسيقيين والكتّاب والشعراء والمصورين والمنتجين، من بينهم كوكوش، وبهروز وثوقي، وأردلان سرفراز، وحسن شماعي زاده، وشبنم طلوعي، وشهیار قنبري، ولیلى فروهر. ومنذ بداية الانتفاضة الشعبية ضد النظام الإيراني، التي استمرت لأكثر من 40 يومًا وهي الآن في شهرها الثاني، أعلن مئات الفنانين والنشطاء الثقافيين في إيران وحول العالم دعمهم للمتظاهرين، بينما أبدت الأمم المتحدة قلقها قائلة: إن السلطات ترفض الإفراج عن بعض جثث القتلى. واجتاحت المظاهرات إيران منذ وفاة الشابة الكردية مهسا أميني 22 عامًا في حجز للشرطة الشهر الماضي، وشكلت الاضطرابات أحد أكبر التحديات أمام القيادة الإرهابية منذ ثورة 1979. وأظهرت لقطات مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي متظاهرين في مدينة زاهدان القريبة من حدود إيران الجنوبية الشرقية مع باكستان وأفغانستان، وهم يطالبون أمس بموت الزعيم الأعلى «الديكتاتور» علي خامنئي والقضاء على ميليشيا الباسيج، التي لعبت دورًا رئيسيًا في قمع العزل. وقُتل العشرات في اشتباكات وقعت في زاهدان قبل أربعة أسابيع خلال احتجاجات مناهضة للحكومة، وقالت جماعات حقوقية: إن ما لا يقل عن 250 متظاهرًا قتلوا واعتقل الآلاف في أنحاء البلاد، في حين فشلت الحملة الصارمة، التي شنتها قوات الأمن، ومن بينها ميليشيا الباسيج، التي لها سجل حافل في سحق المعارضة، في تهدئة الاضطرابات. وقالت رافينا شامداساني المتحدثة باسم مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان، في إفادة صحفية بجنيف، نقلا عن عدة مصادر، «لقد رأينا الكثير من سوء المعاملة، ولكن ما يثير القلق بشكل خاص هو المعلومات، التي تفيد بأن السلطات تنقل المتظاهرين المصابين من المستشفيات إلى مراكز الاحتجاز وترفض تسليم جثث القتلى إلى ذويهم».
مشاركة :