قال سفير الصين لدى الدولة، تشانغ يي مينغ، إن مشاركة الرئيس الصيني شي جين بينج في القمتين «العربية - الصينية» و«الخليجية - الصينية» تفتح عصراً جديداً للعلاقات الصينية مع العالم العربي ودول الخليج العربية وتقدم مساهمة مهمة في تحفيز النمو والازدهار في العالم العربي. وأشار السفير تشانغ يي مينغ، في تصريحات خاصة لـ«الاتحاد»، إلى أن «قمة الرياض العربية الصينية للتعاون والتنمية»، هي أكبر وأهم نشاط دبلوماسي للصين تجاه العالم العربي منذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية، وتعد علامة فارقة في تاريخ تطور العلاقات الثنائية. وأشار إلى أن الدول العربية والصين تواجه مهام تاريخية لتحقيق النهضة وتسريع التنمية الوطنية في ظل التغيرات غير المسبوقة التي لم يشهدها العالم منذ 100 عام. وقال إن العلاقات بين الصين والدول العربية تعود إلى نحو 2000 سنة، حيث سجلت الصين والدول العربية قصة ذائعة الصيت في التاريخ للتمازج والتعلم المتبادل والاستفادة المتبادلة بين الشرق والغرب. وأشار إلى أن العلاقات الدبلوماسية الصينية بدأت مع الدول العربية منذ خمسينيات القرن الماضي مما فتح فصلاً جديداً في العلاقات الثنائية. وقال: «دخلت العلاقات الصينية العربية عصراً جديداً في العقد الماضي، الأمر الذي يعتبر نموذجاً للتعاون والتضامن بين الدول النامية». وقال إن دول مجلس التعاون الخليجي شركاء مهمون للصين في الشرق الأوسط، حيث يحتفظ الطرفان بعلاقات جيدة تطورت على مدى الأعوام الماضية. وأشار إلى أن الصين هي أكبر شريك تجاري لدول مجلس التعاون وأكبر مستورد لمنتجاته البتروكيمياوية، حيث تجاوز حجم التبادل التجاري بين الجانبين 230 مليار دولار أميركي في عام 2021، كما تجاوزت واردات الصين من النفط الخام من دول المجلس 200 مليون طن في عام 2021. وقال إن الصين والإمارات تمتازان بعلاقات وثيقة وأصبحت العلاقات الثنائية في أفضل حالاتها ومثالاً يحتذى به تحت قيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وفخامة الرئيس الصيني شي جين بينج. وهنأ السفير الصيني، دولة الإمارات بما حققته من إنجازات تنموية عظيمة خلال السنوات الـ51 الماضية، منوها برؤية «نحن الإمارات 2031»، مؤكداً أنها ستتيح فرصاً جديدة لتطور العلاقات الصينية الإماراتية. وأكد السفير تشانغ يي مينغ حرص بلاده على توطيد علاقات الصداقة التاريخية مع دولة الإمارات ومجلس التعاون الخليجي وجميع الدول العربية وتعميق الثقة السياسية المتبادلة ومواصلة تبادل الدعم في القضايا محل الاهتمام المشترك لكلا الجانبين، والعمل سويةً على الحفاظ على السلام والاستقرار في الشرق الأوسط والدفع ببناء مستقبل أفضل للبشرية. وحول مستوى الاستثمارات الصينية في الدول العربية وحجم التبادل التجاري، قال السفير الصيني لدى الدولة إن أرصدة الاستثمار المباشر المتبادل بين الجانبين الصيني والعربي 27 مليار دولار أميركي في عام 2021، بزيادة 2.6 ضعف عما كانت عليه قبل 10 سنوات، وبلغ حجم التبادل التجاري بين الجانبين 330.3 مليار دولار أميركي، بزيادة 1.5 ضعف عما كان عليه قبل 10 سنوات. وقال: «خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي وصل حجم التبادل التجاري بين الجانبين إلى 319 ملياراً و295 مليون دولار أميركي، بزيادة 35.28% عما كان عليه في نفس الفترة من العام الماضي، ويقارب الحجم الإجمالي في عام 2021، وتثبت هذه الأرقام جلياً تكامل المصالح بين الصين والدول العربية». وأضاف: «ترغب الصين في المرحلة القادمة، في العمل يداً بيد مع الدول العربية على دفع التعاون في بناء (الحزام والطريق) بجودة عالية وتنفيذ مبادرة التنمية العالمية، وتحسين الهيكل التجاري باستمرار وتوسيع نطاق الاستثمار، وتوسيع التعاون العملي في الطاقة والبنية التحتية والتكنولوجيا المتقدمة والحديثة وغيرها من المجالات، بما يحقق التنمية المشتركة وجعل نتائج التعاون تعود بالفائدة على الشعبين الصيني والعربي أكثر».
مشاركة :