من / حاتم حسين. أبوظبي في 4 نوفمبر / وام / تشهد دولة الإمارات العربية المتحدة منذ تأسيسها تطوراً يشار إليه بالبنان في المجالات الاقتصادية كافة، وبكل المقاييس التنموية. فمن الاعتماد على صيد اللؤلؤ والإنتاج الزراعي المحدود خلال المراحل الأولى من الاتحاد، انطلقت الدولة لتبلغ ما وصلت إليه الآن من مستويات عالمية - يشهد بها القاصي والداني - من التنوع الاقتصادي والثقافي، مما مهد السبيل للدولة لكي تتحول إلى قبلة للشركات العالمية ورجال الأعمال والمستثمرين من مختلف الجنسيات والثقافات والعرقيات ممن يبحثون عن بيئة عمل راقية ولائقة وبنية تحتية تتمتع بأعلى المعايير العالمية وأنظمة تشريعية تضمَن حقوق العمّال بشكل متوازن مع ضمان حقوق أصحاب العمل، وأنشطة إنتاجية تعتمد على نموذج اقتصادي عالمي قائم على المعرفة وطاقة المستقبل. - وجهة مُلهمة تضمن أفضل خيارات العيش والعمل. في تقرير ممارسة أنشطة الأعمال الصادر عن البنك الدولي، احتلت الإمارات المرتبة 16 عالمياً والأولى عربياً. ويرجع هذا في المقام الأول إلى نظام ضريبي سلس وإصلاحات تنظيمية ناجحة أثبتت أن الدولة نقطة جذب للشركات الناشئة من خلال تسهيل بيئة الأعمال وتطويرها. يقول جون رابي، الرئيس التنفيذي لشركة ناتيكسيز NATIXIS، وهي شركة عالمية لإدارة الأصول تمتلك ما يناهز 1389 مليار دولار أمريكي من الأصول الخاضعة لإدارتها، إن دولة الإمارات توفر مزيجاً مثالياً يجمع بين الثقافات المتباينة والممارسات التجارية العالمية بفضل النمو المطرد في أصحاب المواهب الذين يتقاطرون للدولة نتيجة قلة القيود الإدارية بالمقارنة بدول أخرى. ويصف رابي دولة الإمارات بالملاذ الآمن للاستثمار ورجال الأعمال من مختلف الجنسيات. وأوضح في حوار مع وكالة أنباء الإمارات “وام” أن دولة الإمارات تتميز ببيئة أعمال جاذبة، وأنها تصنف كأحد أميز الأسواق الناشئة في العالم. من جهته يقول لوكا جاهير، الرئيس السابق للجنة الاقتصادية الاجتماعية الأوروبية، إن الإمارات العربية المتحدة توفر فرصاً استثمارية كبيرة ليس فقط في المنطقة، ولكن في عدد من أنحاء العالم ولاسيما في قارة أفريقيا، مؤكدا أن جهود دولة الإمارات في تحقيق التنوع الاقتصادي لها أهمية كبرى في هذه المنطقة من العالم. وأوضح أن جهود التنويع الاقتصادي التي تبذلها دولة الإمارات ضرورية لضمان رفاهية الأجيال القادمة، حيث تقوم الإمارات باستثمارات هائلة في مجال الذكاء الاصطناعي وهو المجال الذي يمثل تحدياً كبيراً في مناطق أخرى من العالم. - بيئة حاضنة. تؤمن دولة الإمارات العربية المتحدة بأن بناء فرق متعددة الجنسيات يؤتي ثماره للشركات من خلال مساعدتها على جذب الموظفين الأكثر تنوعاً وموهبة والاحتفاظ بهم. وهنا تكمن مرونة البيئة الصديقة للتعليم في الدولة التي تجذب أعداداً كبيرة من الطلاب من جميع أنحاء العالم. فالمملكة المتحدة على سبيل المثال تسعى إلى زيادة عدد الجامعات البريطانية في الإمارات والاستفادة من نموذج الحكومة الذكية في الإمارات وفقا لناظم الزهاوي، وزير التعليم البريطاني الأسبق. وقال الزهاوي لـ “ وام” إن حكومة الإمارات العربية المتحدة تحرص على الابتكار، ليس فقط في مجال التعليم، ولكن في جميع قطاعات الحكومة، ومع نموذج برنامج الحكومة الإلكترونية هنا، هناك الكثير لنتعلمه من الإمارات حيث نسعى إلى تبادل أفضل الممارسات . ويتضح مما سبق، أن التنوع وتقبل الآخر واحترامه ونشر قيم السلام والتعايش، في الوقت الذي تعاني فيه مناطق كثيرة من العالم من وجود بيئة حاضنة للتطرف والانقسام، هو من أهم المميزات التي تجعل الآخر يرنو للعيش في الإمارات ويريد لبلدانه أن تقتدي بها.
مشاركة :