لمحة من آداب العربي

  • 9/22/2020
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

لمحة من آداب العربي محمود الهليهي ـــــــــــــــــــــــــــــــــ الأدب الجاهلي: الأدب الجاهلي: لقد كان للعربي الجاهلي النصيب الأكبر في وضع أصول الأدب، حيث كان اعتمادهم على السليقة والخبرة فى اللغة، كيف لا وهم أهل الفصاحة والبيان، فكان القوم لا يتكلفون خلال انشادهم الشعر، وقد أقاموا المباريات الشعرية اعتماداً على ارتجالهم. ويعد الأدب الجاهلي -; وخاصة الشعر -; كتاب مفتوح نقل إلينا بعضاً من ملامح الحياة الجاهلية، حيث خلّد العرب الجاهليون آثارهم وأخبارهم من خلال الأدب - شعراً ونثراً - رغم ما كان بهم من أمية وجهل بالقراءة والكتابة، فقد اعتمدوا على ذاكرتهم وقوة حفظهم، التي أعانتهم على حفظ ما سمعوه من أشعار وأخبار. الأدب: لو تطرقنا إلى معنى كلمة "أدب" لوجدنا تطورات كثيرة بمعانٍ أكثر، ففي العصر الجاهلي كانت بمعنى الدعوة إلى الطعام، ومنه قول طرفة بن العبد:" نحن في المشتاة ندعو الجفلى ... لا ترى الآدب فينا ينتقر " فالجفلى: تعني الدعوة إلى الطعام، والآدب: أى الداعي. نحن في المشتاة ندعو الجفلى ... لا ترى الآدب فينا ينتقر ثم يأتي عصر صدر الإسلام بمعنى مختلف، فكانت -; كلمة أدب -; بمعنى التأديب والتربية والتخلق بالخصال الحسنة، ومنه قول رسول الله -; صلى الله عليه وسلم -; "أدبني ربي فأحسن تأديبي"، وقد قالها الشاعر المخضرم "سهم بن حنظلة الغنوي" بمعنى التأديب:" لا يمنع الناس منّي ما أردت ولا … أعطيهم ما أرادوا حسن ذا أدبا ". أدبني ربي فأحسن تأديبي وتوسعت -; كلمة أدب -; فى العصر الأموى؛ حيث شملت التأديب الخُلقي والتربية من جانب، والتعليم والتثقيف من جانب آخر، فقد أُطلق لفظ "المؤدبين" على المعلمين الذين يقع الإختيار عليهم من قبل الخلفاء ليعلموا أولادهم شتى مجالات الحياة، مثل: الفقه، الشعر، أخبار العرب، الأنساب، والفروسية. ثم يأتي العصر العباسي لتستعمل -; كلمة أدب -; بشكل صريح، وذلك عندما أنشأ "ابن المقفع" رسالتا "الأدب الصغير" و"الأدب الكبير"، جمع فيهما الحِكم والنصائح الخُلقية والسياسة، وليأتي بعده "أبو تمام" ويطلق على بابه الثالث من ديوان الحماسة -; الذي جمع فيه مختارات من طرائف الشعر -; اسم "الأدب". وأخذ معنى "الأدب" يتطور شيئاً فشيئاً، حتى قُصر على المعنى الذي نعرفه الآن؛ ألا وهو "الكلام الإنشائي البليغ، الذي يقصد به التأثير في عواطف القراء والسامعين، سواء أكان شعراً أو نثراً". الجاهلي: اختلف العلماء والنقاد كثيراً حول هذه الكلمة، فمنهم من قال:" إنها نقيض العلم، ثم اشتق من الجهل جهالة؛ وهي أن تفعل فعلاً بغير علم" وهذا قول "ابن منظور" والإمام "الطبري" وغيرهم فى تفسير قوله تعالى:" ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى " وقوله "إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية ". ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية وذهب آخرون إلى عدم صحة الرأي القائل "بأن الجهل ضد العلم"، وقالوا: بأن المقصود من الجاهلية هنا، السفه أو عدم اتباع الحق، سواء كان عندهم علمٌ به أم لا، ومنه قول عمرو بن كلثوم:" ألا لا يجهلن أحدٌ علينا ... فنجهل فوق جهل الجاهلينا "، أي: لا يسفه أحد علينا فنسفه عليهم فوق سفهم، أي: نجازيهم بسفههم علينا، سفهاً أكثر، وهو رأي الإمام "الآلوسي" في كتابه "بلوغ الأرب". ألا لا يجهلن أحدٌ علينا ... فنجهل فوق جهل الجاهلينا والحال أن ما وصلنا من أخبار -; من ارتقاء عقولهم وسمو ثقافتهم وعزتهم وكرمهم -; وأشعار يدل دلالة قطعية على انهم كانوا أهل حضارة وتقدم، بالإضافى لكونهم أهل فصاحة وبلاغة، كما كانوا أهل علم وخبرة ودراية بالطبيعة وتقفي الآثار والنجوم. وقد قسم العلماء الجاهلية إلى عصرين: - الجاهلية الأولى: وقد أختلفوا فيها فمنهم من قال:أنها ما بين "آدم" و"نوح" -; عليهما السلام -; وقد حددوا تلك الفترة بثمانمائة سنة، ويرى أخرون بأنها ما بين "آدم" و"إدريس" -; عليهما السلام -; وكانت ألف سنة. - الجاهلية الثانية: وهي التي جاءنا عنها الشعر العربي، وهي لا تمتد لأكثر من قرنين قبل الإسلام (150 -; 200) سنة، وقد أشار إليها الجاحظ في قوله " أما الشعر العربي فحديث الميلاد، صغير السن، أول من نهج سبيله وسهل الطريق إليه امرؤ القيس، ومهلهل بن ربيعة، فإذا استظهرنا الشعر وجدنا إلى أن جاء الله بالإسلام خمسين ومائة عام، وإذا استظهرنا بغاية الإستظهار فمائتي عام ". وعلى هذا فلا يصح اطلاق العصر الجاهلي على الحقبة كلها التي كانت قبل الإسلام، فعرب الجاهلية الأولى يختلفون عن عرب الجاهلية الثانية لغة وأدباً، والدليل على ذلك أن "الحمورابيين" -; وهم دولة بابل، أول دولة عربية أُسست في العراق، وكان من أشهر ملوكهم الملك "حمورابي" وإليه ينسبون -; كانوا أهل تمدن وحضارة، أما العرب الجاهلية الثانية فقد كانوا أهل بادية. تارخ الأدب العربي - د.شوقي ضيف لسان العرب - ابن منظور بلوغ الأرب - الإمام الآلوسي الحيوان - الجاحظ تاريخ آداب اللغة العربية -; جورجي زيدان فيسبوك تويتر جوجل + لينكد إن بينترست

مشاركة :