استهجنت الكاتبة السعودية نادين البدير عدم نجاح النساء في بلدان الربيع العربي من تحرير أنفسهن مما سمته سطوة الذكور. وقالت البدير في مقال نشرته، اليوم الثلاثاء، صحيفة "الراي" الكويتية إنها أصيبت بالدهشة خلال نقاش حضرته مؤخرًا ودار حول مستقبل الثائرات العربيات. وكتبت البدير: "كل الدعوات مكررة. الوطن يناديكم. الحزب. الإسلام يناديكم. وتهب الفزعة بالصدور فينزلن للميادين. يشاركن بالثورات. بالتحرير من الاستعمار. يقفن جنب الرجل أو بديلاً عنه". وأضافت: "أما المصير فليس محصورًا على العربيات بل حتى الغربيات. أثناء الحرب العالمية حين خلت المدن الأوروبية من الرجال المنشغلين بساحات المعارك. التفتت البلدان للنساء حبيسات المنازل وسمح لهن بالمشاركة العامة. فخرجن للعمل وإدارة المصانع والمحال التي كان يديرها الرجل، حركن الاقتصاد ونفذن التعليمات الوطنية". وتابعت: "باللحظة التي عاد بها الرجال من الانتصارات والهزائم تسلموا العمل بالمصانع وغيرها، وأعادوا المرأة إلى المطبخ. الشيء ذاته في كل مكان، المرأة العربية التي شاركت بالتحرر من الاستعمار، أعادوها رغما عن أنفها إلى المنزل. كان الحظ يحالفها إذا جاء حاكم رحيم بالنساء مثل بورقيبة أو يعاكسها فتمضي فئة قليلة منهن للمطالبة بالمساواة مع الرجل". وأضافت: "حتى الإسلاميون حرموا مشاركتها قديمًا، ثم أفتوا بجوازها للحصول على صوتها بالانتخابات. وحرموا عليها السياسة ثم أفتوا بجوازها ليضمنوا مقاعد إضافية بالبرلمان". ورأت البدير أن المرأة في لبنان لا تصل للبرلمان إلا بثياب الحداد. إما أرملة لسياسي مغتال أو يتيمته أو أخته. لبنان الحر مجتمعيا الذي تتباهى فيه النساء بحقوقهن ما زالت تعميه غشاوة ثقيلة من التركة الذكورية". واستغربت البدير أن تعاد الكرة من جديد، فالربيع العربي نادى المرأة، ثوراته لم تكن لتنجح لولا أعداد نسائية هائلة شاركت به. ضربن. سحلن. اعتقلن. اغتصبن. أنواع من العذابات. فكيف تكون النهاية عودتهن للمطبخ؟
مشاركة :