نتائج انتخابات التجديد النصفي للكونغرس غير الرسمية التي جرت الثلاثاء، خالفت كل استطلاعات الرأي؛ ولم تطابق حسابات الجمهوريين والديمقراطيين؛ التوقعات كانت تشير الى تقدم الجمهوريين في مجلس النواب ومجلس الشيوخ وحكام الولايات وصولاً لتوقع موجه حمراء تطيح بالسيطرة الديمقراطية على الكونغرس؛ عزز تلك التوقعات تراجع شعبية الرئيس بايدن الى مستوى 40 % وهو ما لم يحدث لأي من الرؤساء السابقين بفعل التضخم غير المسبوق الذي وصل الى 8.2 % ولكن الأمور سارت عكس ذلك واستطاع الديمقراطيون استيعاب النتائج. النتائج الأولية غير الرسمية؛ تشير الى تحقيق الجمهوريين تقدما في مجلس النواب، ولكنه وإن كان ليس ضمن طموحهم قادر على إعاقة برامج الرئيس بايدن في ملفات مهمة كالموقف من قضية الإجهاض وتغير المناخ والمساعدات الاقتصادية والعسكرية لأوكرانيا وحتى تعيين قضاة في المحكمة الاتحادية العليا؛ والتأثير في الملفات الدولية كالموقف من الحرب الروسية الأوكرانية والعلاقات مع الصين وقضية تايون والملف النووي الإيراني والموقف من كوريا الشمالية والوجود الأميركي في آسيا، بينما تشير نتائج انتخابات مجلس الشيوخ الى تقدم الديمقراطيين في المحافظة على سيطرتهم عليه بفارق ضئيل، وهو ما تحقق سابقاً بالرغم من تعادلهم مع الجمهوريين الا أن نائبة الرئيس كانت ترجح كفة الديمقراطيين. الانتخابات جرت الثلاثاء بعد عامين على وصول الرئيس بايدن للبيت الأبيض والتي بقي الحسم فيها متأرجحاً حتى اللحظات الأخيرة، واتسمت بإصرار الرئيس السابق ترامب ومناصريه من الجمهوريين على أنها شهدت عمليات تزوير ضده، بل إن الاحداث التي رافقت عملية تنصيب بايدن من هجوم على مبنى الكونغرس أكدت رفض ترامب ومناصريه لتلك النتائج وما تزال محاكمة المتسببين في تلك الاحداث قائمة حتى الآن. هذه الانتخابات توصف بأنها تاريخية في بعض جوانبها من ناحية انتخاب أول حاكمة مثلية جنسيا في تاريخ الولايات المتحدة، فقد انتخبت ولاية ماساشوستس الديمقراطية مورا هيلي، حاكمة لها، بينما أصبحت كاثي هوشول أول امرأة منتخبة حاكمة لنيويورك في تاريخ الولاية بعد أن هزمت لي زيلدين، دخل أيضاً إلى الكونغرس أول عضو من الجيل «زد»، وهو ماكسويل فروست، الناشط التقدمي البالغ من العمر 25 عاما، والجيل «زد» يأتي بعد جيل الألفية، وهم مواليد الفترة ما بين منتصف التسعينيات ومنتصف العقد الأول من الألفية الثانية ويتميز أفراده بقدراتهم في استخدام التكنولوجيا والتكيف معها. في العادة تكون انتخابات تجديد المنتصف بمثابة التصويت العقابي ضد سياسة الرئيس الحالي، ويكون تأثيرها محلياً أكثر منه على السياسة الدولية للولايات المتحدة الاميركية التي تحكمها مؤسسات الدولة العميقة مع وجود مساحة مريحة للرئيس للمناورة فيها ولكن قد تترك شخصية الرئيس أثرها وهو ما حدث في حقبة الرئيس ترامب الذي قدم ما يعرف بالسياسة الترامبية التي كانت تتجاوز رؤية المؤسسات العميقة خاصة في ملفات العلاقات مع روسيا والصين وكوريا الشمالية والشرق الأوسط وتحديداً في العلاقة مع السعودية. ليس متوقعاً أن تكون انتخابات التجديد النصفي استثناءً في هذه المرحلة بالرغم من حجم التحشيد الذي يقوده الرئيس ترامب والذي قد يعلن يوم 15/11/2022 ترشحه للانتخابات الرئاسية 2024 بالرغم من وجود منافسين جمهورين مثل شيرود براون عضو مجلس الشيوخ عن اوهايو وستيف بلوك حاكم مونتانا واريك ادامز رئيس بلدية نيويورك. الغد
مشاركة :