في رمضان يحلو التفكر في آيات القرآن، ففيه زاد للتقوى، وأبواب للتفكر، وعبر ودروس للتدبر. وفي أحيان كثيرة يعجز المرء عن التعبير عن مشاعره مكتوبة معلنة دفاعاً عن إخوة له في الله أو نصرة لهم ضد أعداء الله، لكن يعود فيتذكر أن الدفاع الأقوى محفوظ بحفظ الله، وموعود به من الله، ومن أصدق من الله قيلاً. وهذا ربنا يعد في محكم التنزيل، فيقول: (إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا، إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ). إنه الوعد الحق الذي به تثبت النفوس المؤمنة لأنها مطمئنة لكلمة الله، راضية بكل التضحيات التي ستدفعها في المقابل حتى يتنزّل عليها نصر الله الذي يُدفع به الباطل جانباً حتى يزهق، وتزهق معه كل الأباطيل والأكاذيب والأراجيف. وهذا الوعد الإلهي الرباني لا يتنزّل في صورة معجزة خارقة، ولا صورة مبهمة، وإنما من خلال (الذين آمنوا) أنفسهم، إذ تصقلهم التجارب المرة، وتستنفر طاقاتهم الكامنة حتى يقدموا كل ما يملكون من غال ورخيص، وراحة ودعة، وصبر وجلد. إنه طريق واحد معروف يبدأ بالصبر والمصابرة والمرابطة والتقوى، ثم يتبعه فلاح لينتهي إلى نصر يكتبه الله متى شاء وكيف شاء وبأي وجه شاء. لكن من المحتم أنه لن يكون سريعاً ولا سهلاً ولن يخلو من تضحيات ودموع وآلام، فالنصر الذي يأتي سهلاً سيذهب سهلاً، ولن يسهل الحفاظ عليه. ومع كل التضحيات، ومع استنفاد كل المتاح، يتأخر النصر أحياناً لحكم بالغة يريدها الله عز وجل، لعل منها فضح آخر دعاوى الباطل، وليبلغ الحد الأقصى في الخصومة والفجور، وفي العداوة والتنكيل، وفي الظلم والجور، وفي الاستبداد والبطش. وحتى يوقن المترددون المخدوعون أن الباطل لم يعد له في القلوب مكانة، ولا في الصدور مهابة، فلا ندم عندئذ على سقوطه ولا حسافة. عندما ينكشف الزيف كاملاً وتسقط الأقنعة، فلا يبقى منها شيء، عندها تخرس الألسنة التي كانت تروج للباطل تماماً.. عندها تتهيأ البيئة المناسبة لتحقق وعد الله المحتوم، ولنفاذ قدره المكتوب، وليفرح المؤمنون عندها بنصر الله وتمكينه ليقوم أمر الله ويُبسط عدله ويعم فضله. salem_sahab@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (2) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :