من وجهة نظري، يُعد مركز أسبار للدراسات والبحوث والإعلام من أفضل المراكز العاملة في هذه المجالات الثلاثة، وهو أعظم مصداقية وأحسن عملا من كثير من المراكز المشبوهة حول العالم، والتي تُمول بأموال هي الأخرى أكثر شبهة وأصحابها أضل سبيلا. وكفى للمركز تزكية أن يشرف عليه الوطني النبيل والإعلامي القدير الدكتور فهد العرابي الحارثي. وقد اعتاد المركز إصدار دراسة شهرية معمقة يتناول فيها قضية وطنية أو عربية مرتكزة على بحوث علمية رصينة. وكان آخرها دراسة بعنوان (نحو تفعيل دور الشباب في العمل التطوعي). وخلصت الدراسة إلى نتائج مهمة لربما كانت متوقعة. أولى النتائج هي وجود رغبة لدى قطاع غير كبير من الشباب للمشاركة في الأعمال التطوعية، وأن ثمة حماسا وقناعة لممارسة الأعمال التطوعية التي غالبا ما تقع في دائرة مساعدة الفقراء والمحتاجين على تجاوز مشكلاتهم الاقتصادية والاجتماعية وغيرها. لكن حسب الدراسة (فإن القناعة والحماسة لا تكفيان لوحدهما لبناء برامج تطوعية محكمة ومدروسة، إذ يحتاج الأمر قبل ذلك وبعده إلى تخطيط من القائمين على العمل التطوعي لجذب الشباب للأنشطة التطوعية وتعويد الإنسان العربي منذ طفولته على القيام بأعمال خيرية، ولو كانت بسيطة لتنمو لديه الرغبة والاندفاع اللازمين للأعمال اللاحقة). وتلاحظ الدراسة (أن هناك تراجعا في بعض مجتمعاتنا لحجم مشاركة الشباب في الأعمال التطوعية، وهو ما يقود إلى التساؤل عن العوامل التي أدت إلى ذلك! وما هي الطرائق الممكنة لتجاوز الصعوبات الميدانية التي يتلقاها القائمون بالعمل التطوعي). كلا الملاحظتين مرتبطتان بغياب الوعاء النظامي الذي يؤسس لعمل تطوعي خيري مستنير، يتم في وضح النهار خالٍ من الشبهات والمشتبهات، ويشمل مناحي واسعة من الحياة لا تقتصر على ما نعهده من عمل تقليدي مكرور. لقد طال الحديث عن إقرار نظام لمؤسسات المجتمع المدني ترعى هذه المناشط والأعمال التطوعية. وقد سبق لمجلس الشورى الموقر تبني مقترح هذا النظام منذ عقد من الزمان أو أكثر، ولم يرَ النور حتى الساعة. الحاجة ماسة لامتصاص طاقات الشباب، وهي طاقات هائلة يمكن تهذيبها وتطويرها وتطويعها نحو الخير والعطاء والنماء. salem_sahab@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (2) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :