اختتمت فعاليات الدورة الأضخم من معرض جلفود للتصنيع 2020، التي ضمت إلى جانب معرض جلف هوست، ثلاثة معارض مصاحبة، حيث شهدت الأيام الثلاثة من المعرض مشاركة دولية واسعة، وسلطت الضوء على الجهود المبذولة في تحقيق انتعاش لقطاع تصنيع وخدمات المأكولات والمشروبات. وسلط المعرض هذا العام الضوء على مواضيع تحسين وتعزيز الأمن الغذائي في دولة الإمارات ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وغيرها من الأسواق الرئيسية في القطاع. ويؤكد المعرض مكانة دولة الإمارات بوصفها مركزاً عالمياً لتصنيع المأكولات، نظراً لمنظومة الأعمال المتكاملة والتنافسية والمدعومة من قبل حكومة دولة الإمارات، والتي جرى تسليط الضوء عليها خلال المعرض ضمن فعاليات قمة تكنولوجيا الغذاء، حيث سلطت الجلسة التي أقيمت في اليوم الأخير من المعرض الضوء على الأسباب التي دفعت المنظمة الإسلامية للأمن الغذائي (IFPA) إلى نقل مقرها الرئيسي إلى دبي، بهدف تنويع وتعزيز سلاسل الإمداد الغذائي إلى الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي (OIC)، التي تواجه معظمها تأخراً في قطاع معالجة المأكولات بالمقارنة مع الدول الأخرى. وفي هذه المناسبة، قال المهندس محمد موسى الأميري، الوكيل المساعد لقطاع التنوع الغذائي في وزارة التغير المناخي والبيئة السعودية: «يتوجب علينا في الوقت الحالي تطوير وتحويل أنظمتنا الغذائية بما يمكنها من مواجهة مختلف التحديات العالمية، إذ ينبغي اتخاذ تدابير فعّالة تلبي مختلف الاحتياجات، بدءاً من صغار المزارعين إلى الشركات الزراعية الضخمة متعددة الجنسيات، مع الأخذ بعين الاعتبار أحدث التوجهات في قطاع إنتاج الغذاء لتكون فعّالة على المدى الطويل، حيث إن هذا النهج سيسهم في بناء سلاسل إمداد مستدامة لمواجهة تحديات الأمن الغذائي العالمي، فضلاً عن بناء شركات دولية وتحقيق الهدف المشترك المتمثل في القضاء على الجوع». وشهد المعرض عقب هذه الجلسة توقيع مذكرة تعاون بين المنظمة الإسلامية للأمن الغذائي (IOFS)، التابعة للجمعية الإسلامية العالمية لتصنيع الأغذية (IFPA)، ومشروع وادي تكنولوجيا الغذاء بدبي، المبادرة الحكومية الرامية إلى استدامة نظم إدارة الغذاء على المستويين الإقليمي والعالمي، وتهدف المذكرة إلى تطوير حلول مستدامة ومبتكرة في القطاع. وستسهم هذه المذكرة في تمكين أعضاء الجمعية الإسلامية العالمية لتصنيع الأغذية من خلال أفضل الممارسات المتبعة في قطاع تكنولوجيا الزراعة، ومشاركة الخبرات وتميز الأعمال عبر سلسلة من التدريبات والمؤتمرات والفعاليات، والتعاون على تأسيس مقر الجمعية الرئيسي في وادي تكنولوجيا الغذاء بدبي، بما يعزز من العلاقات القوية بين الشركات الزراعية عبر الدول الأعضاء في IOFS، وتسهيل التواصل ما بين الشركات، وتحقيق الشراكات الاستراتيجية لمعالجة الأغذية وسلسلة التوريد الغذائية الأوسع. وفي هذا الإطار، قال ييرلان بيدوليه، مدير عام المنظمة الإسلامية للأمن الغذائي: «تحرص الرابطة الإسلامية الدولية لتصنيع الأغذية (IFPA) على المساهمة في تحقيق الأمن الغذائي لدول منظمة التعاون الإسلامي. ومن خلال التعاون الوثيق مع الشركات من القطاع الخاص، تعمل الرابطة على مساعدة الدول الأعضاء في بناء قدرات تصنيع الأغذية وتوسيع الفرص التجارية». وأضاف بيدوليه: «يسعدنا نقل المقر الرئيسي للرابطة الإسلامية الدولية للتصنيع الغذائي إلى دبي، نظراً لموقعها الجغرافي المتميز والبنية التحتية المتطورة، إلى جانب السجل الحافل بالإنجازات الذي يشهده قطاع تصنيع المأكولات على مستوى سلسلة الإمداد للدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، إذ تعتبر مذكرة التفاهم مع مشروع وادي تكنولوجيا الغذاء بدبي وتعاوننا الوثيق مع معرض جلفود للتصنيع الرائدة، واحدة من أولى الخطوات التي نسعى من خلالها إلى تحقيق مستهدفات الأمن الغذائي على مستوى الدول الأعضاء في المنظمة». واستعرضت قمة التميز في خدمات المأكولات أحدث الحلول والابتكارات العالمية التي تسهم في تطوير قطاع الضيافة، فضلاً عن أبرز الاتجاهات في التصميم المستدام في قطاع الأغذية والمشروبات من مجموعة من أبرز العلامات التجارية الرائدة على مستوى العالم في قطاع الفنادق. وخلال جلسة أُقيمت تحت عنوان: «الرؤى العالمية لمستقبل المطاعم - الحديث عن الفرص»، سلّط بنيامين كاليجا، الرئيس التنفيذي لشركة ليفيت ديزاين (Livit Design)، الضوء على التغير غير المسبوق الذي يشهده القطاع، وناقش أبرز التوجهات والفرص التي ترسم ملامح القطاع، مثل التحول نحو المأكولات القائمة على التجربة، واستخدام الذكاء الاصطناعي والروبوتات، والابتعاد عن سلاسل المطاعم التقليدية نحو المزيد من التفرد، ومخابر الابتكار والمطابخ القائمة على الحوسبة السحابية، واللاعبين البارزين في قطاع الأغذية والمشروبات الذين يتوجهون نحو عالم الميتافيرس، كما سلّط كاليجا الضوء على التحديات التي يواجهها القطاع وكيف يمكن معالجتها. وأضاف كاليجا: «يعد العملاء من أبرز التحديات على الصعيد التشغيلي، إذ نعمل على جمع البيانات وتحليلها، والتي أظهرت مؤخراً انخفاض أعداد الأشخاص العاملين في قطاع الضيافة بسبب الجائحة، كما أننا نسمع اليوم من العديد من المطاعم أنهم يواجهون صعوبة في العثور على الطهاة والطهاة المساعدين، ولكن بالنسبة لقطاع المعدات، يعد ذلك أمراً مهماً يدفع الجهات الفاعلة فيه إلى تطوير معدات تبسط الجانب التشغيلي للمطابخ». وعلى صعيد آخر، شهدت مسابقة جلفود يوث إكس منافسة قوية بين فرق برج العرب، وفندق سوفيتل ذا أوبليسك، وجميرا القصر، وجروسفينور هاوس. وكانت الجائزة وقيمتها 100 ألف درهم إماراتي من نصيب فريق سوفيتل ذا أوبليسك، الذي ضم كلاً من يوباك بيستا، وسيدني ماثيوز، وسميرة شو، تحت قيادة راسل إمبيازي، إضافة إلى جائزة نقدية لكل طاهٍ. وتهدف مسابقة الطهي التي تستمر لمدة خمسة أشهر وتنظم بالشراكة مع المركز الدولي لفنون الطهي، إلى تشجيع الطهاة الشباب الذين يعملون في بعض من أرقى الفنادق والمطاعم في المنطقة، حيث سيتم تتويج الفائزين في الحفل الختامي لمعرض جلفود، الذي سيقام في فبراير 2023، وسيحصل الفريق الفائز على جائزة تتمثل في بعثة تدريبية لمدة أسبوع واحد في أحد المطاعم الدولية التي تحمل تصنيف 3 نجوم ميشلان. وعلى مدار ثلاثة أيام، استعرضت أكثر من 2500 جهة عارضة في جلفود للتصنيع وجلف هوست ومهرجان المأكولات المتخصصة ومعرض الشرق الأوسط للحلويات والوجبات الخفيفة (المعروف سابقاً باسم يامكس الشرق الأوسط) ومعرض العلامات التجارية الخاصة والترخيص في الشرق الأوسط، أحدث منتجاتها وحلولها أمام شريحة واسعة من الجمهور العالمي من بائعين وموردين عبر مختلف مفاصل سلسلة التوريد. وقال عبدالغني الأديب، رئيس ومدير عام شركة إس آي جي الشرق الأوسط وأفريقيا: «تسعدنا المشاركة في جلسة النقاش حول مستقبل التعبئة والتغليف في قطاع الصناعات الغذائية، وكيفية إيجاد حلول مستدامة في هذا المجال، كما تسعدنا المشاركة في دورة العام المقبل من هذا المعرض، وذلك من خلال جناح يقدم آخر الابتكارات التي تقدم قيمة مضافة لهذه الصناعة، وفي رأينا يعتبر معرض جلفود للتصنيع واحداً من أهم المنتديات التي يجتمع فيها قادة القطاع لمناقشة آخر التطورات، ولإيجاد حلول والاطلاع على أحدث الاتجاهات في صناعة الأغذية والمشروبات». بدوره قال بيجي لي الشريك الإداري في إس بي إس إفينيتي: «من وجهة نظري كزائر، يمكنني القول إن معرض جلفود للتصنيع يؤكد أن دبي عادت للعمل بطاقتها القصوى، وكان واحداً من الأحداث الرئيسية في مركز دبي التجاري العالمي. شخصياً استمتعت بمشاهدة كبار الطهاة في توب تابل، وهو ما يعكس قطاع المطاعم المزدهر في الإمارة، وتعرفت على الكثير من التقنيات الجديدة في عالم تغليف المواد الغذائية، والآلات الحديثة التي تساعد على التخزين الآمن للأغذية». وقالت تريكسي لوهميرماند، نائب الرئيس التنفيذي لمركز دبي التجاري العالمي: «نفخر بالنجاح الباهر الذي حققته الفعاليات الخمس التي استضفناها على مدار الأيام الثلاثة، والتي تميزت بسلسلة من النقاشات التفاعلية التي سلّطت الضوء على القضايا العالمية الأكثر إلحاحاً التي تواجه صناعة الأغذية والمشروبات ومستقبلها، إذ يؤدي قطاع تصنيع الأغذية والمشروبات والخدمات المتعلقة بها في دولة الإمارات دوراً محورياً في الرؤية الاستراتيجية لحكومة الإمارات، والرامية إلى تنويع وتنمية القاعدة الصناعية للدولة، فضلاً عن تحقيق مستهدفات الأمن الغذائي خارج المنطقة. نتطلع إلى رؤية نتائج الصفقات التي تمت بين الأفراد والعلامات التجارية من جميع أنحاء العالم، وانعكاسها على النمو الإيجابي للأنشطة التجارية». تابعوا البيان الاقتصادي عبر غوغل نيوز طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :