انهمكت الطواقم الطبية في معاينة السكان المحاصرين في بلدة مضايا السورية التي باتت رمزاً لمعاناة المدنيين مع انضمام فتى إلى قائمة الموتى جراء سوء التغذية، وأكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة يونيسيف أمس، وجود حالات سوء تغذية حادة بين الأطفال في البلدة، فيما دخلت عيادة متنقلة إلى البلدة لتقديم معالجة أولية إلى المحتاجين، في وقت تواصلت الدعوات للأمم المتحدة إلى التحرك لرفع الحصار، وطالبت لندن وموسكو بالعمل من أجل وصول فوري للمساعدات الإنسانية. وغداة إدخال دفعة ثانية من المساعدات إلى بلدة مضايا المحاصرة بشكل محكم منذ ستة أشهر، دخلت أمس عيادة نقالة تابعة لمنظمة الصحة العالمية والهلال الأحمر السوري إلى مضايا لمعالجة حالات سوء التغذية، وفق ما قالت مسؤولة وحدة الإعلام في المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة رنا صيداني لوكالة فرانس برس. وأوضح مدير العمليات في منظمة الهلال الأحمر العربي السوري تمام محرز أن العيادة عبارة عن حافلة مجهزة بسرير للفحص والمعدات اللازمة لتقديم الرعاية الأولية من قبل طاقم طبي مؤلف من طبيب مختص وممرض. وقال إنها غادرت مضايا بعد ظهر أمس وعادت إلى دمشق بعد معاينة عدد من الأشخاص. ومن المقرر دخول فرق طبية جديدة إلى مضايا غداً الأحد وفق الأمم المتحدة. ويأتي دخول الطاقم الطبي إلى مضايا بالتزامن مع إعلان منظمة يونيسيف أمس أسفها لموت فتى يدعى علي ويبلغ 16 عاماً في مستشفى ميداني في مضايا بحضور مندوبيها الذين كانوا في عداد بعثة الأمم المتحدة المرافقة لقافلة المساعدات الخميس. وروت ممثلة المنظمة في سوريا هناء سنجر بتأثر بالغ لفرانس برس كيف شهدت وفاة علي. وقالت أخذونا إلى الطابق السفلي من مستشفى ميداني، حيث.. الطفلان جسداهما أشبه بهيكلين عظميين، يتشاركان سريراً واحداً. وأوضحت أن طبيبة من المنظمة اقتربت لمعاينة علي، ووجدت أنه ما من نبض فبدأت بإنعاشه لمرة ومرتين وثلاث مرات، ثم نظرت إلي وقالت (لقد رحل) قبل أن تقدم على إغماض عينيه. ولم يقو أفراد عائلة علي الذين يجلسون في نفس الغرفة على التعبير عن حزنهم وفق سنجر جراء الإرهاق الذي يعانون منه إلى درجة أنهم لم يكونوا قادرين على الحزن أكثر. كانوا يبكون بصمت... ويقفون عاجزين. وعلي هو واحد من نحو 30 شخصاً توفوا جراء سوء التغذية منذ مطلع شهر ديسمبر/كانون الأول نتيجة الحصار. وذكرت ال يونيسيف، أن الفحوصات التي أجراها فريق منها ومن منظمة الصحة العالمية الخميس أظهرت علامات سوء التغذية المتوسطة والحادة على 22 طفلاً من 25 تم فحصهم. كما ظهرت على ستة من أصل عشرة أطفال إضافة إلى اثنين آخرين تتراوح أعمارهم بين سنة و18 عاماً علامات سوء التغذية الحاد، وبينهم فتى (17 عاماً) في حالة تجعل حياته مهددة، وهو بحاجة ماسة إلى الإجلاء الطبي الفوري. وتحدثت عن امرأة حامل في شهرها التاسع، تعاني من عسر الولادة وبحاجة ماسة إلى الإجلاء الطبي الفوري. على المستوى الدولي، تواصلت الدعوات لرفع الحصار عن مضايا قبل نحو أسبوعين من الموعد المحدد لانطلاق جولة التفاوض بين ممثلين عن الحكومة السورية والمعارضة في جنيف بحثاً عن تسوية سياسية. ودعا وزير شؤون الشرق الأوسط وشمالي إفريقيا في الحكومة البريطانية، توباياس إلوود كل الأطراف التي لديها نفوذ على الحكومة السورية، وخصوصاً روسيا بأن تعمل على إتاحة وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة في سوريا دون إعاقة وعلى الفور. كما دعت وزارة الخارجية الروسية جميع أطراف الصراع في سوريا إلى استخدام نفوذهم لضمان إيصال المساعدات الإنسانية للمناطق التي يحاصرها المقاتلون. وأضافت أن الوضع في مضايا والفوعة وكفريا مصدر قلق بالغ مشيرة إلى أن جماعات مسلحة مختلفة تحاصرها. (وكالات)
مشاركة :