مضايا- وكالات: أكّدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" رصدها حالات سوء تغذية حاد بين الأطفال في بلدة مضايا السورية، وقالت في بيان لها إنها رصدت ذلك خلال مشاركها في بعثة مشتركة بين وكالات الأمم المتحدة والهلال الأحمر السوري واللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى المنطقة. وأضافت إن العاملين لديها شهدوا وفاة فتى في السادسة عشرة من عمره كان يعاني من سوء تغذية حاد، معبرة عن الحزن والصدمة التي أصابتهم وهم يعاينون لفظ أنفاسه الأخيرة أمامهم. روت ممثلة منظمة يونيسف هناء سنجر بتأثر بالغ كيف شهدت وفاة علي، فتى يبلغ من العمر 16 عاماً، داخل مستشفى ميداني في بلدة مضايا المحاصرة منذ ستة أشهر جراء معاناته من سوء التغذية. وقالت سنجر التي كانت في عداد بعثة الأمم المتحدة إلى مضايا "أخذونا إلى الطابق السفلي من مستشفى ميداني، حيث كان طفلان، جسداهما أشبه بهيكلين عظميين، يتشاركان سريراً واحداً". وأوضحت أن طبيبة من المنظمة اقتربت "لمعاينة" علي، ووجدت أنه "ما من نبض فبدأت بإنعاشه. مرة مرتين ثلاثة ثم نظرت إلي وقالت لقد رحل قبل أن تقدم على إغماض عينيه". وأضافت سنجر إن الطفل الذي كان يشارك علي السرير ذاته بدأ يكرر سؤالاً بإلحاح "هل مات؟ هل مات؟"، قبل أن تحاول الطبيبة طمأنته بأن عليه الاهتمام بنفسه وسيكون بخير. ولم يقو أفراد عائلة علي الجالسين في الغرفة ذاتها على التعبير عن حزنهم وفق سنجر جراء الإرهاق الذي يعانون منه إلى درجة "أنهم لم يكونوا قادرين على الحزن أكثر. كانوا يبكون بصمت... عاجزين". وأضافت "يتسول الأطفال للحصول على قطعة من الخبز. بعضهم يأتي ويعتذر منك بعد السؤال لمرات عدة عن الخبز وإجابتك بأنه ليس بحوزتك شيء". وزار فريق اليونيسيف المستشفى الميداني بالبلدة، حيث يعمل طبيبان فقط بالإضافة لاثنين من المهنيين الصحيين في ظروف صعبة، وفحص فريق من اليونيسيف ومنظمة الصحة العالمية سوء التغذية لدى 25 طفلاً دون سن الخامسة باستخدام قياس منتصف محيط العضد، والذي أظهر علامات سوء التغذية المتوسطة والحادة على 22 طفلاً من مضايا. من جانبها، قالت مسؤولة وحدة الإعلام في المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية رنا صيداني "توجهت عيادة نقالة تابعة لمنظمة الصحة العالمية والهلال الأحمر السوري إلى بلدة مضايا لمعالجة حالات سوء التغذية"، مضيفة في حديث لوكالة الأنباء الفرنسية "سنستخدم المواد والأدوية التي تم إدخالها في الأيام الأخيرة إلى البلدة في علاج المرضى" وأوضحت صيداني أن الفرق الطبية التابعة للمنظمة والهلال الأحمر السوري التي دخلت مضايا "تمكنت من معاينة 350 شخصاً وننتظر صدور تقرير مفصل بشأنهم ". وفي سياق متصل، بث ناشطون فيديو قصيراً يظهر محلات تجارية بمعضمية الشام فارغة تماماً من المواد الاستهلاكية نتيجة الحصار ومنع إدخال البضائع للمدينة.
مشاركة :