أكد الرئيس التنفيذي للخدمات المصرفية للشركات والإدارة المالية والخزانة والإدارة القانونية في بنك بوبيان، عبدالسلام الصالح، أن القطاع المصرفي الكويتي يتسم بالتنافسية العالية، والقدرة على الإبداع والابتكار والتفكير دائما خارج الصندوق، بما ينعكس إيجابياً على الخدمات والمنتجات التي يقدمها للعملاء. جاء ذلك خلال الحوار المفتوح الذي عقده الصالح مع طلبة الماجستير وهيئة التدريس في جامعة الكويت، حيث اتسم النقاش بالإيجابية والتنوع والتطرق للعديد من الجوانب المتعلقة بالقطاع المصرفي في الكويت، والرد على العديد من استفسارات طلبة الماجستير، وأعضاء هيئة التدريس الحضور. كما تناول الصالح المعايير التي تساعد الشباب الكويتي الطامح في العمل في القطاع المصرفي، ومنها الالتزام والقدرة على تحمل الضغوط، وتحقيق الأهداف الوظيفية الشخصية والأهداف الاستراتيجية للمؤسسة المصرفية بشكلٍ عام، كما يجب أن يتسم الموظف بالابتكار والتفكير خارج الصندوق. وأشار أيضاً إلى ضرورة مواصلة التطور والتعليم والتدريب، مؤكداً تميز القطاع المصرفي الكويتي في تقديم برامج تدريبية متقدمة بصورة مستمرة تساعد موظفيها على إحراز تقدم مهني كبير، وشغل مناصب مميزة شريطة اكتساب الخبرة العملية، وتطوير أنفسهم بالبرامج التدريبية والشهادات المهنية المطلوبة. وخلال الجلسة استفسر بعض الحضور عن الشروط المطلوبة من عملاء الشركات للحصول على التمويلات اللازمة من البنوك، حيث تطرق الصالح إلى العديد من الشروط الإجرائية المطبقة في القطاع المصرفي حالياً لمنح التمويلات إلى العملاء، حيث نبه إلى أهمية النظر إلى العميل من مختلف الجوانب، خصوصاً شخصية العميل وليست الجوانب المالية فحسب، كما قدم نصائحه حول ضرورة ضمان سلامة المركز المالي للشركات الطالبة للتمويل. وأوضح أن القطاع المصرفي كان وسيظل من أكبر الداعمين للشركات الكويتية، مشيراً إلى الدور الذي لعبه «بوبيان» أثناء جائحة كورونا التي أثرت على أعمال الكثير من الشركات، إلا أنه قام على الفور بتفعيل خطة العمل عن بعد خلال يومين من الإغلاق، واستمر في تقديم خدماته دون أي تأثر، ما أدى إلى عدم شعور العملاء بأي اختلاف أو تغير في مستوى الخدمة، كما لم يعان أي من العملاء من أي تجارب سلبية جرّاء الإغلاق. وقدم البنك أيضاً خدمات مجانية للشركات الصغيرة ومتوسطة الحجم في الكويت، بالإضافة إلى تحمل رسوم مشاركتها في العديد من الخدمات التي تقدمها بعض الجهات الأخرى في سبيل الترويج لأعمالها وفتح آفاق تجارية جديدة لها. كما كانت جميع الخدمات البنكية تقريباً متاحة للتنفيذ من خلال تطبيق «بوبيان» المبتكر للشركات، مما ساهم في سهولة تنفيذ المعلومات في مختلف أوقات الإغلاق التي واجهتنا جراء الجائحة. وخلال هذه الأزمة، سارع البنك أيضاً بتأجيل أقساط التمويلات المقدمة إلى الشركات الصغيرة والمتوسطة بدءاً من أبريل 2020 مدة 6 أشهر دون تحميل أي أرباح إضافية على العملاء. ورداً على استفسار حول أسباب نمو محفظة الشركات في «بوبيان»، وكيفية تحقيق التوازن بين نمو المحفظة وجودتها، قال الصالح «إن وضع الاستراتيجية هو الجزء السهل، إلا إن التحدي يكمن في وضع الأشخاص المناسبين في المكان السليم وتنفيذ الاستراتيجية بشكلٍ منضبط، وهذا التنفيذ المنضبط على أرض الواقع حقيقةً ما يميز بوبيان». وقال «في بداية التحاقي بالبنك، كان معظم انكشاف محفظة تمويل الشركات فيه إلى شركات الاستثمار، والجميع يعلم ما حدث لهذه الشركات التي اختفى عدد كبير منها 2008. لذلك، بدأت بتقليل انكشاف البنك إلى المؤسسات المالية والاستثمارية، ووضعت خطة لبناء محفظة متوازنة تعكس التوزيع مماثل لتوزيع قطاعات الاقتصاد الكويتي». وأوضح الصالح أنه عمل على تقليل الإجراءات البيروقراطية، واختصار الدورة المستندية لمنح التمويلات مع ضبط سياسة المخاطر المتعلقة بمنح التمويل ووضع سياسة موحدة للائتمان وخطة للعملاء ولمتابعة المبيعات. كما بين أنه ركز أيضاً على التحوّل الرقمي الكامل للخدمات المصرفية للشركات، مشيراً إلى تركيز البنك على استقطاب العملاء ذوي الملاءة المالية القوية وذوي السمعة التجارية الجيدة مع التعامل مع شركات من مختلف القطاعات، بما ساهم في جودة المحفظة العالية. واختتم الصالح جلسته الحوارية مع طلبة الماجستير، وأعضاء هيئة التدريس بجامعة الكويت، مبيناً أن أهم الدروس التي تعلمها خلال مسيرته في القطاع المصرفي هي ألا يأخذ أي من الموضوعات كأمر مسلم به، وأن يعطي كل أمر حقه من دراسة الإيجابيات والسلبيات بصورة موضوعية، في ظل المعطيات الحاضرة أمامه دون إغفال التطورات التي قد تحدث في المستقبل.
مشاركة :