العملية الإرهابية التي ضربت الشارع الرئيس في المدينة التركية السياحية «إسطنبول»، فجرت موجة من التساؤلات داخل تركيا وخارجها، تدور كلها حول الهدف من العملية الإرهابية، واختيار التوقيت، قبل التساؤل عن المسؤول الذي دبر وخطط ونفذ؟ وتنتهي التساؤلات بالإشارة إلى الرسالة من وراء تفجير إسطنبول! رسالة كشفت تركيا مغزاها الهجوم الإرهابي الذي نُفّذ في وسط إسطنبول في ذروة الموسم السياحي، والذي أسفر عن مقتل 6 أشخاص وإصابة أكثر من 80، طغى على جميع الأخبار الأخرى في وسائل الإعلام. بحسب تحليل الباحث الروسي، يفغيني أوميرنيكوف، فإنه كان رسالة. مشيرا إلى تصريح وزير الداخلية التركية، سليمان صويلو، بأن الهجوم «رسالة»، كشفت مغزاها قيادة البلاد على الفور. ويرى «أوميرنيكوف»، أن رفض تعازي الأمريكيين واتهامهم بأنهم «قتلة» ليس خطوة قاسية فحسب، بل خطوة تحد جريئة. ويضبف: من الصعب أن نتذكر أن دولة سمحت لنفسها، في الآونة الأخيرة ـ وهي من تلك الدول التي تعد حليفة للولايات المتحدة وفي حلف شمال الأطلسي ـ بمثل هذا البيان الموجه لزعيمة الحلف. العلاقات التركية الأمريكية تتأرجح على شفا «التهور» في الآونة الأخيرة، تتأرجح علاقات أنقرة مع واشنطن على شفا «التهور»: فأردوغان الذي لا يمكن التنبؤ بما قد يفعل كان يقود العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية، طورا إلى خط خطير، من وجهة نظر الأمريكيين، بالإعلان عن مصالح بلاده، ويتراجع، طورا آخر، خطوة إلى الوراء، مؤكدا تحالفه مع الغرب. أردوغان تلقى إشارة سوداء وفي الصدد، طرحت المستشرقة كارين غيفورغيان، لإذاعة «كومسومولسكايا برافدا» الروسية الاحتمال التالي: تلقى أردوغان إشارة سوداء لأنه لا يزال في الواقع ينسف دخول السويد وفنلندا إلى الناتو. وافترضت أن الزعيم التركي سيتخلى في المستقبل القريب عن موقفه من توسيع الحلف. القياس بتفجير خطي السيل الشمالي يخلص الباحث يفغيني أوميرنيكوف، إلى القول: «بصراحة، اليوم لا تبدو الرواية القائلة بأن حليف أنقرة الكبير وراء الهجوم الإرهابي على تركيا صادمة.. دعونا نتذكر فقط من فجر خطي السيل الشمالي، لقطع رغبة أوروبا في تلقي الغاز الروسي الذي تحتاجه بكثرة.. لا شيء شخصيا، هنا، إنه مجرد بزنس»!!
مشاركة :