الوطن السعيد | صالح بكر الطيار

  • 1/17/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

نقول شكرًا لشبكة «وين جالوب انترناشونال» المستقلة المتخصصة في الأبحاث، على جهودها المقدرة التي تُصدِر بها إحصائياتها عادةً، فقد أسفر مُؤشِّر بحثها، الذي أجرته مؤخرًا لتحديد سعادة الشعوب، عن نتائج تبوأت بموجبها المملكة العربية السعودية المركز الثالث عالميًا، ومع احترامنا وتقديرنا لهذه النتيجة المشرفة، التي يرانا من خلالها الآخرون، والتي هي بكل المقاييس درجةٌ متقدمة ومكانةٌ رفيعةٌ مستحقة، لم تأتِ من فراغ، ولكنها صنعت بالعطاء والإرادة وبتلاحم القاعدة العريضة مع القيادة، ليكون شعبها بين سُعداء العالم بفضل الله وتوفيقه، ومع ذلك نظنّ أن المؤشر كما ركز في بحثه على مَحاور أساسية للتقييم، وقد أغفل عن أخرى، نعتبرها سببًا حقيقيًا لسعادتنا قبل تفوقنا الاقتصادي والاجتماعي والمعيشي، فبلادنا قد خصّها المولى جل وعلا بما لم يخص به سواها، فترابها الطاهر يضم المقدسات الإسلامية وشرّفها الله جلَّ وعلا بالحرمين الشريفين وجعلها مهبط الوحي ومأوى أفئدة المسلمين، وهذا في حدّ ذاته يمثل السعادة بعينها، بغض النظر عن أي مكوناتٍ أخرى، إنها ميزةٌ لا توجد في «كولومبيا» ولا في «جزر فيجي» اللتين حققتا المركزين الأول والثاني، وعلى كلٍّ لهما منّا التهنئة والإشادة، ولكننا نُفكِّر ونُذكِّر ذلك المؤشر بمقاييس كُنَّا نتمنى أن تكون ضمن آليات تقييمه، فالسعودية مثلًا التي جاءت في المركز الثالث يشهد تاريخها أنّها مثلما عملت لسعادة شعبها ظلت تعمل دعمًا وعونًا للآخرين، كما ظلت أياديها البيضاء ممتدةً لكل ذي حاجة من غير منٍّ ولا أذى، فهل تتمتع الدولتان اللتان سبقتاها في الترتيب بهذه المزايا؟، كما أن السعودية التي نالت المركز الثالث لم تلهها جهودها الواضحة عبر مسيرتها المباركة في النهضة والبناء الداخلي، عن نجدة المستضعفين وإغاثة الملهوفين ومكافحة الإرهاب والتطرف والفكر الضال، فأين الآخرون من مثل هذه المواقف الإنسانية؟، فلو اتفق معنا المؤشر أن المملكة العربية السعودية التي شهد لها القاصي والداني ببراعتها في إدارة وتنظيم مواسم الحج والعمرة المليونية والسنوية، تلك المواسم التي تُدخل خدمتها السعادة المتناهية في نفوس القائمين عليها عمومًا، لشهد لها ذلك المؤشر بأن تلك الخدمة تعد أكبر مدخلٍ للسعادة، ألا يعدّ هذا التفرّد مقياسًا متميزًا لدوحة سعادةٍ تمدّ ظلالها الوارفة على مملكتنا الحبيبة؟، بلى إنه سببٌ من أسباب التألق الذي يسعد الشعوب ويفرح القلوب. أما معيار التفاؤل فهو الذي يدفعنا دائمًا للتطلع للأفضل، فكل ما بلغنا درجةً عَليَّةً، وتبوأنا مكانةً مرموقة، بحثنا عن قمةٍ أعلى ومكانةٍ أرفع، إنّه ديدننا على مرّ الأيام وهو ما نشعر به اليوم ونحن نحتل المركز الثالث عالميًا كأسعد شعب، فتلك السعادة مستمدة أولًا من إيماننا بالله ورسوله ومحبتنا لمليكنا وثقتنا في حكومتنا الرشيدة، هكذا يظل طموحنا مستمرًا حاضرًا ومستقبلًا، وإن غدًا لناظره قريب. sbt@altayar.info

مشاركة :