مديرو بيوت الشعر: سلطان جعل من الشارقة عاصمة ثقافية رائدة

  • 1/17/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

ضمن فعاليات الدورة الرابعة عشرة من مهرجان الشارقة للشعر العربي، استضاف بيت الشعر صباح أمس ندوة فكرية حول مبادرة بيوت الشعر في الوطن العربي التي أطلقها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة. شارك فيها جميلة الماجري مديرة بيت الشعر في القيروان/تونس، ود. عبد الله ولد السيد مدير بيت الشعر في نواكشوط/موريتانيا، وفيصل السرحان مدير بيت الشعر في المفرق/الأردن، وحسين القباحي مدير بيت الشعر في الأقصر/مصر، وأدار الندوة نواف يونس مدير تحرير مجلة دبي الثقافية. قال القباحي إن بيت الشعر في الأقصر واحد من هذه البيوت الأربعة التي بدأت بها هذه المبادرة الرائعة، واختير لإنشائه مكان مميز على طريق الكِباش الأثري الذي يمتد بين معبدي الأقصر والكرنك ، ويمثل قيمة حضارية وإنسانية تفتح أعين الشعراء والمبدعين على مزيد من الإبداع. وأضاف: لنا آمال عريضة في هذا البيت، بدأناها فوراً مع الافتتاح حيث قدمنا مختلف الأجيال، من خلال دعوة خمسة شعراء شباب وعشرة من أصحاب الباع والخبرة، وكان القصد من هذا التجاور هو كشف معادن الشعراء، وأيضاً لنقول إن هذا المكان مفتوح للجميع، وسوف نقدم فيه كل مبدع بغض النظر عن سنّه وتجربته، في سبيل تحقيق مزيد من الوعي والاستنارة والتقدم في الحركة الشعرية. أيضا انطلقنا باتجاه محافظات مصر وأقاليمها واستضفنا شعراء من جميع أنحاء مصر، فهذا البيت هو لكل المبدعين المصريين، ومهمته الكشف عن هذه الجواهر الإبداعية وإطلاقها لترفد الحركة الثقافية في مصر والوطن العربي. وأكد القباحي انفتاح بيت الشعر على المؤسسات الثقافية المختلفة، حيث عقد البيت اتفاقاً مع وزارة الشباب والرياضة وبدأ بالتواصل مع مراكز الشباب وعقد اللقاءات للتعرف إلى الإبداعات الناشئة، وقد اكتسب البيت جمهوراً جديداً لم يكن له إي اتصال سابق بفن الشعر. ومن جانبه قال فيصل السرحان : ليس من المستغرب أن نرى ما وصلت إليه إمارة الشارقة من مستوى متقدم في رعاية الأدباء والمثقفين العرب والنهوض باللغة العربية بوجه عام، ليس من المستغرب أبداً في ظل وجود شخصية متميزة ذات رؤية ثاقبة ومستنيرة تنظر إلى ما وصلت إليه حالة الأمة اليوم من ترد وانحطاط وتشتت وتحاول تجاوزه، إن مبادرة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي أتت لتشرق وتبعث الأمل بجمع الشتات وتوحيد الفكر الذي يفضي إلى تقارب الشعوب العربية ثقافياً، من خلال رسالة الشعر السامية، كما ألقت هذه المبادرة الكرة في ملعب المثقفين والشعراء العرب لصناعة نخبة حقيقية تعمل على توجيه أبناء أمتنا العربية من خلال الأدب والشعر إلى ما هو خير ونبيل وخلاق في ظل الظروف الحالية التي تعانيها الأمة. وختم السرحان بمجموعة من المقترحات التي من شأنها تطوير أفق المبادرة في المستقبل، كأن يقام برنامج سنوي يستضيف مجموعة من الشعراء من كافة بيوت الشعر في الوطن العربي في أحد هذه البيوت وبالتناوب، بحيث يقام هذا اللقاء كل عام في بلد وذلك لإثراء تجربة الشعراء وزيادة وشائج الاتصال والتواصل وتبادل الخبرات. وأكدت جميلة الماجري أن المتابع للعمل الثقافي المتواصل في مختلف الفنون في الشارقة يدرك أن مبادرة تأسيس بيوت الشعر في الوطن العربي تأتي ضمن مشروع ثقافي ضخم وشامل يكشف عن بعد الرؤية وعمق في الفكر وعمل استراتيجي دقيق لحماية إرثنا الثقافي المشترك، بعيدا عن العمل الموسمي والعشوائي، كما لا يخفى على أحد ما يحمله هذا المشروع من إيمان عميق بأهمية الثقافة في عصرنا وما يمكن أن يكون لها من أدوار فاعلة ومؤثرة في مسارات حياتنا العصرية. وأضافت أنه حتى مع وجود بيوت شعر سابقة في بعض البلدان العربية فلا ضير من رفدها بما يقوي ويدعم الإبداع ويوسع دائرة الفعل الثقافي، خاصة إذا نظرنا إلى الحكمة في إقامة بيوت الشعر في مدن داخلية بعيدة عن العواصم مما يخلص مبدعي تلك المدن من عقدة المركز والأطراف ويمنحهم فرصاً للإبداع والبروز واكتشاف مواهب كان يمكن أن توأد وتتلاشى. أما د. عبد الله ولد السيد فقال: لا شك أن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي يدرك جيدا الدور الذي يمكن للثقافة أن تؤديه في حياة الأمم والشعوب، ومن هذا الإدراك عمل على تكوين الإنسان وتثقيفه، وجعل من الشارقة عاصمة ثقافية رائدة في الوطن العربي والعالم، لذلك لا غرابة أن تأتي مبادرته هذه في واقع عربي يشهد رواج فكر تكفيري، يدفع ببعض الشباب إلى الغلو والتطرف، وأن يكون فحوى هذه المبادرة هو افتتاح بيوت للشعر، تتسع للنشاطات الأدبية وتضم مكتبات للمطالعة، وقاعات لتنظيم الدورات المتخصصة، وكل ذلك من شأنه أن ينتشل أجيالاً من الضياع الفكري، وأن يستل الأوهام التي عشعشت في نفوس هؤلاء في غفلة من المجتمع، ونقص في التربية والتعليم. كما جاءت هذه المبادرة في سياق استفحلت فيه موجات التذرع بالأساليب العامية، وتساهل الكتّاب والناشرين في الرقابة اللغوية، إضافة إلى انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، وما رافقها من بلوى تكسير العربية والتهاون بها، وعدم التفريق بينها وبين العامية، ومحاولة إعادة الاعتبار للغتنا من خلال فن الشعر الذي يعتبر مرجعها الأول.

مشاركة :