قصائد من نور أضاءت جبهة الإبداع، وعكست نورها على عشاق الحرف والكلمة، هي بيوت الشعر التي انتشرت في مختلف الأقطار العربية، بتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، لتكون مراكز ثقافية إبداعية من الدرجة الأولى، تجمع أهل الشعر والأدب في مكان واحد، وتثري خبراتهم وتجاربهم، وتحتضن إبداعاتهم وتدعمها. على قدر أهمية الحدث، جاء الاحتفاء به، ليفتتح مهرجان الشارقة للشعر العربي أمس برنامجه الفكري الذي يقام في بيت الشعر بالشارقة، بجلسة أضاءت على مبادرة صاحب السمو حاكم الشارقة بإنشاء 1000 بيت شعر في الدول العربية، وتم خلالها عرض تجارب ناجحة أثمرت عن أصداء إيجابية، ارتقت بالشعر وأهله، فتحدث أصحاب بيوت الشعر في مختلف الدول عن أثر تلك المبادرة، مشيدين بوعي صاحبها وحنكة القائمين عليها. أدار الجلسة الشاعر نواف يونس مدير تحرير مجلة دبي الثقافية، وتحدث فيها كل من جميلة الماجري، مديرة بيت الشعر في القيروان - تونس، وفيصل السرحان مدير بيت الشعر في المفرق - الأردن، وحسين القباحي، مدير بيت الشعر في الأقصر - مصر، وعبدالله السيد مدير بيت الشعر في نواكشوط - موريتانيا. مبادرات تاريخية أكدت جميلة الماجري أن المبادرات الكبرى والفاعلة في تاريخ البشرية كان لها قادة كبار يتصفون بعمق الفكر والحكمة والشجاعة، وهذه المبادرات التاريخية الخالدة لا تنشأ إلا عن قائد يحس بعمق بمسؤولية إزاء أمته، ومسؤوليته في حماية تاريخها من التشويه والاندثار، والحفاظ على أمجادها والحرص على مقومات الهوية، وفي هذا السياق تأتي مبادرة صاحب السمو حاكم الشارقة بتأسيس بيوت شعر في كافة أقطار الوطن العربي كخير مثال، لتواجه الدول العربية من خلال بيوت الشعر الغزو الثقافي واللغوي الذي يستميل الشباب والمراهقين، ويحافظ على تراث الأمة وينهض بالثقافة العربية. عبقرية التحدي وفي ورقته التي حملت عنوان بيوت الشعر: الأهمية والواقع والمستقبل، أشاد فيصل السرحان بروح المبادرة النابعة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، كرجل يحمل هم أمته بكفاءة وفعالية نادرتين، وذكر عدداً من المبادرات التي وجَّه بها سموه، ومنها تأسيس مركز الشارقة للإبداع الفكري الذي يعنى بالنشر، ومبادرة دعم المكتبات العامة في أرجاء الوطن العربي، ومبادرة بيوت الشعر وغيرها. واستعرض السرحان أهمية مبادرة بيوت الشعر التي تأخذ بأيدي شعراء الشعر الفصيح وتبث نصوصهم إلى الدنيا وتجعل همومهم ورؤاهم تنطلق بلسان عربي مبين، لتحفظ للأمة لغتها وهويتها. كما وصف المبادرة بعبقرية التحدي، معتبراً إياها فرصة يجب اغتنامها بأفضل صورة لأهميتها الكبيرة في إشاعة المناخ الإبداعي وإعلاء راية الشعر. ارتقاء أشاد حسين القباحي بمبادرة بيوت الشعر، مشيراً إلى أنها بدأت تحقق أهدافها منذ الخطوات الأولى من تأسيسها، وذكر أنها تساهم بشكل كبير في الكشف عن الشعر الحقيقي، والشاعر الحقيقي، لافتاً إلى أن هناك إبداعات في مختلف جوانب الشعر، ويجب النظر في مساحة الإبداع لدى كل شاعر، للارتقاء بما يحمله من موهبة ترتقي بالثقافة. وأكد أن هذه المبادرة ليست الأولى التي يتعرف من خلالها مبدعو مصر على صاحب السمو حاكم الشارقة، فبيت الشعر الذي تم إنشاؤه في الأقصر، والذي يعد واحداً من بيوت الشعر التي بدأت فيها هذه المبادرة، يأتي بعد مبادرات كثيرة وجَّه بها سموه، وساهم بيت الشعر في تفتح أعين الشعراء على مزيد من الإبداع، كما عزز حضور المبدعين من خلال التجاور بين الشعراء الكبار والجدد، بمزاوجة تجارب كل منهم معاً. وذكر أن الساحة الإماراتية اليوم زاخرة بوجوه كانت تجلس على مقاعد التلميذ في بيت الشعر في الشارقة، ولذا فبيوت الشعر تعد منتجاً للإبداع، ورافداً مهماً للثقافة. وأشار القباحي إلى أن الأفعال الكبيرة تكتسب قيمتها من قيمة فاعلها، ومبادرة بيوت الشعر عظيمة وفاعلة وستتحقق بفضلها أهداف كثيرة في الأيام المقبلة. مبادرة استثنائية ووصف عبدالله السيد مبادرة صاحب السمو حاكم الشارقة بالاستثنائية، وذلك لحجمها وتكاليفها وخلفياتها وآفاق صاحب السمو حاكم الشارقة التي لم يصل إليها احد من قبل، لافتاً إلى أن مبادرات سموه أسهمت في تأسيس البنى الضرورية لنشر الإسلام الصحيح، ودعم الثقافة والعلم، ومحاربة الجهل والفقر، فانتشر إبداعه وعلمه بين المفكرين والكتاب. واستعرض السيد أهمية مبادرة بيوت الشعر من مختلف النواحي، التاريخية والفنية والاجتماعية والتربوية، مؤكداً أهمية الشعر ومكانته في الثقافة العربية، ولافتاً إلى الأبعاد اللغوية والموسيقية في الشعر، ومشيداً بتكريم أهل الإبداع، لتأتي هذه المبادرة كعهد جديد يسترد فيه الشعراء مكانتهم. راشد عيسى يوقع أبازير احتفاءً باختياره شخصية مكرمة في مهرجان الشارقة للشعر العربي في دورته الرابعة عشرة، وقّع الشاعر د. راشد عيسى ديوانه (أبازير) الصادر عن دائرة الثقافة والإعلام بيت الشعر، بمناسبة تكريمه بجائزة الشارقة للشعر العربي الدورة السادسة. ويأتي الديوان في 148 صفحة من القطع المتوسط تتضمن 53 قصيدة، كما قدم له محمد البريكي مدير بيت الشعر بكلمة قال فيها: (من الشعر إلى الوطن المضمخ بالكبرياء، إلى صرخة الشاعر الذي تسبّح حروفه للشعر مع الصبح وأنين الحصى ولعاب الذئاب، يتسلل راشد عيسى بلغة رشيقة إلى القلب بنايٍ مكسور يمنحه ثقة البوح وأنين الروح، هذا الشاعر القطار المسافر الذي لا يتعب من اللعب باللغة، ومراوغة الفكرة واصطياد الصورة بمهارة وهو يمارس غربة الذات، المستوطنة مدن التعب وضفاف المعاناة، هذا الشاعر الذي كلما استقر في المكان هرب منه حباً ليعود إليه كطائر يأوي إلى عشه بعد رحلة مع البقاء). ومن قصائد الديوان قارورة وغفران ونداءات وقوة، وغيرها.
مشاركة :