أكد الدكتور السيد أحمد بن هلال بن سعود البوسعيدي سفير سلطنة عمان لدى الدولة أن العلاقات بين سلطنة عُمان ودولة الإمارات العربية المتحدة غنية عن أي توصيف، فقد كانت على الدوام قوية وراسخة ومتينة ومتطورة، قائمة على الثقة والاحترام المتبادل، لما يجمع البلدين والشعبين الشقيقين من أواصر الجوار الجغرافي والتداخل العائلي والأسري والمصالح المشتركة والمنافع المتبادلة. وقال السفير في حوار خاص لـ«الاتحاد»: «إن هناك حرصاً من القيادة الحكيمة في البلدين الشقيقين على الدفع دائماً بهذه العلاقات إلى مستويات أعلى وأشمل في كافة المجالات، مشيراً إلى أن المستقبل سيكون أكثر نماءً وازدهاراً لهذه العلاقة في المجالات كافة».. وعن الزيارة الأخيرة التي قام بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، إلى سلطنة عمان أوضح السفير العماني أنها كانت زيارة تاريخية مهمة، خاصة وأنها الأولى بعد تولي سموه رئاسة دولة الإمارات، وحظيت بترحيب رسمي وشعبي واسع، أجرى خلالها سموه، مباحثات مهمة مع حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق سلطان عمان، وتم خلالها التوقيع على ستة عشر مذكرة تفاهم في مجالات مختلفة، أبرزها الطاقة، والصناعة، والنقل، والثقافة، والتعليم، وغيرها، مؤكداً رسوخ العلاقات بين البلدين وتطورها بما يخدم المصالح المشتركة للشعبين الشقيقين. وأشار السفير إلى أن الإمارات تعتبر في صدارة الشركاء التجاريين لسلطنة عُمان على مدى العقود الماضية، حيث ارتفع إجمالي قيمة التبادل التجاري بين سلطنة عُمان ودولة الإمارات في العام 2021، ليبلغ حوالي 5.5 مليار ريال عُماني، مقارنة بالعام 2020 الذي سجل ما قيمته حوالي 5.2 مليار ريال عُماني. ونوه إلى أن واردات سلطنة عُمان من دولة الإمارات سجلت ما قيمته حوالي 4.2 مليار ريال عُماني، والتي تمثل ما نسبته 35.5% من الإجمالي العام لواردات السلطنة في العام 2021، فيما بلغت قيمة إجمالي صادرات سلطنة عُمان إلى دولة الإمارات 1.3 مليار ريال عُماني في العام 2021، مسجلة ارتفاعاً عن العام 2020، والبالغ قيمته 1.2 مليار عُماني، وشكلت صادرات سلطنة عُمان إلى دولة الإمارات ما نسبته 7.8% من الإجمالي العام لصادرات السلطنة في العام 2021. أخبار ذات صلة الإمارات تدعو إلى تجديد الدعم الدولي للصومال خبراء لـ«الاتحاد»: عُمان.. رائدة دبلوماسية الحياد وأعرب السفير عن أن الإمارات وسلطنة عمان تزخران بفرص استثمارية واعدة لكليهما بُناء على الميزات النسبية المتوفرة، حيث تتوافر في سلطنة عُمان فرص استثمارية في عدة مجالات أبرزها؛ الطاقة والخدمات اللوجستية، والصناعات التحويلية، والسياحة، والخدمات بشكل عام. وقال: «تستثمر الشركات العُمانية في دولة الإمارات في أنشطة مختلفة، أبرزها؛ الأنشطة المالية والعقارية، وكذلك في المنتجات الزراعية والسمكية والحيوانية، بينما تتركز الاستثمارات الإماراتية في سلطنة عُمان في التجارة والصناعات التحويلية، والطاقة والإنشاءات والعقارات، ونطمح إلى مزيد من الاستثمارات الإماراتية في هذه المجالات المتاحة. الملتقى الاقتصادي أوضح الدكتور السيد أحمد بن هلال بن سعود البوسعيدي أن الملتقى الاقتصادي العُماني عقد على دورتين؛ في فبراير 2019، وفبراير 2022، وبحث الملتقى في دورتيه السابقتين، تعزيز أُطر الشراكات الاقتصادية بين مجتمعي الأعمال من البلدين بما يخدم العلاقات الاقتصادية ويرفع مستوى التبادل التجاري ويحفز تدفقات الاستثمار، وعقد الشراكات بين مجتمعي الأعمال في البلدين في قطاعات حيوية على الأجندة الاقتصادية للبلدين. مشيراً إلى أن الملتقى المقبل سيشهد تفاعلاً وزخماً أكبر، انعكاساً لما تشهد العلاقات الثنائية بين البلدين من رغبة طموحة في دفع العلاقات الثنائية للأمام وتحقيق آمال الشعبين الشقيقين في فتح آفاق أرحب للتعاون الاقتصادي والاستثماري والذي رسخته قيادة البلدين ودعمته بالاتفاقيات الموقعة مؤخراً في هذا المجال. وسيعقد في الوقت المناسب للمعنيين بذلك في البلدين.
مشاركة :