'طعم التفاح أحمر' بمرارة الحياة في هضبة الجولان

  • 11/19/2022
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

مراكش (المغرب) - عاش المخرج إيهاب طربيه المولود في هضبة الجولان مهموما بوطنه فصنع أفلاما قصيرة ووثائقية تتناول قضاياه وأحلامه حتى واتته الفرصة لصنع فيلمه الروائي الطويل الأول "طعم التفاح أحمر" الذي حمل صوت الأرض والبشر في تلك البقعة السورية المحتلة. الفيلم مدته 123 دقيقة ومن بطولة ربى بلال وسهيل حداد وشادن قنبورة ومكرم خوري وطارق قبطي وينافس ضمن المسابقة الرسمية للدورة التاسعة عشرة للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش. ويحكي الفيلم قصة عائلة من الأقلية الدرزية تعيش في هضبة الجولان، تتنازعها الصراعات والأحقاد الدفينة، كأحمد الذي ظلت العائلة تلاحقه باغتصاب سيدة تزوجها فيما بعد في 1967 التاريخ الذي أطلق عليه النكبة العربية. كما يتناول الفيلم تعقيدات المذهب الدرزي، من جهة وانعكاسات الحرب السورية الأهلية والصراع العربي الإسرائيلي على الحياة اليومية لهذه العائلات الدرزية، التي تنقسم بين من يدعم الرئيس الأسد ومن يبغضه. وقال المخرج طربيه عقب عرض الفيلم بمهرجان مراكش "التناقضات التي نعيشها نحن السوريون متشابكة، فنحن نعيش تحت الاحتلال الإسرائيلي في الجولان منذ 1967، كما نعيش في ظل نظام ديكتاتوري في سوريا، وهذا الأخير لم يبدأ في 2012، منذ أن بدأت الثورة السورية، ولكن منذ أن أخذ حزب البعث مقاليد الحكم في سوريا". وأضاف "نحن نحكي عن أقلية بحكم ديكتاتوري للوطن الأم، والذي لايزال موجودا، وحكم ‘أبرتايد‘ من طرف الاحتلال الإسرائيلي فهذا هو التفاح المر". ويمكن تصنيف الفيلم في إطار السينما الرمزية بدءا بالتفاح الأحمر، والولادة المتعسرة لطفل سيلاقي في ما بعد مصير مأساوي، والذئب المتربص بجثث الماعز المذبوح، ورجوع شخصيات الفيلم إلى إحداث 1967. وقال طربية "في السينما هنالك عدة مدارس، وهذا الفيلم مبني على الرمزية والاعتباطية وما هو غير متوقع". وسبق لطربيه أن أخرج فيلم "المنسيون" عام 2012 الذي فاز عنه بجائزة أفضل فيلم قصير في مهرجان الدوحة ترايبيكا السينمائي، كما ترشح لنيل جائزة الفيلم الأوروبي عام 2015 عن فيلمه "اضحك.. تضحك لك الدنيا" وشارك فيلمه "طعم التفاح أحمر" في مهرجان تورنتو بكندا في سبتمبر أيلول الماضي. وقال طربيه المعاناة والمشاكل" في وضعنا الراهن ليس وليد اليوم، هي من إسقاطات 1948، و1967 وكل نتائجها الموجودة بالعالم العربي". وأضاف "ممكن هنالك نظرة سوداوية لكن هذا واقع، نحن نرى ما هو موجود في سوريا ولحد اليوم الشعب السوري لا يزال يموت، ولا أحد يحرك ساكنا وهذا وضع يجب أن نسلط الضوء عليه دائما ونحكي عنه، ونجرب نحكي عنه على أمل أن يصر هنالك تغيير". ويختتم المهرجان الدولي للفيلم بمراكش دورته الحالية بإعلان الجوائز وتسليمها مساء السبت.

مشاركة :