على أرض طيبة معطاء زاخرة بالقصص الإنسانية والبطولات، وفضاء ممتد على مرمى البصر، تتعانق فيه ألوان علم الإمارات وترفرف خفاقة شامخة، يعود «مهرجان الشيخ زايد» الحدث الثقافي والاجتماعي والإنساني العالمي، حاملاً زخماً واسعاً وفيضاً من الفعاليات والأنشطة الممتعة والمميزة، بما يليق بهذا المهرجان، الذي بات علامة فارقة على أرض الواقع، مرسخاً مكانته كملتقى للحضارات والثقافات، ومجسداً لقيم التعايش والتسامح. يشهد المهرجان الذي افتتح أبوابه 18 نوفمبر الجاري وتتواصل فعالياته إلى مارس 2023، إقبالاً جماهيرياً كبيراً من مختلف الجنسيات، بمنطقة الوثبة في أبوظبي، ويتضمن آلاف الفعاليات الثقافية والترفيهية، بمشاركة الكثير من العارضين والمشاركين المحليين والعالميين، حيث يحتفي المهرجان بالقيم الأصلية للمجتمع الإماراتي ويحرص على استدامتها ونقلها بكل فخر لأجيال المستقبل ودول العالم كافة، ضمن مشاركات دولية واسعة، كما ينشر رسالة الإمارات الإنسانية للعالم، وسط أجواء عائلية ترفيهية وتعليمية مليئة بالسعادة والبهجة والمرح، ويسعى سنوياً إلى ضخ دماء جديدة ضمن فعالياته التي تشهد كل موسم عالماً من الدهشة والإبهار. وجهة سياحية وثقافية يسهم «مهرجان الشيخ زايد» في تعزيز مكانة أبوظبي وجهة سياحية ثقافية رائدة على مستوى المنطقة، نظراً إلى حجم المشاركات الإقليمية والعالمية التي يتميز بها، والتي جعلته يتربع في مكانة مرموقة على خريطة الأحداث والمناسبات الثقافية والتراثية في العالم، ليبقى الحدث المميز الذي تتلاقى تحت مظلته مختلف الثقافات والحضارات بتناغم وتفاعل قلّ نظيرهما في العالم، ويستمر ضمن أبرز الفعاليات الثقافية التي تنظمها الإمارات سنوياً، لما يزخر به من فعاليات متنوعة تناسب كل فئات المجتمع، ويرضي ذائقة الجمهور ويرتقي إلى طموحه، كما يعرج إلى التعريف بالثقافة والعادات والتقاليد الإماراتية، إلى جانب مشاركات متنوعة وواسعة من العديد من الدول تعكس جانباً من تراثها وعاداتها وتقاليدها عبر فلكلورها ومطبخها وفنونها وحرفها التقليدية، ضمن أجواء يسودها التناغم والتفاعل المثمر. رسالة إنسانية وكعادته يحمل المهرجان سنوياً الكثير من الإبهار عبر سلسلة من الفقرات المدهشة، ضمن أجواء ممتعة تجمع العائلة في مكان واحد، وتوفر للأصدقاء البيئة المثالية لقضاء أوقات مرحة، حيث تعكس ساحات المهرجان المزينة بألوان مبهجة مدى التنوع والثراء في المحتوى، سواء من حيث العروض الفلكلورية أو الحرف التراثية أو مأكولات الشعوب، في ظل تصميم مبتكر نابض بالحياة، وتنوع غني بالفعاليات الترفيهية والتثقيفية بالأجنحة والمسارح، ليجسد المهرجان تقارب الشعوب ونقل رسالة حضارية من الإمارات للعالم، عنوانها التعايش والتسامح. تجربة مميزة يوفرها المهرجان في مختلف الأحياء الشعبية الخاصة بالدول المشاركة، حيث يجد كل زائر ما يناسب ذوقه وما يعكس تطلعاته، كما يقدم جوانب مختلفة من ثقافات الشعوب، وطيفاً واسعاً من مختلف الفنون الشعبية والأهازيج الفلكلورية الخليجية والعربية والعالمية، مستلهماً رؤية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، ومكرماً إرثه الخالد، ودوره البارز في حماية التراث الإنساني واحترام الحضارات. معرض مفتوح نظراً لما يعرضه من صناعات وثقافات وحضارات العالم العريقة، يشكل المهرجان معرضاً مفتوحاً للتراث الإنساني من مختلف أنحاء العالم، فاسحاً المجال أمام جمهوره العريض لاستكشاف الحضارة وكشف تفاصيل الحياة الإماراتية قديماً، من خلال لمحات عن الصناعات التي كان يبدع فيها الرجال والتي تشكل رافداً أساسياً للتنمية، إلى جانب إبداع المرأة الإماراتية وطريقة عيشها، فعندما يدخل الزائر إلى سوق الوثبة، يجد تنوعاً في المفردات التراثية التي تؤكد زخم المنتوج الإماراتي الذي أبدعته الإماراتية قديماً، ومازالت تضفي عليه الكثير من الجمال والسحر، مما يشكل فرصة مميزة لعرض أعمال العديد من الحرف اليدوية التراثية المحلية بالمهرجان، الأمر الذي يثري رحلة الزائر، ويمكّنه من التعرف إلى تشكيلة كبيرة من مفردات التراث والحرف التقليدية المحلية، بأنامل مجموعة من الحرفيين المهرة الذين يستعرضون مهاراتهم ضمن ورش حية، مؤكدين تمسك وفخر واعتزاز الشعب الإماراتي بتراثه العريق، عبر عرض حي أمام الجمهور للكثير من الحرف اليدوية القديمة، ليكشفوا أسرار الحفاظ عليها وتناقلها عبر الأجيال. الهوية والأصالة أخبار ذات صلة برعاية رئيس الدولة.. انطلاق فعاليات مهرجان الشيخ زايد مهرجان الشيخ زايد.. يعزز التسامح والتعايش يتمثل التراث الإماراتي بالمهرجان في «العادات والتقاليد» المتوارثة من جيل إلى آخر، وتستند هذه التقاليد بشكل أساسي على العادات العربية الأصيلة، فلا يزال أهل الإمارات متمسكين بتراثها العريق، والذي يرسخ لدى أبناء الجيل الصاعد مقومات الهوية والأصالة العربية، فالزائر لمهرجان الشيخ زايد يلمس تلك العادات في المأكل والملبس والحرف التقليدية، من خلال كبار المواطنين الذين يعززون ذلك الواقع بعروضهم الحية لأهم تلك الحرف التقليدية، التي تلقى اهتماماً بالغاً من جانب الجمهور، حيث تحمل رسائل تعليمية وتثقيفية تهدف إلى صون التراث الإماراتي والاعتزاز به. عروض آسرة تشكل النافورة علامة فارقة في المهرجان، ونقطة جذب كبيرة للزوار، لما تقدمه من عروض شيقة وآسرة يومياً، ضمن توليفة رائعة تمزج بين الماء والإضاءة والمؤثرات عبر التقنيات الحديثة، لترسم لوحات فنية تجمع بين الصورة والموسيقى وتدفق الماء، كما تضفي عليها عروض الألعاب النارية ومسيرة الحضارات التي تجوب أجنحة وساحات المهرجان أجواء مبهجة، إضافة إلى عروض طائرات الدرونز الضوئية الرائعة، والتي تُعد الأولى من نوعها في المنطقة، راسمة لوحات إبداعية تبهج الحضور. وهناك فرق فلكلورية تجوب ساحات المهرجان بأهازيج تراثية شعبية من مختلف أنحاء العالم، وإضافة إلى مسرح الأطفال الترفيهي الذي يجمع بين المرح والثقافة، وعروض السيرك وعروض الليزر والحكواتي وألعاب الخفة، وعروض الموسيقى التراثية العسكرية، إلى جانب العديد من المسابقات التراثية والفلكلورية، والفعاليات الرياضية الترفيهية المليئة بالحماس والتي تناسب جميع الفئات العمرية، فضلاً عن تجارب تذوق رائعة من المطبخ الإماراتي والمطابخ العربية والعالمية في ركن مخصص لتناول الطعام أو من خلال عربات الطعام. «منتجع الفرسان» من الأجنحة المميزة التي تشكل نقطة جذب للجمهور من الأطفال والشباب، جناح «منتجع الفرسان»، الذي يلبي شغف هذه الفئة، مقدماً العديد من الأنشطة التفاعلية الرياضية المشوقة والمليئة بالحماس، أهمها الكارتينج والفروسية والرماية والسهم والقوس ورياضة القفز على الحبال للأطفال، وحبل الانزلاق وتجربة القيادة الافتراضية للسيارات والطائرات، وجدار التسلق وغيرها الكثير، إلى جانب فعالية «حديقة الأضواء» المميزة بألوانها الزاهية وأنوارها المتوهجة، وأيضاً «حديقة الزهور» التي تضم مجموعة رائعة من المباني والهياكل الشهيرة المكسوة بالورود، لتشكل نقطة جذب للزوار الذين يعيشون لحظات لا تنسى، ويسجلون عبر هواتفهم ذكريات تبقى خالدة. «بيت الرعب» لإضفاء أجواء تشويقية، يعود «بيت الرعب» ليقدم لعشاق الإثارة مغامرات مليئة بالتشويق، حيث يضم العديد من الغرف المظلمة التي يجب على الزوار اجتيازها وسط مفاجآت مرعبة. قِبلة السلام والتسامح وسط حضور جماهيري من جميع الجنسيات والأعمار، يتوافد الآلاف يومياً على ساحة المهرجان في جولات استكشافية بين ثقافات وحضارات العالم، وعبر أجنحة الدول المشاركة، التي تنوعت إسهاماتها بين تقديم عروض حية من حرف شعبية وفنون فلكلورية وجوانب من ثقافتها المختلفة، في حين يجد الإرث الأصيل من العادات والتقاليد الإماراتية اهتماماً بالغاً من زوار المهرجان، حيث يحمل رسائل تعليمية وتثقيفية تهدف إلى صون التراث والاعتزاز به، ويشير إلى أن الإمارات ملتقى الشعوب والحضارات، وقِبلة المحبة والسلام والتسامح، وهو ما حرصت على إبرازه اللجنة المنظمة للمهرجان في دورته الحالية.
مشاركة :