الشباب في المجتمع السعودي حكاية لا تنتهي، فهم من فئة غير مرغوب بها في الأماكن العامة. الأسواق تمنعهم، والمطاعم لا تحبذهم، والمهرجانات السياحية لا تخصص أماكن لهم. فتراهم هنا وهناك، يبحثون عن وسائل جديدة للتحايل، والولوج للداخل. الأسواق تتهمهم بالفوضى، والمهرجانات تستعين ببعضهم في التنظيم والمشاركة، وتطرد البقية. فالعين على استقطاب العائلات فقط. يؤكد القانونيون بأن النظام لا يحق لأي جهة كانت أن تمنع الشباب من الدخول، والنظام في الوقت نفسه لا يمنحهم بطاقة البراءة، والجهات المسؤولة تلغيهم من أجندتها عند تنظيم المهرجانات وبناء المرافق العامة. والظاهرة في نظرية علم النفس، خطيرة للغاية، وصوت المتخصصين النفسانيين يطالب بالاهتمام بهم، ومنحهم الثقة، فالمنع طريق الانحراف. ولأننا في مجتمع لا يمنح «النفس» الاهتمام، تظل آراء المتخصصين حبيسة أدراجهم. وتستمر المعاناة، وتزيد مع الأيام، ليجد الشاب نفسه خارج نطاق الاهتمام، فتتنامى الظواهر السلبية، وتتراكم المشاكل النفسية لدى فئة مهمة، يأمل المجتمع منها وينتظر. ولأن الأماكن في الداخل للعائلات فقط، يفكر الشباب دائما في الهجرة نحو الخارج، حيث يجدون من يقبل بهم دون قيد أو شرط.
مشاركة :