شهد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أمس الأحد، في الجامعة الأمريكية، الإطلاق الرسمي لمركز الشارقة لريادة الأعمال شراع، إحدى مبادرات هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق) لدعم وتطوير بيئة ريادة الأعمال، ودعم الشباب في هذا القطاع بإمارة الشارقة. بدأت فعاليات الإطلاق بعرض فيلم قصير حول ريادة الأعمال، وأهمية دعم المشاريع الاقتصادية التي تثري الوضع الاقتصادي والاستثماري للإمارة، وعرض الفيلم بعض تجارب لرواد أعمال شباب من مختلف المجالات الاقتصادية. وهنأ صاحب السمو حاكم الشارقة، المسؤولين عن شراع على إطلاق المبادرة متمنياً لهم التوفيق والنجاح، كما شكر المشاركين في حفل إطلاق المبادرة، وقام سموه بإهداء كتابه المترجم إلى اللغة الإنكليزية تحت راية الاحتلال إلى رائد الأعمال المعروف كريستوفر شرود ضيف شرف الحفل. وألقت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)، ورئيسة مركز الشارقة لريادة الأعمال شراع، كلمة خلال حفل الإطلاق؛ جاء فيها: نسعى في إمارة الشارقة، ومن خلال مجموعة من المبادرات والمشاريع إلى ترسيخ وتعزيز مكانة الإمارة على خريطة الازدهار الاقتصادي والإبداع والريادة في دولة الإمارات، والمنطقة والعالم، واليوم ومن خلال إطلاق مركز شراع نعكس إيماننا التَّام في الشارقة بِقدرة شبابنا وشاباتنا على إِحداث الفَرق، وصُنعِ المستقبل والمساهمة بإيجابية في ازدهار اقتصادنا وتَطورِ مُجتمعنا، كما يُتَرجِم شراع حِرصنا على التقَّدم بِشجاعة وثِقة نحو المُستقبل، والتأسيس لصِناعتِه اليوم. وأضافت الشيخة بدور القاسمي: لقد أثبت التَّاريخ أن المستقبل لا يَنتِظر أحداً، بل نحن من يجب أن نمضي إليه، وأنه يَضمَن في صفحاته مكاناً، للذين يَطمحون ويبادرون بالعمل، ولا يخفى على أحد أنَّ مُعظم القِطاعات التِّي تَمس حياتنا ووجودنا كَبَشر تحتاج إلى تطوير وتَغيير، وتَحتاج إلى طاقة جديدة وتفكير جديد وإلى إعادة تَعريف وإعادة تَصميم، وهذا يعني أننا أمام عالم جديد مملوء بِالفُرص للحكومات، وللقِطاع الخاص، وللقِطاع التَّعليمي، وللشَّباب لابتكار طُرق جديدة للتعاون والتكامل فيما بيننا لتحويل هذه الفُرص إلى واقعٍ مَلمُوس. وتابعت رئيسة مركز الشارقة لريادة الأعمال: إن فرص التطوير الاقتصادي والاجتماعي في عصرنا الحالي تَعتمِد في المَقام الأوَّل على الأَفكار أكثر من اعتمادِها على المِيزانيات الضَّخمة والخُطَطِ المُعقدة، فَبِفَضل التقدم التكنولوجي في العقد الأخير، خاصة في وسائل الاتصال والتواصل، أصبح بِإمكان أي شاب أو شابة أو مجموعة من الشباب لديهم أفكار نَوعية ويُؤمنون بها ويَجدون من يحتضنهم ويدعمهم أن يغيروا أنماطَ حياتنا بطريقة جذرية. وأوضحت الشيخة بدور القاسمي أن الشارقة تهدف من خلال تأسيس مركز شراع إلى أن تَنطلق مجموعة من الشباب من إمارة الشارقة بأفكارٍ جديدة نحو العالمية، وأن تكون الشارقة مهداً لمشاريع نوعية في ريادة الأعمال وأن تُصبح مثالاً يُقتدى به في المنطقة والعالم في هذا المجال، وأن تُنتِج الشارقة نسخاً جديدة من رواد الأعمال المبدعين أمثال ستيف جوبز وبيل غيتس، وغيرهم في مختلف القطاعات. وفي كلمة له خلال حفل الإطلاق قال مروان جاسم السركال، المدير التنفيذي لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق): باتت ريادة الأعمال من أهم محددات النمو الاقتصادي في مختلف دول العالم، ولقد أسهم الإبداع والابتكار في قطاع ريادة الأعمال في النهضة والتطور الكبيرين اللذين تشهدهما كبرى دول العالم مثل الولايات المتحدة، وكندا، وتايوان، وغيرها، ومؤخراً ووفقاً لتقرير معهد ريادة الأعمال والتنمية GEDI، احتلت دولة الإمارات المرتبة الأولى عربياً في دعم ريادة الأعمال، وما زالت دولتنا تسعى للمركز الأول عالمياً في هذا القطاع. وأضاف السركال: اليوم نحن هنا في الشارقة وتحديداً في المدينة الجامعية، نطلق معاً هذا المركز، الشراع المحرك والموجه لمستقبل ريادة الأعمال في الإمارة، وإذا فكر أحد الشباب أو المستثمرين لماذا الشارقة؟ فنقول لأن الفرص المتوفرة في الشارقة وضمن قطاعات كبيرة وحيوية مازالت بحاجة إلى الكثير من رواد الأعمال والأفكار الإبداعية، وما زالت حكومتنا تعمل ضمن استراتيجيات عالية لتطوير الإمارة والبنية التحتية والبيئة الاستثمارية، وأيضاً لتعزيز تلك الفرص وتنميتها. وأكد السركال أن (شروق) ومن خلال مركز شراع تؤكد التزامها بدورها وواجبها تجاه دفع عجلة التنمية الاقتصادية لإمارة الشارقة التي لها تاريخ قديم، وقصص نجاح كبيرة مع رواد الأعمال من الإمارات ومختلف أنحاء العالم. وفي تصريح لها قالت نجلاء المدفع، مديرة مركز الشارقة لريادة الأعمال: لقد غدا قطاع الأعمال الشغل الشاغل لجميع الحكومات والمؤسسات الرسمية في العالم، وفي دولتنا الحبيبة الإمارات، التي تتصدر ريادة الأعمال إقليمياً، توجب إيجاد قناة صحيحة لممارسة ريادة الأعمال تكون كفيلة بتحويل أفكار ورؤى الشباب إلى مشروعات تجارية واقتصادية ناجحة تعزز مكانة هذا البلد الذي يحتل المرتبة ال 13 عالمياً، في قائمة الدول الأكثر جذباً للكفاءات، لذا فأنا وزملائي في شراع ننظر بكثير من التفاؤل إلى الدور الذي يمكن أن يلعبه في تعميق هذه الأرقام. واستضاف حفل الإطلاق، رائد الأعمال الأمريكي المعروف كريستوفر شرودر، كضيف شرف، والمعروف عنه تميزه في مجال ريادة الأعمال، حيث برز ككاتب ومستشار ومستثمر في مجال التكنولوجيا التفاعلية والتواصل الاجتماعي، وهو أيضاً صاحب خبرة عريضة في مجال ريادة الأعمال في منطقتنا العربية، إذ يعد شرودر أول من كتب عن ريادة الأعمال في منطقة الشرق الأوسط، متناولاً إياها بكثير من الدراسة والتمحيص. كما شهد حفل الإطلاق أيضاً، تنظيم جلستين حواريتين، ضمت الأولى عدداً من رواد أعمال من حول العالم، وفي مجالات مختلفة، فمن الأعمال التجارية إلى التكنولوجيا الحديثة إلى المواقع الإلكترونية الحديثة، تناول المتحاورون تجاربهم بالدراسة والتحليل لتكون نماذج عملية أمام رواد الأعمال من الشباب. أمّا الجلسة الثانية، فضمت شخصيات ذات خبرة كبيرة في مجال ريادة الأعمال في العالم العربي، كفادي غندور مؤسس شركة الخدمات اللوجستية، آرامكس، والمدير التنفيذي لومضة كابيتال، وبدر جعفر من الأردن، ويوسف حميد الدين من الإمارات، إضافة إلى نجلاء المدفع مديرة مركز شراع، حيث جرى خلال الجلسة مناقشة أهم ملامح ريادة الأعمال في المنطقة، وكيفية الارتقاء بها إلى المرحلة التالية، بما يواكب التجارب العالمية في هذا المجال. وفي نهاية حفل الإطلاق أهدى صاحب السمو حاكم الشارقة نسخة من كتابه تحت راية الاحتلال المترجم باللغة الإنجليزية إلى رائد الأعمال الأمريكي المعروف، كريستوفر شرودر، ضيف شرف حفل الإطلاق، كما تلقى سموه من شرودر نسخة من كتابه نهضة الشركات الناشئة. وتفضل صاحب السمو حاكم الشارقة بالتقاط صورة تذكارية مع فريق عمل مركز الشارقة لريادة الأعمال شراع، والمشاركين في جلسات حفل الإطلاق. وشمل اليوم الأول للإطلاق، تفاعلاً كبيراً في مختبر الابتكار، وهو باكورة مبادرات المركز، إذ يشكل منصة لخلق تفاعل فكري يعزز مفاهيم الابتكار، التي يسعى المركز الجديد إلى إرساء معالمها، وخلق تفاعل حقيقي بين مختلف مكونات العمل التجاري الناجح المبتكر. وتسعى إمارة الشارقة من خلال إطلاق مركز شراع إلى تأسيس بيئة جاذبة وحاضنة لريادة الأعمال المرتكزة على الابتكار والإبداع والتطوير، ودعم الجيل الشاب في توجيه أفكارهم نحو الإبداع في عالم الأعمال، وتوفير المناخ والظروف المناسبة لذلك، وتوظيف طاقات وابتكارات الشباب بالشكل الصحيح في هذا المجال، والمساعدة في توجيهها نحو مسار الأعمال الأمثل لهم ضمن إمارة الشارقة، وجذب أصحاب الابتكارات في ريادة الأعمال من الإماراتيين، والجنسيات كافة، للانطلاق بمشاريعهم من الإمارة. ويعول القائمون على مركز شراع أن يكون بمثابة الحاضنة الأكبر في إمارة الشارقة لريادة الأعمال، بما يسهم في توظيف قيم الابتكار والإبداع والتطوير، ومواكبة لهفة الشباب الإماراتي للولوج إلى هذا القطاع الحيوي، إذ أشارت بعض الأرقام إلى أن نسبة الذين يفضلون قطاع ريادة الأعمال في الإمارات عموماً يصل إلى 66%، الأمر الذي يفسر إنشاء مركز متخصص لريادة الأعمال في الإمارة. وسيشكل مركز شراع، الذي يتخذ من الجامعة الأمريكية بالشارقة مقراً له، نقطة الوصل التي تربط المراكز البحثية والجامعات والمؤسسات الأكاديمية، بقطاع الأعمال والمستثمرين بما يحقق تواصل مباشر يؤسس لمناخ تعاوني مثمر، يصب في صالح تكوين منظومة جاذبة للأعمال تقوم على أسس مدروسة ومتينة. حضر حفل الإطلاق إلى جانب صاحب السمو حاكم الشارقة، الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)، ورئيسة مركز الشارقة لريادة الأعمال شراع، والشيخ محمد بن عبدالله آل ثاني، رئيس دائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية، والشيخ فاهم بن سلطان القاسمي، رئيس دائرة العلاقات الحكومية، والشيخ طارق بن فيصل القاسمي، والشيخ سيف بن محمد القاسمي مدير المدينة الجامعية في الشارقة، وعبدالله سلطان العويس، رئيس غرفة تجارة وصناعة الشارقة، وخالد جاسم المدفع رئيس هيئة الإنماء التجاري والسياحي، ومحمد عبيد الزعابي، رئيس دائرة التشريفات والضيافة، وسالم القصير رئيس هيئة تطوير معايير العمل، وحسين المحمودي الرئيس التنفيذي لشركة الأعمال التجارية في الجامعة الأمريكية بالشارقة، ومروان جاسم السركال المدير التنفيذي لهيئة الاستثمار والتطوير شروق، والدكتور بيورن شيرفيه مدير الجامعة الأمريكية في الشارقة، ونجلاء المدفع، مدير مركز الشارقة لريادة الأعمال شراع، وعدد من المسؤولين، وأكثر من 200 خبير ومختص في مجال ريادة الأعمال من الإمارات، ومختلف دول العالم. مدينة الشارقة للبحوث والتكنولوجيا علمت الخليج أن الجامعة الأمريكية في الشارقة بصدد إطلاق مبادرات لتفعيل الجانب البحثي والتكنولوجيا وهي مدينة الشارقة للبحوث والدراسات، والتي ستكون على مستوى عالمي بهدف التشجيع على البحوث في مختلف الميادين. كما قامت بالتعرف إلى آراء بعض الحضور في حفل الافتتاح حول إطلاق شراع، حيث عبر حسين المحمودي الرئيس التنفيذي لشركة الأعمال التجارية التابعة للجامعة الأمريكية في الشارقة، ونائب رئيس شراع عن سعادته بإطلاق هذه المبادرة الرائدة، والتي تعكس رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في تطوير البيئة ودعم رواد الأعمال، ووجود شراع في المدينة الجامعية، وتحديداً في الجامعة الأمريكية في الشارقة، والتي ستعطي دعماً كبيراً خاصة مع وجود 20 ألف طالب وأكثر، والذين بدورهم يمثلون فرصاً لإطلاق المشاريع. وأكد المحمودي أن شراع هي خطوة رائدة بأن تنطلق أول مؤسسة من نوعها من داخل حرم أكاديمي، ونقلة نوعية في عمل الجامعات، وتعكس رؤية صاحب السمو حاكم الشارقة، في موضوع التعليم، وخصوصية وجود شراع في هذه الجامعة ستعطيه فرصة كبيرة في استغلال المميزين من الطلبة، ومن الخريجين أيضاً في تطوير أعمالهم. دعم المنضمين لشراع قال مروان بن جاسم السركال المدير التنفيذي لشروق، رداً على سؤال حول كيفية دعم شروق للمنضمين إلى شراع: لا يوجد حالياً دعم مادي، إنما يوجد التحفيز وتجهيز الطالب، وجعله مستعداً لمواجهة التحديات إضافة إلى التعليم والتثقيف بحيث يقترب إلى الواقع. اقتصاد الشارقة اليوم لا يعتمد على كبار رجال الأعمال، وإنما على الشركات الصغيرة والمتوسطة، وشراع اليوم يعزز هذا الكلام، ومثل هذه المبادرات سوف تضع مسؤولية أكبر على الشباب لدفعهم للانخراط والنجاح في هذا القطاع، وأن يبلوا بلاءً حسناً فيه. وحالياً لن نعلن عن أرقام مادية لنتيجة انخراط الشباب في هذه المشاريع من خلال شراع، وإنما بعد 6 أشهر سوف نعلن عن الأرقام التي نريد أن نصبو إليها من هذه المبادرة. وأعتقد أن دوراً كبيراً سيقع على إدارة شراع، التي هي مركز الشارقة للريادة، المبادرة المكملة للمبادرات السابقة في إمارة الشارقة مثل ريادة، ورواد. مبادرات سلطان التنموية قال سالم يوسف القصير، رئيس هيئة تطوير معايير العمل في حكومة الشارقة، عودنا صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، على احتضان الشارقة لمبادرات تنموية في شتى المجالات التي تعود بالفائدة على الفرد بالدرجة الأولى، ومن ثم على المجتمع. ومن ضمن الفئات التي أفرد لها جانباً كبيراً من اهتمامه ومتابعته هم شريحة الشباب الذين يعول عليهم الكثير في المستقبل، ولذا نراه حريصاً على رعايته لمناسبات التخرج في المدينة الجامعية، وكان سنداً قوياً لهم. وبالتالي ليس بغريب إطلاق مبادرة شراع برعايته الكريمة، ما يؤكد على الحرص الذي يوليه للشباب، وفي ما يتعلق بهذه المبادرة فهي جاءت في توقيتها ومكانها المناسبين حيث تشهد المنطقة والعالم نظماً ونسقاً جديدة، في ما يعرف بمجال إدارة الأعمال، والتي أصبح لها جانب أكاديمي يعين أصحاب الأفكار الخلاقة والمبدعة على معرفة التوجه الصحيح لإطلاق مشاريعهم أو أعمالهم. وأعقب القصير بالقول، إن شبابنا لا تنقصه الأفكار الخلاقة والمبدعة إلّا أنه بحاجة إلى بيئة خصبة ترعى هذا الإبداع والتميز، وتدعم أحلامه، وهذه الثقافة نفتقدها في مجتمعاتنا العربية التي تحتاج إلى أطر جديدة في مجال التعليم، وأيضاً في مجال التوظيف.
مشاركة :