أجمع عدد من المختصين بشأن حماية المستهلك والتصدي لجشع التجار على أن المستهلك هو السلاح الفعال ضد حالة الغلاء التي تشهدها بعض السلع الاستهلاكية، وتمسك التجار والموردين بأسعار مرتفعة لتلك الأصناف في ظل تراجع تلك الأسعار عالمياً، وذلك عبر المقاطعة للأصناف ذات السعر المرتفع وشراء المنتج البديل. وطالب الدكتور سليمان السماحي الرئيس التنفيذي لجمعية حماية المستهلك عموم المستهلكين، بالبحث عن الأصناف البديلة للمنتجات والأصناف التي يصر التجار على بقائها بأسعار مرتفعة، مبيناً بأن بدائل تلك الأصناف متوفرة في الأسواق المحلية بجودة مطابقة في ظل حرص الجهات المعنية في كل من وزارة التجارة وهيئة المواصفات والمقاييس والجودة والهيئة العامة للغذاء والدواء على مستويات جودة ومواصفات مرتفع في كل ما يتم بيعه في الأسواق المحلية. وبين الدكتور السماحي بأنه من الضروري على وكالة حماية المستهلك في وزارة التجارة، القيام بدور فيما يختص بعملية تحديد سعر الأصناف والمنتجات الاستهلاكية التي يتم بيعها لتتلاءم مع الأسعار العالمية، ويعطي للتجار حقوقهم في هامش ربح مناسب في ظل تعذر غالبيتهم للزيادة التي تشهدها بعض الأصناف بأجور مضافة كزيادة إيجارات المحال التجارية والمصاريف التشغيلية. وذكر رئيس جمعية حماية المستهلك، بأن توجه فئة كبيرة من المستهلكين لشراء صنف بديل لمنتج مرتفع السعر سيجبر مورد ومنتج وبائع ذلك السعر على التنازل والرضوخ للواقع الذي فرضه المستهلكون. بدوره أكد الدكتور عايض العمري رئيس المجلس السعودي للجودة، تضامنه مع دعوة جمعية حماية المستهلك ومطالبتها المستهلكين بالبحث عن بدائل مناسبة السعر وبجودة مناسبة، مؤكداً بأن الأسواق المحلية بها الكثير من البدائل المتاحة في ظل الجهود الكبيرة التي تقوم بها هيئة المواصفات والمقاييس والجهات ذات العلاقة بالتحقق من مستويات الجودة كالجمارك وغيرها والتي من بينها الجولات التفتيشية المكثفة على المتاجر والأسواق لضمان خلوها من منتجات رديئة الجودة. ومن جهتها شجعت الدكتورة وفاء حسن عبدالوهاب صائغ، على مقاطعة كل منتج مرتفع السعر بشكل مبالغ فيه، مبينة بأن تلك السياسة كفيلة بردع التجار المبالغين في الأسعار والمتمسكين بأسعار لا تتناسب والأسعار الحقيقية لمنتجاتهم التي يبيعونها، وقالت أنا وأسرتي ننتهج هذه الطريقة ودائما يكتشف زوجي أصنافاً من المنتجات التي لها جودة عالية وتباع بأسعار أكثر انخفاضا. يذكر بأن آخر التقارير الصادرة عن منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) يؤكد تسجيل المنتجات الغذائية الزراعية انخفاضا على مستوى العالم للعام الرابع على التوالي بنسبة 19% وانخفضت أسعار منتجات الألبان عالمياً بنسبة 28,5% خلال العام 2015 والسكر 21% ثم الزيوت بنسبة 19% والمنتجات الغذائية من الحبوب بنسبة 15,4% واللحوم بنسبة 15,1%.