سليمان العساف salassaf2@ إكمالا لحديثي في المقال السابق عن حوادث المرور وإحصاءات الخسائر المالية والأرواح، فإنه باعتقادي الشخصي أنه في الوقت الحاضر يعد الهاتف المحمول أحد أهم مسببات الحوادث في المملكة العربية السعودية وأسوأها، لأنه اختياري، فهناك من يستخدم جهاز الجوال، وهو يعلم أنه قد يتسبب بكارثة. والمشكلة الملاحظة أن أكثر من يستخدم الجهاز هم الأقل استفادة منه فيستخدمونه لوسائل التواصل فقط، وهذا أمر يمكن تأجيله فليس بالطارئ أو الخطير، وأكرر هنا أنه ليس سببا خارجيا كغيره مثل سوء الطريق، الأخطاء البشرية غير مقصودة، عطل مفاجئ في المركبة الظروف الجوية ...الخ؛ لأنه عامل يتم باختيار السائق وهو عالم بخطورته. وقد ناقشت هذا الأمر كثيراً مع زملاء عن سبب ظاهرة ازدياد استخدام الجوال أثناء القيادة وكيف أنهم لا يخشون من الكاميرات، فقيل لي إن من يستخدمون الجوال أثناء القيادة يقومون بمعرفة ودراسة أماكن الكاميرات، ويعملون على تجنبها، وهذا أمر خطير قد يندرج تحت القتل عمداً. ما أستغربه أنه رغم أن لدينا طرقا تعد من الأفضل عالمياً وسيارات هي الأحدث وأنظمة مرورية متقدمة وتجهيزات رقابة للطرق بشكل متطور، لكن على الرغم من ذلك فإن الإهمال مع عدم الالتزام بقواعد المرور يكاد يكون من الأعلى عالمياً، ولكي نكون صريحين أعتقد أن الحل هو نشر الضبط المروري العشوائي للتعامل الصارم مع هذه المخالفات. أتذكر أنني قد اطلعت على خدمات متطورة في أحد المعارض العالمية تمكن سيارات المرور من رصد المخالفات أثناء سير الدورية في الطرقات، وتمكنها من رصد عشرات المخالفات المتنوعة في وقت واحد، (فمن لا تردعه الأخلاق يردعه جيبه وقبله القانون كما يقال)، فأرجو ويرجو غيري من إدارة المرور إيجاد الحل لهذه الظاهره التي تزداد يوماً بعد يوم وبشكل مزعج وملاحظ، ففي هذا الأمر فوائد جمة منها حماية الأرواح والممتلكات، سلاسة حركة السير، عدم هدر الأموال والوقت، وحماية لمكتسبات الوطن. ولا زلت أتذكر كلمة شخص أمريكي لي حين قال (في السعودية لا توجد عصابات خطيرة ولكن يوجد سائقون خطيرون)، ومما يؤسف له أن يكون هذا الوصف صحيحًا على أناس كان دينهم سباقا في إعطاء الحقوق للطريق وعابريه!
مشاركة :