قراءة في نتائج «حوار المنامة» الثامن عشر

  • 11/25/2022
  • 01:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

منذ‭ ‬عام‭ ‬2004‭ ‬والعاصمة‭ ‬البحرينية‭ ‬تشهد‭ ‬سنويًّا‭ ‬انعقاد‭ ‬منتدى‭ ‬‮«‬حوار‭ ‬المنامة‮»‬،‭ ‬الذي‭ ‬يعد‭ ‬تجمعا‭ ‬لكبار‭ ‬المسؤولين‭ ‬السياسيين‭ ‬والأمنيين‭ ‬والخبراء؛‭ ‬لمناقشة‭ ‬قضايا‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬والدفاع‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬وحملت‭ ‬نسخته‭ ‬لعام‭ ‬2022،‭ ‬عنوان‭ ‬‮«‬القواعد‭ ‬والمنافسة‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‮»‬،‭ ‬ودارت‭ ‬مناقشاته‭ ‬حول‭ ‬المخاطر‭ ‬المزعزعة‭ ‬للاستقرار‭ ‬المتمثلة‭ ‬في‭ ‬توثيق‭ ‬التعاون‭ ‬بين‭ ‬طهران،‭ ‬وموسكو،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬التوسع‭ ‬في‭ ‬انتشار‭ ‬الأسلحة‭ ‬لتشمل‭ ‬صادرات‭ ‬الطائرات‭ ‬المسيرة‭ ‬إلى‭ ‬الأخيرة‭ ‬لاستخدامها‭ ‬في‭ ‬حربها‭ ‬مع‭ ‬أوكرانيا،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬التطرق‭ ‬إلى‭ ‬موضوعات‭ ‬سياسة‭ ‬الطاقة،‭ ‬والتغير‭ ‬في‭ ‬سياسة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬نحو‭ ‬المنطقة،‭ ‬ومبادرات‭ ‬حل‭ ‬النزاعات‭ ‬الإقليمية،‭ ‬وتحديث‭ ‬تقنيات‭ ‬الدفاع‭.‬ ومن‭ ‬الجدير‭ ‬بالذكر،‭ ‬أن‭ ‬محللي‭ ‬الدفاع‭ ‬الغربيين‭ ‬قد‭ ‬دأبوا‭ ‬منذ‭ ‬فترة‭ ‬طويلة‭ ‬على‭ ‬تسجيل‭ ‬الدور‭ ‬المزعزع‭ ‬للاستقرار‭ ‬الذي‭ ‬تلعبه‭ ‬إيران،‭ ‬تجاه‭ ‬أمن‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بدعمها‭ ‬المالي‭ ‬والسياسي‭ ‬والعسكري‭ ‬للجهات‭ ‬الفاعلة‭ ‬بالوكالة،‭ ‬وسعيها‭ ‬إلى‭ ‬امتلاك‭ ‬أسلحة‭ ‬نووية،‭ ‬وتصعيدها‭ ‬إنتاج‭ ‬الصواريخ‭ ‬الباليستية،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬الهجمات‭ ‬على‭ ‬السفن‭ ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬وبحر‭ ‬العرب‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الصدد،‭ ‬أوضح‭ ‬بريت‭ ‬ماكغورك،‭ ‬منسق‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬الأمريكي‭ ‬للشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وشمال‭ ‬إفريقيا،‭ ‬أن‭ ‬الأسابيع‭ ‬الأخيرة‭ ‬شهدت‭ ‬تغيرًا‭ ‬جذريًّا‭ ‬في‭ ‬نظرة‭ ‬العالم‭ ‬إلى‭ ‬طهران‭.‬ وقد‭ ‬انعكست‭ ‬تلك‭ ‬الرؤى،‭ ‬خلال‭ ‬حوار‭ ‬المنامة،‭ ‬الذي‭ ‬عقده‭ ‬المعهد‭ ‬الدولي‭ ‬للدراسات‭ ‬الاستراتيجية،‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬18-20‭ ‬نوفمبر2022،‭ ‬حيث‭ ‬أقر‭ ‬مسؤولون‭ ‬بارزون‭ ‬من‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة،‭ ‬والاتحاد‭ ‬الأوروبي،‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬بتزايد‭ ‬المخاطر‭ ‬التي‭ ‬تشكلها‭ ‬إيران‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬والعالمي؛‭ ‬وكان‭ ‬أبرزهم‭ ‬جيمس‭ ‬كليفرلي،‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬البريطاني،‭ ‬الذي‭ ‬اتهمها‭ ‬بـ‭ ‬إراقة‭ ‬الدماء‭ ‬والدمار‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أرجاء‭ ‬المنطقة،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬انتقدت‭ ‬أورسولا‭ ‬فون‭ ‬دير‭ ‬لاين،‭ ‬رئيسة‭ ‬المفوضية‭ ‬الأوروبية،‭ ‬انتهاكاتها‭ ‬الصارخة‭ ‬للقانون‭ ‬الإنساني‭ ‬والتي‭ ‬تُعد‭ ‬بمثابة‭ ‬جرائم‭ ‬حرب،‭ ‬بينما‭ ‬أشار‭ ‬كولن‭ ‬كال،‭ ‬وكيل‭ ‬وزارة‭ ‬الدفاع‭ ‬الأمريكية‭ ‬لشؤون‭ ‬السياسات‭ ‬إلى‭ ‬أنشطتها‭ ‬باعتبارها‭ ‬مصدرًا‭ ‬أساسيًا‭ ‬لعدم‭ ‬الاستقرار‭.‬ وكان‭ ‬لافتًا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن،‭ ‬تأكيد‭ ‬كليفرلي،‭ ‬على‭ ‬المخاطر‭ ‬الأمنية‭ ‬للمنطقة‭ ‬والعالم‭ ‬الأوسع‭ ‬من‭ ‬أفعال‭ ‬إيران‭ ‬المزعزعة‭ ‬للاستقرار‭. ‬وعلى‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص،‭ ‬اعتبر‭ ‬أن‭ ‬تهريب‭ ‬الأسلحة‭ ‬التقليدية‭ ‬من‭ ‬قِبلها‭ ‬إلى‭ ‬الوكلاء‭ ‬والحلفاء‭ ‬والدول‭ ‬الأخرى‭ ‬يهدد‭ ‬المنطقة‭ ‬بأكملها،‭ ‬مؤكدا‭ ‬أن‭ ‬البحرية‭ ‬الملكية‭ ‬البريطانية،‭ ‬اعترضت‭ ‬مرتين‭ ‬خلال‭ ‬عام‭ ‬2022،‭ ‬بأن‭ ‬شحنات‭ ‬صواريخ‭ ‬غادرت‭ ‬إيران‭.‬ وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالملف‭ ‬النووي‭ ‬الإيراني،‭ ‬وصفت‭ ‬أنشال‭ ‬فوهرا،‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ ‬فورين‭ ‬بوليسي،‭ ‬خطة‭ ‬العمل‭ ‬الشاملة‭ ‬المشتركة‭ ‬لعام2015،‭ ‬بأنها‭ ‬دخلت‭ ‬غيبوبة‭ ‬في‭ ‬أحسن‭ ‬الأحوال،‭ ‬وربما‭ ‬ماتت‭ ‬بالفعل،‭ ‬محذرة‭ ‬من‭ ‬التهديد‭ ‬الأمني،‭ ‬جراء‭ ‬سعي‭ ‬إيران‭ ‬إلى‭ ‬امتلاك‭ ‬أسلحة‭ ‬نووية‭ ‬أكثر‭ ‬تقدمًا‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬وقت‭ ‬مضى،‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬بريطانيا،‭ ‬مصممة‭ ‬على‭ ‬منعها‭ ‬من‭ ‬امتلاك‭ ‬قدرة‭ ‬أسلحة‭ ‬نووية‭. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬البريطاني،‭ ‬قدم‭ ‬القليل‭ ‬من‭ ‬التفاصيل‭ ‬حول‭ ‬كيفية‭ ‬تأثير‭ ‬هذا‭ ‬الردع،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬كيفية‭ ‬تعرض‭ ‬إدارة‭ ‬بايدن،‭ ‬لضغوط‭ ‬متزايدة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الامتناع‭ ‬عن‭ ‬أي‭ ‬مفاوضات‭ ‬أخرى‭ ‬مع‭ ‬حكومة‭ ‬رئيسي،‭ ‬فقد‭ ‬رأت‭ ‬جمعية‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬الأسلحة،‭ ‬أن‭ ‬زيادة‭ ‬مراقبة‭ ‬برنامج‭ ‬إيران‭ ‬النووي‭ ‬ستمثل‭ ‬نقطة‭ ‬انطلاق‭ ‬مثالية‭ ‬لتحقيق‭ ‬الاستقرار‭.‬ من‭ ‬جانبها،‭ ‬كررت‭ ‬فون‭ ‬دير‭ ‬لاين،‭ ‬تحذيرات‭ ‬كليفرلي،‭ ‬حيث‭ ‬أوضحت‭ ‬أن‭ ‬إيران،‭ ‬زودت‭ ‬بالصواريخ‭ ‬عملية‭ ‬استهدفت‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬هجوم‭ ‬بطائرة‭ ‬مسيرة‭ ‬على‭ ‬ناقلة‭ ‬النفط‭ ‬باسيفيك‭ ‬زركون،‭ ‬قبالة‭ ‬سواحل‭ ‬عمان،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬إمداد‭ ‬روسيا‭ ‬بطائرات‭ ‬مسيرة،‭ ‬ترقى‭ ‬جميعها‭ ‬إلى‭ ‬انتهاكات‭ ‬صارخة‭ ‬للقانون‭ ‬الإنساني،‭ ‬والتي‭ ‬تُعد‭ ‬بمثابة‭ ‬جرائم‭ ‬حرب‭.‬ وفي‭ ‬واقع‭ ‬الأمر،‭ ‬كان‭ ‬التركيز‭ ‬خلال‭ ‬المنتدى،‭ ‬على‭ ‬مخاطر‭ ‬التعاون‭ ‬المتزايد‭ ‬بين‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬روسيا،‭ ‬وإيران،‭ ‬بشأن‭ ‬انتشار‭ ‬الأسلحة‭. ‬وانتقد‭ ‬كليفرلي،‭ ‬قيام‭ ‬الأخيرة‭ ‬بالمساعدة‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬إراقة‭ ‬الدماء‭ ‬والدمار‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬بعيدة،‭ ‬مثل‭ ‬العاصمة‭ ‬الأوكرانية‭ ‬كييف،‭ ‬حيث‭ ‬لجأت‭ ‬إلى‭ ‬بيع‭ ‬طائرات‭ ‬مسيرة‭ ‬مسلحة‭ ‬إلى‭ ‬موسكو،‭ ‬والتي‭ ‬استخدمت‭ ‬في‭ ‬قتل‭ ‬المدنيين‭ ‬الأوكرانيين‭. ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه،‭ ‬أشار‭ ‬كال‭ -‬الذي‭ ‬حاول‭ ‬الربط‭ ‬بين‭ ‬خطورة‭ ‬تلك‭ ‬الطائرات‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬حرب‭ ‬أوكرانيا‭ ‬من‭ ‬جانب،‭ ‬والمخاطر‭ ‬الأمنية‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬آخر‭- ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الطائرات‭ ‬المسيرة‭ ‬الإيرانية‭ ‬تقتل‭ ‬الأوكرانيين،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬لم‭ ‬تتوان‭ ‬عن‭ ‬ضرب‭ ‬أهداف‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬السعودية‭ ‬والإمارات‭.‬ وتحليلًا‭ ‬لروابط‭ ‬التعاون‭ ‬بين‭ ‬موسكو،‭ ‬وطهران،‭ ‬كتب‭ ‬سيث‭ ‬فرانتزمان،‭ ‬من‭ ‬المجلس‭ ‬الأطلسي،‭ ‬إن‭ ‬إرسال‭ ‬الأخيرة‭ ‬لطائرات‭ ‬مسيرة‭ ‬لاستخدامها‭ ‬في‭ ‬الحرب‭ ‬الأوكرانية،‭ ‬يمثل‭ ‬فصلًا‭ ‬جديدًا‭ ‬في‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬البلدين،‭ ‬وسيكون‭ ‬له‭ ‬أثر‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬حيث‭ ‬يمكنها‭ ‬الآن‭ ‬دراسة‭ ‬كيفية‭ ‬استجابة‭ ‬الدفاع‭ ‬الجوي‭ ‬الغربي‭ ‬لطائراتها‭ ‬المسيرة،‭ ‬وبالتالي‭ ‬ستكون‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬إعادة‭ ‬ضبطها؛‭ ‬لشن‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الهجمات‭ ‬المستقبلية‭ ‬ضد‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭.‬ وتعليقًا‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الديناميكية،‭ ‬وجهت‭ ‬فون‭ ‬دير‭ ‬لاين،‭ ‬خطابها‭ ‬الرئيسي‭ ‬نحو‭ ‬معالجة‭ ‬النظام‭ ‬الدولي‭ ‬وكيفية‭ ‬الدفاع‭ ‬عنه‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التعاون‭ ‬كفريق‭ ‬واحد،‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬مواجهة‭ ‬تقويض‭ ‬إيران‭ ‬وروسيا‭ ‬للقواعد‭ ‬والمبادئ‭ ‬الأساسية‭ ‬لنظامنا‭ ‬العالمي،‭ ‬وهو‭ ‬الشيء‭ ‬الذي‭ ‬وصفته،‭ ‬بأنه‭ ‬لو‭ ‬ترك‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬رد‭ ‬سيكون‭ ‬فتيلاً‭ ‬لصراع‭ ‬لن‭ ‬ينتهي‭ ‬مهما‭ ‬طال‭.‬ وعلى‭ ‬نطاق‭ ‬واسع،‭ ‬شجب‭ ‬المسؤولون‭ ‬الغربيون‭ ‬عمليات‭ ‬القمع‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬بها‭ ‬طهران‭ ‬ضد‭ ‬الاحتجاجات‭ ‬المناهضة‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬خلال‭ ‬الأسابيع‭ ‬الماضية‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الصدد،‭ ‬فرضت‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة،‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬والاتحاد‭ ‬الأوروبي،‭ ‬عقوبات‭ ‬ضد‭ ‬كبار‭ ‬المسؤولين‭ ‬الإيرانيين‭. ‬وعند‭ ‬إعلان‭ ‬تلك‭ ‬العقوبات‭ ‬التي‭ ‬استهدفت‭ ‬24‭ ‬فردًا‭ ‬في‭ ‬14‭ ‬نوفمبر‭ ‬2022،‭ ‬صرح‭ ‬كليفرلي،‭ ‬بأنها‭ ‬ترسل‭ ‬رسالة‭ ‬واضحة‭ ‬إلى‭ ‬المسؤولين‭ ‬عن‭ ‬الانتهاكات‭ ‬الواضحة‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭. ‬ومن‭ ‬جانبه،‭ ‬أعلن‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي،‭ ‬أيضًا‭ ‬فرض‭ ‬عقوبات‭ ‬على‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬30‭ ‬شخصًا‭ ‬إيرانيا‭ ‬من‭ ‬كبار‭ ‬المسؤولين‭.‬ وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالتداعيات‭ ‬المستقبلية‭ ‬لتصريحات‭ ‬القادة‭ ‬الغربيين‭ ‬حول‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬والشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬تم‭ ‬إعادة‭ ‬تأكيد‭ ‬الالتزامات‭ ‬المشتركة‭ ‬بالعلاقات‭ ‬الأمنية‭. ‬وتحدث‭ ‬كليفرلي،‭ ‬عن‭ ‬أهمية‭ ‬الوقوف‭ ‬على‭ ‬مقربة‭ ‬من‭ ‬أصدقائنا‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬عبر‭ ‬المساعدة‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬أنفسنا‭ ‬وعنهم‭ ‬ضد‭ ‬أي‭ ‬هجوم‭ ‬محتمل،‭ ‬بينما‭ ‬تحدث‭ ‬كال،‭ ‬عن‭ ‬ضرورة‭ ‬تعاون‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬مع‭ ‬حلفائها‭ ‬وشركائها‭ ‬لردع‭ ‬وتعطيل‭ ‬برنامج‭ ‬الطائرات‭ ‬المسيرة‭ ‬الإيرانية،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬ساحات‭ ‬الصراع،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬تأكيد‭ ‬أن‭ ‬واشنطن‭ ‬ملتزمة‭ ‬تمامًا‭ ‬بشركائها‭ ‬لتوفير‭ ‬آليات‭ ‬الردع‭ ‬المتكامل‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭.‬ وفي‭ ‬تأييد‭ ‬آخر‭ ‬لهذا،‭ ‬أعلنت‭ ‬فون‭ ‬دير‭ ‬لاين،‭ ‬استعداد‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية،‭ ‬للقيام‭ ‬بدورها،‭ ‬لتشكيل‭ ‬هيكل‭ ‬أمني‭ ‬أشد‭ ‬قوة،‭ ‬ضد‭ ‬انتشار‭ ‬الفوضى‭ -‬على‭ ‬حد‭ ‬تعبيرها‭- ‬في‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وخارجه‭. ‬وعلى‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص،‭ ‬شددت‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬توثيق‭ ‬التعاون‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الأمن‭ ‬البحري،‭ ‬وتبني‭ ‬نهج‭ ‬منسق‭ ‬تجاه‭ ‬إيران‭. ‬وكجزء‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬التقدير‭ ‬والاهتمام‭ ‬لقضايا‭ ‬أمن‭ ‬الخليج،‭ ‬أعلنت‭ ‬تعيين‭ ‬ممثل‭ ‬خاص‭ ‬للخليج‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭. ‬ على‭ ‬العموم،‭ ‬اعترف‭ ‬الخبراء‭ ‬المشاركون‭ ‬في‭ ‬حوار‭ ‬المنامة،‭ ‬في‭ ‬نسخته‭ ‬الثامنة‭ ‬عشرة‭ ‬بوضوح‭ ‬بأن‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬لطالما‭ ‬حذرت‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬مخاطر‭ ‬الطائرات‭ ‬المسيرة‭ ‬التي‭ ‬تزعزع‭ ‬بها‭ ‬إيران‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬والعالمي،‭ ‬وأن‭ ‬المسؤولين‭ ‬الغربيين‭ ‬أخذوا‭ ‬أيضًا‭ ‬فترة‭ ‬طويلة‭ ‬لفهم،‭ ‬أنه‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬محاولة‭ ‬منع‭ ‬الانتشار‭ ‬النووي،‭ ‬يجب‭ ‬عليهم‭ ‬أيضًا‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬الأشكال‭ ‬الأخرى‭ ‬لانتشار‭ ‬الأسلحة،‭ ‬بدءًا‭ ‬من‭ ‬الطائرات‭ ‬المسيرة‭ ‬إلى‭ ‬الصواريخ‭ ‬الباليستية‭. ‬ لذلك،‭ ‬يمكن‭ ‬لنتائج‭ ‬وتوصيات‭ ‬هذا‭ ‬المنتدى،‭ ‬أن‭ ‬تشكل‭ ‬حدثًا‭ ‬فريدًا‭ ‬للمسؤولين‭ ‬الغربيين،‭ ‬الذين‭ ‬يولون‭ ‬اهتمامًا‭ ‬أكبر‭ ‬تجاه‭ ‬التحذيرات‭ ‬الأمنية‭ ‬لشركائهم‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬وخاصة‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بمخاطر‭ ‬انتشار‭ ‬الأسلحة‭ ‬الإيرانية،‭ ‬المزعزعة‭ ‬للاستقرار،‭ ‬ليس‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬فحسب،‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬مناطق‭ ‬الصراع‭.‬

مشاركة :