تنتظر الكرة السعودية ملفات كثيرة ومهمة ترتبط ارتباطاً مباشراً بالمرحلة الانتقالية التي تستلزم من رعاية الشباب واتحاد الكرة حزمة من البرامج التطويرية وتوفير موارد مالية للأندية التي تعاني كثيراً من هذه الناحية، والأهم استعراض القدرات التنظيمية التي ستنعكس بلا شك على سمعة البيئة الكروية في المملكة، ومدى استعدادها لتنظيم مسابقاتها المحلية، واستضافة بطولة آسيا، وتهيئة بيئة كروية مناسبة للجماهير، لجذب شركات الرعاية تمهيداً لمشروع الخصخصة الذي ما زال ينتظر سنوات من العمل والتنظيم لا الفوضى التي تحدث الآن! وعلى الرغم من أهمية هذه الملفات إلا أن الجهات المعنية بها لا تزال تتعامل مع قضية التذاكر وتنظيم دخول الجماهير والإحصاء بكل برود وبدائية وأعذار غير مقبولة مع أنها قضية حساسة يمكن أن تبرهن على النجاح في تقديم إحصائيات دقيقة تكون بمثابة كتاب مفتوح ودليل شفاف للاتحاد الآسيوي بالنسبة لمقاعد الأندية في بطولة آسيا، وكذلك للأندية التي من حقها أن تطلع الشركات الاستثمارية على إحصائيات أكيدة من أرض الواقع بدلاً مما يحدث من أعذار واهية قد تجبر الشركات والمؤسسات على التردد كثيراً في الدخول إلى وسط كروي بلا أرقام. ما حدث بعد مباراة النصر والتعاون من تأخير لإعلان عدد الجماهير النصراوية الحاضرة ليس بجديد، وسيتكرر مرة واثنتين وأكثر طالما لم تتغير آليات الدخول إلى الملاعب التي أصبح معها المشجع الموجود في الملعب مفقوداً حتى لو تجشم عناء الحضور من مئات الكيلومترات!! بعد هذه الأخطاء المتكررة من المناسب أن أطرح تساؤلات تحتاج إلى إجابات وحلول عملية لا أعذار وتهرب من المسؤولية: أين البوابات الإلكترونية التي ستحل هذه المشاكل؟، ولماذا وافقت رابطة دوري المحترفين على إقامة المباريات في هذا الملعب وهو غير متلائم مع سلامة المشجع؟، أين دور شركة صلة كونها المسؤولة عن بيع التذاكر؟، والأهم أين تنظيم رجال الأمن الصناعي في الملعب؟ وسط هذه التساؤلات أدرك أن الأخطاء قد تحدث في عمليات استقبال الجماهير وتنظيمهم لكن عندما تتكرر الأخطاء وتتضرر الأندية وتحبط الجماهير وترى الشركات الراعية أندية بأرقام مخجلة لا تستحق عقد شراكة يغيب عنها أهم عنصر يتمثل في المشجع، فعلى رعاية الشباب واتحاد الكرة استشعار المسؤولية بالإصلاح والتطوير العاجل، وعلى الأندية أن تتمسك جيداً بأعضاء شرفها، فهم الملاذ الآمن عند انسحاب الشركات وغياب البيئة الكروية المشجعة!
مشاركة :