أصبح الممر السياسي والاقتصادي والحضاري بين أمريكا والشرق الأوسط بعد قمة (العزم يجمعنا) يمر مباشرة عبر المحيط الأطلسي حتى يصل البحر الأحمر السعودية والخليج والعالم الإسلامي وسط وجنوب الكرة الأرضية، بدلاً من الممر الحضاري القديم، حيث لا تصل أمريكا إلى الشرق الأوسط إلا عبر أوروبا الغربية بريطانيا، فرنسا، ألمانيا، إسبانيا وغيرها. حدثت تطورت سريعة وفرض لواقع جديد هي: - التطور التقني العالمي في صناعات الطائرات والناقلات البحرية مكنت التجارة العالمية والاتصال الحضاري والاستثماري أن تتصل أمريكا مباشرة بالشرق، لتصل إلى الشواطئ العربية والإفريقية والخليج العربي عبر المحيط الأطلسي والمحيط الهندي والبحر الأحمر دون الحاجة إلى التوقف في أوروبا والمرور عبر البحر الأبيض المتوسط. - الدورة السياسية العالمية انتقلت من أوروبا اللاعب القديم في المنطقة قبل أن تتحول أوروبا إلى القارة العجوز وتخرج دول الاستعمار الأولى من المنافسة والسيادة على دول ما وراء البحر، لتقود أمريكا لوحدها سياسات الشرق الأوسط دون الحاجة إلى أوروبا. - الدورة الاقتصادية العالمية حولت التجارة العالمية من أوروبا إلى الشرق الأوسط وشرقي آسيا دول الصين والهند واليابان ودول العالم الإسلامي عبر المحيطات الثلاث: الأطلسي والهندي والهادي، حيث تم خلق فرص وظيفية عالية جداً وتشغيل مصانع ومدن صناعية. - الدورة الحضارية العالمية، لقد أصبح الفرق واضحاً ما بين المدن الأمريكية والأوروبية من حيث تحديث البنية التحتية وبين المدن الحديثة في الخليج والصين واليابان والهند وسنغافورا وتركيا من تقنية الاتصالات وعمارة وجسور وطرق ومشروعات عملاقة تطورية للمجتمعات السكانية. لذا ليس هناك ضرورة أن تكون أوروبا هي عقدة الاتصالات السياسية والاقتصادية والحضارية، وأصبح الاتصال الحضاري متصلاً مباشرة بين أمريكا ودول الخليج والعالم الإسلامي دون وسطاء، لتتصل حضارات الشرق العربي والإسلامي مع الحضارة الأمريكية.
مشاركة :