بقلم/ محمد بن علي الرواحي: سلطنة عُمان :- وانتهى الدور الأول من كأس العالم، ثلاث جولات من المتعة لثماني مجموعات، بطولة المفاجآت، واللا حسبان، بطولة عكس التوقعات، والمراهنات، مباريات كانت عكس حديث الشارع الرياضي، وقلبت التوقعات رأسا على عقب منتخبات عربية، وآسيوية كشفت ستار قدراتها، وتفوقها على منتخبات لها صولات، وجولات في ملاعب كرة القدم، خرجت من هذا الدور بعض المنتخبات التي كانت كل الإشارات تشير أنها ستصل إلى أدوار متقدمة في البطولة، وصعدت إلى الدور الثاني منتخبات كانت حظوظها ضئيلة في أن تتجاوز هذا الدور من البطولة. ما يهم الجماهير العربية التي تفتخر بمنتخباتها المشاركة في كأس العالم قطر 2022، والأداء البطولي، والحماس، والروح، والقتالية طوال التسعين دقيقة في كل المباريات، ظهر المنتخب السعودي في أزهى حلة خضراء، ومباريات للتاريخ ستذكر حتما في ذاكرة كأس العالم، والفوز التاريخي على المرشح الأول لحمل هذه الكأس المنتخب الأرجنتيني، وإن كان ما بعد تلك المباراة من نتيجة إلا أن المنتخب السعودي قدم مشاركة من أفضل مشاركاته في كأس العالم، والتوانسة كانوا في الموعد، بل كانوا في موعد مع بطل كأس العالم النسخة الماضية، وفعلا ظهرت الإمكانات التونسية العربية في تلك الليلة، وانتصار آخر يحسب للعرب في كأس العالم، إلا أن النتائج الأخرى لم تخدم المنتخب التونسي حتى يكون من المتأهلين إلى دور الستة عشر، إلا أن العرب سيكونون في لحمة واحدة، وبصوت واحد، المغرب المغرب، المنتخب الذي قدم بطولة مختلقة بكل تفاصيلها، منتخب عالمي يقارع المنتخبات الكبرى، تصدر مجموعته متجاوزا المنتخب البلجيكي المصنف ثاني عالميا، والمنتخب الكرواتي الوصيف لبطولة كأس العالم روسيا 2018، كل القلوب، والدعوات، ستكون مع المغرب، وستتوقف الحركة في كل شوارع الدول العربية، ويتسمر الجميع أمام شاشات التلفاز، وأرواحهم موجودة في أرض الملعب. قطر هي الدولة العربية الرابعة التي شاركت في كأس العالم، لا ليست مشاركة، وإنما قطر هي الصانعة لأحداث كأس العالم، إن خرج المنتخب القطري من الدور الأول خالي الوفاض، سيتذكر العالم صغارًا، وكبارًا، رجالا، ونساءً ماذا قدمت قطر في هذه النسخة الاستثنائية بكل تفاصيلها، وسيتذكر العالم قدرة العرب في تنظيم الفعاليات العالمية الكبرى، قطر الصغيرة في مساحتها صنعت بطولة عظيمة لكأس العالم، الله يا عمري يا قطر.
مشاركة :