عبد الله الشيخي لا يمكن أن يمرّ حدث لقاء الأهلي وبرشلونة مروراً عابراً ـ إلاّ هنا ، وأعني إعلامنا المحلي، الذي تحدث عن برشلونة وميسي والطفل الأفغاني، أكثر مما تحدث عن الفريق السعودي الذي حضر ليلعب أمام أفضل فريق في العالم باسم كرة القدم السعودية ! ليس جديداً على إعلامنا الرياضي، أن يواصل سقطاته، ورسوبه في اختبارات المهنية الصحفية، لا سيما وأن الحدث فرض نفسه على وسائل إعلام عالمية، تناقلته بكل مهنية وحياد، تحدثت عن برشلونة، وامتدحت الأهلي وأشادت بما قدمه لاعبوه أمام أفضل نجوم العالم. كنت أتمنى وما زلت، أن يتخلص إعلامنا الرياضي من عقده المزمنة، ويتعامل مع الأحداث الرياضية بكل مهنية وتجرّد من الميول وتوابعه، إلاّ أن الواقع يقول غير ذلك، وقد يصل الأمر إلى أن تفرد الصفحات، ويمدد بث البرامج، متى ما خسر الأهلي، أو حلت به كارثة لا قدر الله ! ولن أبالغ إن قلت، أن هناك من كان يردّد، ويلمّح، ويتمنى، أن يعود الأهلي من الدوحة، مثقلاً بالنتيجة، ليتحدثوا فيما بعد عن ـ عار ـ جلبه الأهلي لكرة القدم السعودية، ولكن الأهلي ونجومه وجهوا لهؤلاء وأمثالهم صفعة قوية لن ينسوها، بعد أن قدم نجومه أنفسهم بالطريقة التي أغاضتهم، وأسعدت أنصارهم ! هناك في قطر، كان الاستقبال للملوك هو أقرب للاحتفاء بزائر كبير، وكأن القادم إلى مطار الدوحة هو العنابي المتوج بلقب قاري، فالمستقبلون شخصيات كبيرة في الدولة، ولافتات الترحيب وضعت على الطرق الرئيسية، وقمصان الفريقين تواجدت في الفنادق والمولات. لقد تزامن هذا الكرنفال الرياضي الكبير، مع احتفالات دولة قطر بعيدها الوطني، فحضر الأهلي مشاركاً، ومهنئاً، قطر الشقيقة أميراً، وحكومة، وشعباً، وحضر نجومه بكل شموخ الأبطال، وثقة الرجال في قدراتهم، فلم يرهبهم ميسي ورفاقه، واستطاعوا أن يرسموا صورة لفريق يستطيع أن يجاري أي فريق، حتى ولو كان برشلونة ! وإذا ما بقيت هذه المباراة حاضرة في أذهان لاعبي الأهلي، فأتوقع أن يعيد الفريق وضعية مراكز الدوري في الجولات المقبلة، ولن تكون آسيا بعيدة عنه، بشرط أن يكون ذلك هدفاً رئيسياً لدى اللاعبين ! • صدى الله يا عمري قطر ! مرتبط
مشاركة :