وداعاً مبدع النشيد الوطني و«الله يا عمري قطر»

  • 7/23/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

فُجِعت الساحة الثقافية والفنية في دولة قطر، صباح أمس الجمعة، برحيل واحد من أهم مبدعيها، هو الفنان والموسيقار الكبير عبدالعزيز ناصر العبيدان، حيث انتقل إلى رحمة الله تعالى عن عمر يناهز 64 عاما، إثر صراع مع المرض. واستمر عطاء الموسيقار الراحل عبدالعزيز ناصر العبيدان ملحن النشيد الوطني القطري ومبدع أشهر الأغاني الوطنية، وعلى رأسها «الله يا عمري قطر»، التي تغنى بها الفنان الراحل محمد الساعي، على مدى أكثر من 50 عاما من الإبداع، حيث أسس في عام 1966 فرقة «الأضواء» أول فرقة فنية للمسرح والموسيقى مع مجموعة من شباب مدينة الدوحة الموهوبين، وكان عمره لا يتجاوز 14 عاما فقط، وكان لهذه الفرقة الفضل في بروز العديد من المواهب في مجال الغناء والمسرح على الساحة الفنية القطرية، كما كان لها دور في تأسيس مراقبة الموسيقى والغناء بإذاعة قطر عام 1968، حيث انضم عدد من أعضائها إلى المراقبة بصفتهم موظفين رسميين ونواة لتكوين أساس المراقبة، مهتما بالتراث الشعبي القطري ومقدما أعمالاً غنائية استوحاها من ذلك التراث، مثل: أم الحنايا – العايدو – الكركيعان «القرنقعوه». كما قدم الفقيد أعمالا من وحي التراث العربي، ومن بين أهم ما أسعد به وجدان وقلوب الشعب القطري تلحينه للعديد من الأناشيد الوطنية، ومن أهمها نشيد قطر الوطني الذي كتبه الشاعر مبارك بن سيف آل ثاني: قسماً قسماً قسماً بمن رفع السماء قسماً بمن نشر الضياء قطر ستبقى حـرة تسمو بروح الأوفياء كذلك نشيد قطر أنت الحياة، نشيد القسم الذي اعتمد أول نشيد وطني رسمي للدولة عام 1996، بالإضافة إلى أغانٍ مثل: عيشي يا قطر – قطر يا قدر ومكتوب – هوى الدوحة – قطر بيت لكم وظلال – عروس الأرض. وكان للموسيقار الراحل أيضاً اهتمام خليجي وعربي، فقد لحن الكثير من الأغاني التي تبرز العزة للعالم العربي، كذلك الدول العربية، وكان شاغله الأكبر قضية العرب الأولى فلسطين والقدس، فقدم «أحبك يا قدس»، و»عربية يا قدس»، و»عدنا يا قدس»، و»ع القدس رايحين»، بجانب «مرحبا يا عراق»، و»آه يا بيروت»، و»عرس الشهيد»، و»ملهمة القلوب». كما اهتم الراحل العبيدان بالأغنية الدينية ومنها أغنية «محمد يا رسول الله»، واهتم بالأغنية الإنسانية والعاطفية وقدم في هذا العديد من الأغاني. وقد غنى من ألحان عبدالعزيز ناصر كثير من الفنانين العرب، ومنهم: سعاد محمد، وكارم محمود، ولطفي بوشناق، وعلي الحجار، وعبدالمجيد عبدالله، ولطيفة، وأحلام، وإبراهيم حبيب، ونعيمة سميح، ومدحت صالح، وأصالة، وهاني شاكر، وماجد المهندس، وطلال سلامة، وريهام عبدالحكيم، وصابر الرباعي، وغادة رجب، كما غنى من ألحانه عدد كبير من المطربين القطريين وعلى رأسهم سفير الأغنية القطرية علي عبدالستار ومنصور المهندي وفهد الكبيسي. يشار إلى أن الموسيقار الراحل تخرج في المعهد العالي للموسيقى العربية بالقاهرة بتقدير امتياز عام 1977، وشغل منصب المراقب العام للموسيقى والغناء بالهيئة العامة للإذاعة والتليفزيون منذ عام 1980 ورئاسة لجنة مراقبة النصوص والألحان، وهو عضو مجلس أمناء أكاديمية الموسيقى في قطر، ومثَّل دولة قطر في عضوية المجلس التنفيذي في المجمع العربي للموسيقى، كما سجلت وطبعت مجموعة من أعماله الغنائية والموسيقية في ألبومات غنائية.  وعلى مدى مشواره الفني الطويل، حصل الراحل على العديد من الأوسمة وشهادات التقدير، من أهمها جائزة الدولة التقديرية في مجال الموسيقى عام 2006، كما حصل على العديد من الأوسمة، منها وسام التكريم من قادة دول مجلس التعاون الخليجي في العاصمة العمانية مسقط عام 1989، وكذا من مهرجان الخليج السابع للإنتاج الإذاعي والتليفزيوني بمملكة البحرين عام 2001، وحاز على وسام التكريم من معهد حلب للموسيقى بسوريا عام 2002، والمهرجان العاشر للإنتاج الإذاعي والتليفزيوني بجمهورية مصر العربية عام 2004، وعلى وسام التكريم من المجمع العربي للموسيقى عام 2013. وكان آخر تكريم حظي به الراحل من طرف المؤسسة العامة للحي الثقافي «كتارا» في توزيع جوائز النسخة الرابعة من حفل توزيع جوائز الأوسكار للأوبرا والغناء الكلاسيكي، في ديسمبر من عام 2014، حيث قال وقتها: «إن تقدير المبدع دافع للمزيد من عطاءاته، إذ يخلق لديه شعورا بالسعادة، وبأن هناك من يقيِّم جهده ويقدر إبداعاته، وأن يأتي هذا التقدير ضمن حفل توزيع جوائز الأوسكار الممنوحة لكبار الفنانين العالميين، فهذا يجعلني أتفهم حجم المسؤولية التي يحملها الفنان تجاه قضايا وطنه وأمته، فحمدا لله، وشكرا لكل القائمين على هذا الأمر، وكل الحب والتقدير للناس الطيبين ولحبيبتي الغالية قطر».;

مشاركة :