أصبح أوليفييه جيرو الهداف التاريخي لمنتخب فرنسا برصيد 52 هدفا بعدما سجل هدفا لبلاده خلال مواجهة بولندا في دور الستة عشر بكأس العالم لكرة القدم اليوم الأحد. وكان جيرو (36 عاما) يتقاسم الرقم القياسي مع تييري هنري بعدما سجل هدفين في الفوز 4-1 على أستراليا في الجولة الافتتاحية للمجموعة الرابعة. وانتهى الشوط الأول بتقدم فرنسا 1-صفر على بولندا. وكسر مهاجم ميلان الرقم القياسي في مباراته الدولية 117 مع فرنسا، بينما سجل هنري 51 هدفا في 123 مباراة في الفترة 1997-2010. تألق جيرو، المولود في مدينة شامبيري، بشكل متأخر مقارنة بنجوم المنتخب الفرنسي عادة: بعد غرونوبل وإيستر وتور، بلغ أخيراً الدوري الفرنسي للدرجة الأولى «ليغ1» في سن الـ23 عن طريق مونبلييه. فُتحت أبواب المنتخب الفرنسي لجيرو في نوفمبر (تشرين الثاني) 2011، وهو في سن الـ 25 عاماً. بعد بضعة أشهر، تحقق حلم آخر، بانتقاله إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. في غضون خمس سنوات ونصف في صفوف أرسنال، كشف «المدفعجي» الفرنسي عن معدنه. في الوقت نفسه، أصبح الرجل الأساسي لديشان، إلى جانب بنزيمة، ثم بدونه بمجرد غياب لاعب ريال مدريد. في بعض الأحيان، يحمّله الجمهور مسؤولية عدم وصول بنزيمة إلى شباك الخصم، بطريقة «غير عادلة» تماماً حسب ديشان. بين الفترات الغزيرة والخالية، كما كان الحال في كأس العالم 2018 التي فاز بها المنتخب الفرنسي، يجد جيرو الإجابة على كل شيء. وقال في عام 2021، بعد أن سجل هدفين إثر حلوله بدلا من بنزيمة: «أصدقائي يدعونني بطائر الفينيق غرونوبل. إنها مجاملة، فهذا يعني أنه بغض النظر عن الظروف، فأنا لا أستسلم». يتمتع أيضاً بمغفرة سهلة تجاه بنزيمة الذي قال مرة في مقابلة إنه لا يمكن الخلط بين «الفورمولا 1» و«الكارتينغ». وقال جيرو مازحا: «سوف أدعوه إلى حلبة الكارتينغ وسنقاتل بعضنا البعض، هذا كل شيء!». إنه يستخدم نفس النبرة مع هنري عندما يمازحه الأخير من خلال تسميته «الرجل العجوز». وقال متوجها لبطل العالم 1998: «إنه يمتعني، تيتي!». على مر السنوات، خسر جيرو الذي خاض 118 مباراة دولية، وقته على أرض الملعب مع أندية عدة سواء في أرسنال ثم تشيلسي. لكن في كل مرة، كان يمنحه منتخب فرنسا نفسا جديدا، فهو حاسم هناك. اختار جيرو بعد ذلك ميلان الإيطالي. أصبح المطلوب منه الكثير بعد فوز «روسونيري» بلقب الدوري الإيطالي. وعندما تراجعت مكانته مع «الزرق» في عام 2022، كان يلتهم كل «فتات» بشهية الغول، ويقبل دوره كبديل لبنزيمة بينما ينتظر وقته. اليوم، يملك جيرو الفرصة للانفراد بالرقم القياسي وإثبات قيمته التي استخف بها الكثيرون.
مشاركة :