وفق طبيعة البشر يتعرض الإنسان للمواقف التي تتراوح ما بين «المتوقعة» أو «المفاجئة» ويقع بعدها في مسارات مؤكدة من «ردات» الفعل أو «صدات» السلوك بما يواءم طبيعة «الموقف» وهيئة « الظرف». تتباين شخصيات البشر ما بين القوة والضعف والاعتمادية والاتكالية وتختلف سمات «السلوك» البشري وفق ما يمتلكه الإنسان من «خبرات» سابقة أو «احتياطات» مسبقة في ظل حياة لا تخلو من «التعقيدات» التي تتطلب أن تتم مواجهتها بخطط ذاتية تنجح في تحويلها إلى «مسارات» آمنة للعيش والتعايش. تسهم «التجارب» في توضيح رؤية «الإنسان» وتوجيهه نحو «الطرق» السليمة والمأمونة للتعامل مع الآخرين حتى يعيش بمأمن من خلال إجادته فن التكيّف مع «المؤثِّرات» والتأقلم مع «المتغيرات «التي تضمن له «الاتزان» النفسي و»التوازن» السلوكي. تجيد بعض الشخصيات الأنانية «التلوّن» وفق المصالح وغلبة «الذاتية» وعادة ما تحبذ هذه النوعية من البشر العيش وسط الأشخاص العفويين وأصحاب «الاتجاهات» البريئة و»الأنفس» البيضاء حتى يمرروا حيلهم في أوقات سريعة بحثاً عن «ضحايا» آخرين في ميادين «الغفلة المتزايدة» ومضامين «الطيبة الزائدة». هنالك أشخاص أصحاب «نوايا» صافية تنبع من «أنفس» نقية و»أرواح «تقية» يمضون في حياتهم بتصالح من ذواتهم وتسامح مع الآخرين يفتحون «القلوب» على مصراعيها لكل قول جميل أو فعل نبيل فيرسمون «مشاهد» الوفاء في كل شؤون «العون» و»شواهد» الاستيفاء لشتى معاني «الود». تغير وجه الحياة وتبدل واقع العيش وزادت معها «صدمات» التعامل وكثرت وسطها «ضربات» التحايل في تعاملات البشر مع بعضهم والكثير سقطوا «ضحايا» في معركة غير متكافئة كانت من طرف واحد رجح «الأنانية» على حساب «الموضوعية» مما رفع مستوى «التوجس» وزاد معدل «الاندهاش» التي انطلقت من «وقائع» وترسخت في «حقائق» شكل فيها «الإيذاء» السلوكي للآخرين نتيجة حتمية صنعتها «فئات» بشرية شوهت «بياض» الفطرة ونقضت «ميثاق» السوية. من سوءات «الأنفس» الغارقة في غلبة «الأنا» وتغليب «الذات» إنها تمارس التخطيط لتنفيذ «المآرب» الخاصة على حساب الغير لنيل المصالح الشخصية وعلى الجانب الآخر تتعامل الشخصيات «المحبة» للخير و»الراغبة» في العطاء وفق «الطبيعة» الآدمية وعلى «الطبع» الشخصي الذي كبر مع الإنسان فزادة بريقاً ليشع بالصفاء والنقاء. تؤدي «الصدمات» النفسية التي تشكلت بفعل «أشخاص» تورطوا في «إيذاء» الغير إلى تراكم «رواسب» الألم في أنفس تربت وتعودت على «السلوك» الحاضر و»المسلك» الناضر في اتجاه واحد يعتمد على «البراءة» ويتعامد على «العفوية» مما يتطلب «إعادة» النظر في «إجادة» الفكر نحو «المآرب» الخفية و»الحيل» المخفية التي يخطط لها بكل «سوء» نوعيات من البشر لبسوا «أقنعة» الاحتيال. عندما يتربى الإنسان وسط «بيئة» تعزّز في داخله معاني «الرحمة» واتجاهات «المروءة» ومحاسن «الصفات» فإننا أمام «مشاريع» بشرية جميلة ورائعة ومميزة تؤصل في الحياة أركان «الخير» وتنمي في التعامل أصول «الأخلاق» لذا فنحن بحاجة عاجلة إلى «ترجيح» كفة الإنسانية والتغلب على كل الأمور «الدخيلة التي تشوِّه واقعنا «الحياتي» بالابتعاد عن «الشخصيات» التي ارتدت «رداء» الخداع وتوارت خلف «ستار» التحايل وكشف كل «مكامن» الخلل ومنابع «الحيل» التي كانت خلف ظهور هذه النماذج «المسيئة» لواقع الحياة «السوي». السلوك هو «المعيار» الذي تنعكس من خلاله كل «النتائج» وهو «المؤشر» الذي تنجلي من اتجاهاته شتى «الأهداف» لذا فإنه لا بد من دراسته وفق أبعاد التعامل والتداعيات التي جاءت بعده مع ضرورة أن يقيم الإنسان الآخرين من خلال «وقائع» واضحة ترتهن إلى «المواقف» وترتكن إلى «الوقفات» ليرى فيها شخصيات الآخرين بمجهر عادل قائم على «الأنصاف» و»الموضوعية» وفق حقائق فعلية بعيداً عن «الأقوال» و»الموشحات» الكلامية التي لا تغنى عن «الفعل» شيئاً. ينبغي أن يكون لدى الإنسان «تخطيط» نفسي مدروس وموضوعي مقترن بتنفيذ سلوكي وذلك للغنيمة من كل خير تصنعه «الأقوال» الحميدة و»الأفعال» المجيدة والسلامة من كل شر قد يقع ضحيته يوماً ما نتيجة عدم الاستعداد المسبق لمواقف فجائية أو خطط احتيالية من آخرين حتى يمضي في الدروب الحياتية الصحيحة التي تضمن له الأمن الحياتي والأمان الاجتماعي والمأمن الشخصي.
مشاركة :