أكد مدير المشاريع الكبرى في مصفاة الزور، إبراهيم العوضي، أن ما يُميِّز المصفاة «قدرتها على توفير منتجات عالية الجودة ومطابقة لأعلى المواصفات القياسية المطلوبة في الأسواق العالمية»، موضحاً أن هذه المصفاة العملاقة تعدُّ الأكبر في العالم، من حيث أنها «أنشئت على مرحلة واحدة». وكشف في لقاء مع «الجريدة»، أن ميزانية مشروع المصفاة بلغت 4.871 مليارات دينار. وقال العوضي: بطبيعة الحال كانت هناك عدة معوقات وتحديات واجهت المشروع، كان من أبرزها جائحة فيروس كورونا المستجد، وما تبعها من حظر للتجوال، فضلاً عن إغلاق كثير من مطارات العالم وغيرها من المرافق... كل هذه المعوقات والتحديات تمت مواجهتها في ذروة المشروع، وتم تجاوز هذه المرحلة، بالتنسيق مع أجهزة الدولة المعنيّة مجتمعة. وفيما يلي التفاصيل: • لعلك، بداية، تعطينا نبذة عن المصفاة، ولماذا تعدُّ الأكبر على مستوى العالم؟ - مصفاة الزور من المشاريع العملاقة في المنطقة، وهي إحدى استراتيجيات مؤسسة البترول الكويتية لعام 2040، ورؤية «كويت جديدة 2035» لزيادة طاقة إنتاج تكرير النفط الخام. أما عن كونها الأكبر في العالم، فذلك من حيث إنشائها على مرحلة واحدة، والحقيقة أن بناء مشروع بهذا الحجم، في مرحلة واحدة، كان تحدياً كبيراً، حيث تصل طاقة المصفاة التكريرية إلى 615 ألف برميل في اليوم، وهي قادرة على توفير منتجات عالية الجودة ومطابقة لأعلى المواصفات القياسية المطلوبة في الأسواق العالمية. • كم بلغت تكلفة هذا المشروع الضخم، وما المدة التي استغرقها لإنجازه؟ - ميزانية المشروع هي 4.871 مليارات دينار، واستغرق إنجازه نحو 5 سنوات. • بعدما أطلقتم المصفاة الأولى، متى يتوقع إطلاق المصفاتين الثانية والثالثة؟ - مصفاة الزور تتكون عملياً من 3 مصافٍ مصغرة، بدأنا حالياً بالتشغيل التدريجي للمصفاة الأولى، وفي ديسمبر الجاري نتوقع البدء بتشغيل المصفاة الثانية، وفي الربع الأول من العام المقبل، نتوقع تشغيل المصفاة الثالثة بشكل تدريجي، حسب خطة التشغيل المُعدّة في الشركة، وصولاً إلى إنتاج طاقة المصفاة القصوى، وهي 615 ألف برميل يومياً. • ما أبرز التحديات التي واجهت المشروع، خصوصاً ونحن نتحدث عن مشروع يعد الأكبر والأضخم عالمياً؟ - بطبيعة الحال، كان هناك أكبر معوق وتحدّ أمام ذلك المشروع، ويعد من أكبر التحديات التي واجهت المشروع، وهو جائحة فيروس كورونا المستجد، وما تبعها من حظر للتجوال، فضلاً عن إغلاق لكثير من مطارات العالم، وغيرها من المرافق... كل هذه المعوقات والتحديات تمت مواجهتها في ذروة المشروع، وتم تجاوز هذه المرحلة بالتنسيق مع أجهزة الدولة المعنيّة مجتمعة، وكان الجميع على قدر المسؤولية، حتى استطعنا تجاوز كل هذه المصاعب والعراقيل في الوقت المناسب. وقد أثبت الشباب الكويتيون أنهم على قدر من المسؤولية والتحدي، وهذا ما ينطبق على شعارنا في «كيبيك»، وهو «نجعل المزيد ممكناً». • ما أهم المشاريع المستقبلية للمصفاة؟ - كما تعرفون، تم تشغيل المصفاة الأولى في 6 نوفمبر، وسيليه تباعاً تشغيل المصفاتين الثانية والثالثة، حتى تبلغ مصفاة الزور طاقتها التكريرية القصوى 615 ألف برميل، والأمور كلها تسير حسب خطة التشغيل. ووفق الخطة الاستراتيجية لمؤسسة البترول، ستكون «البترولية المتكاملة» مسؤولة عن بناء وتشغيل وإدارة مجمع الزور، الذي يعتبر من أكبر المجمعات البترولية في المنطقة، حيث يضم كلاً من مصفاة الزور ومجمع بتروكيماويات ومرافق دائمة في الكويت لاستيراد الغاز الطبيعي المسال. • كيف يمكن لهذا المشروع الحيوي أن يدعم خطة التنمية في البلاد، ويسهم كذلك في تنفيذ الاستراتيجية المرسومة لمؤسسة البترول 2040؟ - مشروع مصفاة الزور أحد أهم مشاريع التنمية في البلاد، وهو أيضاً من الركائز الأساسية في الخطة الاستراتيجية 2040 لمؤسسة البترول الكويتية، الذي قامت بتنفيذه «البترولية المتكاملة»، بالتالي هو منفذ حيوي لتصريف النفوط الكويتية الثقيلة الذي يعتبر الأقل سعراً بين النفوط الأخرى، فضلاً عن إنتاج مشتقات نفطية عالية الجودة مطابقة للمواصفات العالمية، مما يساهم في زيادة وتعظيم العائد الاقتصادي للدولة. «كيبيك» مسؤولة عن بناء وتشغيل وإدارة مجمع الزور الذي يعد من أكبر المجمعات البترولية كما سيتم توفير العديد من الفرص الوظيفية للقوى العاملة الكويتية، بما فيها حديثو التخرج ودعمها وتطويرها لتشغيل أصول الشركة المتكاملة ومشاريعها المستقبلية والارتقاء بها إلى المستويات العالمية، مما سيسهم في تنمية الاقتصاد المحلي. • معروف أن الكويت تعهّدت بالوصول إلى الحياد الكربوني عام 2050. أين هذا المشروع من هذا التعهّد؟ - مصفاة الزور مشروع استراتيجي بيئي، أنشئ وفق أحدث التصاميم الهندسية، مع المحافظة على أعلى درجات ومعايير السلامة والصحة والبيئة العالمية. ولعل أبرز أهدافه الاستراتيجية توفير الوقود المنخفض الكبريت لمحطات الكهرباء الكويتية، حيث تراجعت الانبعاثات الضارة بنسبة تصل الى 90 بالمئة مع سوائل المصفاة، إذ لا توجد أي سوائل تُصرَّف إلى البحر، سواء تلك الناتجة من عمليات التشغيل، أو مياه الأمطار كلها، حيث تتم معالجتها واستخدامها مجدداً في عمليات المصفاة.
مشاركة :