خليل الهاشمي وداعاً

  • 12/17/2022
  • 01:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

ولد‭ ‬في‭ ‬احد‭ ‬الأحياء‭ ‬القديمة‭ ‬في‭ ‬المنامة‭ (‬أبوصرة‭) ‬عام‭ ‬1949م،‭ ‬وترعرع‭ ‬في‭ ‬حي‭ ‬آخر‭ ‬هو‭ ‬الحورة‭ ‬بين‭ ‬البحر‭ ‬وأساطيره‭ ‬والازقة‭ ‬المتربة‭.. ‬منذ‭ ‬البداية‭ ‬كان‭ ‬مولعاً‭ ‬بزرقة‭ ‬البحر‭ ‬وامواجه،‭ ‬ينحت‭ ‬الأمواج‭ ‬وطيور‭ ‬النورس‭ ‬في‭ ‬مخيلته‭ ‬الفنية‭.. ‬ومع‭ ‬انتهاجه‭ ‬للفكر‭ ‬التقدمي‭ ‬وما‭ ‬تموج‭ ‬به‭ ‬روحه‭ ‬العذبة‭ ‬والشفافة‭ ‬من‭ ‬قراءات‭ ‬للبيئة‭ ‬والمجتمع‭ ‬المحيط‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬ستينيات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭ ‬في‭ ‬الحورة‭ ‬وأطرافها،‭ ‬أسهمت‭ ‬هذه‭ ‬البيئة‭ ‬الخصبة‭ ‬في‭ ‬صقل‭ ‬الإبداع‭ ‬فيه‭.. ‬القراءة‭ ‬والدراسة‭ ‬الأكاديمية‭ ‬لاحقاً‭ ‬في‭ ‬أكاديمية‭ ‬الفنون‭ ‬الجميلة‭ ‬في‭ ‬لينينغراد‭ ‬والذي‭ ‬تخرج‭ ‬منها‭ ‬عام‭ ‬1980م،‭ ‬أخرجت‭ ‬الفنان‭ ‬الذي‭ ‬بداخله‭ ‬ليمتهن‭ ‬الواقعية‭ ‬في‭ ‬الفن‭ ‬والسياسة‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء‭.. ‬قانون‭ ‬أمن‭ ‬الدولة‭ ‬حرمه‭ ‬من‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬البحرين‭ ‬ليستقر‭ ‬في‭ ‬الكويت‭ ‬ردحاً‭ ‬من‭ ‬الزمن‭ ‬مدرساً‭ ‬وملهماً‭ ‬للعديد‭ ‬والكثير‭ ‬من‭ ‬المواهب‭ ‬والفعاليات‭. ‬وكان‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬كباقي‭ ‬منحوتاته‭ ‬وطيوره‭ ‬يرنو‭ ‬للبحر‭ ‬نحتاً‭ ‬وتشكيلاً‭ ‬ابداعياً‭ ‬ووعياً‭ ‬طبقياً‭ ‬حاضراً‭ ‬في‭ ‬نتاجاته‭ ‬الفنية‭ ‬المتعددة‭.. ‬استقر‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬مدرساً‭ ‬يراد‭ ‬له‭ ‬السكون‭ ‬مكبلاً‭ ‬بالإجراءات‭ ‬الوظيفية‭ ‬ولكن‭ ‬كطيور‭ ‬البحر‭ ‬المهاجرة‭ ‬لا‭ ‬تستقر‭ ‬بوصلته‭ ‬وخياله‭ ‬الطبقي‭ ‬إلا‭ ‬جهة‭ ‬الفرح‭ ‬والجمال‭ ‬والتقدم‭ ‬ولصالح‭ ‬بني‭ ‬البشر‭ ‬والبشرية‭ ‬جمعاء‭.. ‬نهل‭ ‬من‭ ‬المدرسة‭ ‬السوفيتية‭ ‬والواقعية‭ ‬حتى‭ ‬امتلأت‭ ‬روحه‭ ‬بالفن‭ ‬فعشق‭ ‬الفن‭ ‬وعاش‭ ‬للفن‭.‬ برحيل‭ ‬الفنان‭ ‬خليل‭ ‬الهاشمي‭ ‬المبكر‭ ‬تخسر‭ ‬الساحات‭ ‬الفنية‭ ‬مبدعاً‭ ‬حقيقياً‭ ‬تضيء‭ ‬شوارع‭ ‬البحرين‭ ‬منحوتاته‭ ‬ذات‭ ‬الدلالات‭ ‬الرمزية‭.‬ ومثل‭ ‬شخصيته‭ ‬الهادئة‭ ‬والمسالمة‭ ‬تجده‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬ركن‭ ‬بل‭ ‬ويشارك‭ ‬في‭ ‬فعاليات‭ ‬خارجية‭ ‬بكل‭ ‬هدوء‭ ‬وبدون‭ ‬ضجيج‭ ‬ومؤثرات‭ ‬سوى‭ ‬منطقه‭ ‬المسالم‭ ‬والمتصالح‭ ‬مع‭ ‬الجميع‭.. ‬لم‭ ‬يفرق‭ ‬بين‭ ‬الوطن‭ ‬السعيد‭ ‬وشعبه،‭ ‬محبوباً‭ ‬من‭ ‬الجميع‭.. ‬بصماته‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬بيت‭ ‬واهداءاته‭ ‬تزين‭ ‬كل‭ ‬ركن‭.. ‬عزائنا‭ ‬فيك‭ ‬كبير،‭ ‬كنت‭ ‬أجمل‭ ‬نحات‭ ‬وأبهى‭ ‬فنان‭ ‬بنكران‭ ‬ذات‭ ‬قل‭ ‬نظيره‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العالم‭.. ‬تودعك‭ ‬القلوب‭ ‬والعقول‭ ‬متأملين‭ ‬لك‭ ‬التكريم‭ ‬المستحق‭ ‬وانت‭ ‬المتوج‭ ‬في‭ ‬الافئدة‭.‬

مشاركة :