"سفاح نابل" من مأساة واقعية إلى دراما تونسية ترصد سيكولوجية القتلة المتسلسلين |

  • 12/19/2022
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تونس - بدأت قاعات السينما في تونس عرض فيلم “سفاح نابل”، فيلم الدراما الواقعية الذي يحكي قصة أشهر قاتل متسلسل في تاريخ البلاد. ويروي الفيلم الذي بدأ الإعداد له منذ 2017، تفاصيل ووقائع عاشتها تونس خلال فترة أواخر ثمانينات القرن الماضي، ويسلط الضوء على الدوافع النفسية التي خلقت من شخصية الناصر الدامرجي مجرما راح ضحيته 14 طفلا وحُكم عليه بالإعدام سنة 1991. والفيلم من إخراج كريم بالرحومة ويشارك في البطولة أحمد الأندلسي (في دور السفاح) والهادي الماجري وبلال سلاطنية وساندرا الشيحاوي وميساء ساسي وفتحي العكاري ومعز بعتور وغيرهم. ويعد الفيلم التجربة الأولى لكريم بالرحومة في الإخراج وهو أيضا أول فيلم ينقل تفاصيل قصة أشهر سفاح في تاريخ تونس. الفيلم هو التجربة الأولى لكريم بالرحومة في الإخراج وهو أيضا أول فيلم ينقل تفاصيل قصة أشهر سفاح في تاريخ تونس الفيلم هو التجربة الأولى لكريم بالرحومة في الإخراج وهو أيضا أول فيلم ينقل تفاصيل قصة أشهر سفاح في تاريخ تونس وقال بطل الفيلم أحمد الأندلسي إن مخرج العمل كريم بالرحومة “بحث عن القتلة المتسلسلين في العالم وكان بإمكانه أن يقوم بفيلم تجاري بحت لكنه خيّر أن يسرد قصّة واقعيّة هزّت تونس في فترة ما.. خرافة سفاح نابل ونهايتها المعروفة عند التونسيين لم تؤثر على عوامل التشويق في الفيلم والمخرج بحث عن معلومات مخفية وتفاصيل شخصية القاتل التي لم تخرج إلى العلن”. وأضاف “الفيلم مقلق وشخصيا لم أستطع مشاهدة بعض المشاهد منه بسبب جانبه المظلم.. وبعد أن جسدت شخصية القاتل المتسلسل وعشت أطوار قصّته أرفض تبرير الجريمة التي ارتكبها والادعاء أنه ضحية طفولة مؤلمة واضطرابات نفسية لكن لا يمكن إنكار أنه يمكن التعاطف معه إنسانيا لأنه تعرض للاغتصاب وقضى طفولة غير طبيعية”. ويقول الممثل الهادي الماجري وهو أحد أبطال الفيلم، إنّ أحداث الفيلم تدور حول شخصية واقعية، وهي شخصية السفاح الذي اشتهر بشكل واسع في أواخر الثمانينات من القرن الماضي في محافظة نابل، وخلف عددا من الضحايا خصوصا من الأطفال. وقد اشتهرت شخصية الناصر الدامرجي، وهو من مواليد سنة 1944، من خلال سلسلة جرائمه التي ارتكبها بحق أطفال في بعض المناطق من تونس ولاسيما محافظة نابل الواقعة جنوب العاصمة. وبثّ الدامرجي حالة من الرعب في صفوف التونسيين لسنوات قبل أن تتمكن السلطات الأمنية من القبض عليه وإحالته إلى العدالة، التي أقرت بشأنه حكم الإعدام، وهو آخر حكم بالإعدام تم تنفيذه في تونس سنة 1991. ووفق تقارير إعلامية تم إنجازها حول شخصية سفاح نابل، فإنّ الرجل لم يكن سويّا وكان يعاني اضطرابا نفسيا منذ مرحلة الطفولة، وقد وُلد من أم بائعة هوى سنة 1944 ولم يتمكن من معرفة هوية أبيه إلا بعد ثلاثين سنة. وعاش الدامرجي طفولة مضطربة وانقطع عن الدراسة وذهب إلى فرنسا حيث بقي هناك لسنوات، وبعد ذلك رجع إلى تونس ليعمل مزارعا في محافظة نابل، وتقدم لخطبة ابنة خالته لكنه وجدها قد تزوجت بعد أربع سنوات من الغياب عنها فقرر الانتقام منها، وأقدم بعد سنوات على قتل رمزي (13 سنة) ابن خطيبته السابقة، لتنطلق سلسلة جرائمه التي طالت 14 طفلا وفق وثائق قضائية. وقبل إيقاف الناصر الدامرجي تم إيقاف العديد من المشتبه بهم، من بينهم الناصر نفسه وتم إطلاق سراحه لعدم كفاية الحجة، لكن تم إيقافه مرة أخرى، وهذه المرة هرب وفي فترة هروبه اقترف جرائم أخرى. والمرة الثانية كانت هي الأخيرة والتي اعترف فيها الدامرجي بجرائمه التي صدمت الرأي العام. ورفض المحامون في تونس الدفاع عنه، فكلفت المحكمة أحدهم للدفاع عنه. ويقول محامي الدامرجي إن السفاح في لقائه به ذكر أنه تنتابه نوبات يشعر فيها بالحرارة تجتاح جسده ويرتكب إثرها جرائمه دون أن يرفّ له جفن. ومن منظور علم النفس “الناصر الدامرجي مجرم جنسي جرائمه تدخل في إطار اضطرابات الشخصية التي تتميز بعدم التكيف مع المجتمع والحالة النفسية هذه لا تعفي السفاح من تحمل المسؤولية القانونية عن الجرائم التي ارتكبها”. ويقول الاختصاصي النفسي الذي باشر حالته إنه كان مصابا بحب التملك، معتلا اجتماعيا وعقليا ويعاني من البيدوفيليا وبعض اضطرابات الشخصية. ويقول الطبيب المشرف على استخراج الجثث إنه أثناء تشخيص السفاح لجرائمه واستخراج الجثث كان يتمتع بدم بارد ولم تبد عليه أي علامة من علامات الندم بل كان يلقي النكات من حين لآخر. ويقول حسن الذي نفذ حكم الإعدام في حق السفاح في لقاء صحافي مع مجلة ليدرز “تم إعدام السفاح على الساعة الثالثة والربع صباحا، وفي العادة لا تدوم عملية الإعدام أكثر من 4 أو 5 دقائق حتى تفارق الروح الجسد، لكن موت الناصر الدامرجي استغرق 14 دقيقة بعدد ضحاياه كأن الله أراد تعذيبه في كل دقيقة”. يذكر أن الفيلم التونسي “سفاح نابل” شارك في المسابقة الرسمية للدورة الثانية لمهرجان القاهرة للسينما الفرنكوفونية وحصل على جائزة لجنة التحكيم.

مشاركة :