دعا نور الدين الطبوبي الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل (أكبر منظمة نقابية في البلاد) اليوم (الثلاثاء) الرئاسة التونسية إلى إطلاق حوار وطني لإنقاذ ما يمكن انقاذه. وقال الطبوبي في كلمة ألقاها أمام تجمع لعمال القطاع الفلاحي بتونس العاصمة إنه يُجدد دعوته "لمؤسسة رئاسة الجمهورية إلى الجلوس إلى طاولة الحوار قبل فوات الأوان، لأنه لا خيار لتونس ولا خيار آخر لنا إلا الحوار". وأضاف أنه"لابد من الجلوس إلى طاولة الحوار... حوار يتوفر فيه التضامن وبُعد النظر لرسم الخيارات الجدية لرفع التحديات". وأردف قائلا إن "الحل لتونس يكمن في حوار جدي حقيقي، والجلوس إلى طاولة المفاوضات لإخراج البلاد من المأزق الذي تعيشه، وليس حوارا لالتقاط الصور الإعلامية". واعتبر الطبوبي أنه من السابق لأوانه تحديد قائمة المشاركين في هذا الحوار، لأن المهم الآن هو قبول الجلوس لطاولة الحوار وتحمل الجميع لمسؤوليته في هذه الفترة الحرجة. وأكد في المقابل أن الاتحاد العام للشغل هو "أكبر قوة اقتراح وخير، ولن يترك البلاد في مهب الريح"، لافتا إلى أن "الأحزاب السياسية فشلت وعلى المجتمع المدني لعب دوره في هذه المرحلة، لأن المسألة أصحبت مسألة إنقاذ وطن". وتابع "المشكل اليوم هو مشكل إرادة، والأزمة الحقيقية هي أزمة اقتصادية واجتماعية لا يمكن حلها دون حل الأزمة السياسية، والوقت الحالي ليس وقت شعارات، وإنما وقت إنجازات". إلى ذلك، تطرق الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي في كلمته إلى الانتخابات التشريعية التي عرفتها تونس يوم السبت الماضي، والتي انتهى دورها الأول بنسبة مشاركة بـ11.22 %. وسوف يشمل الدور الثاني لهذه الانتخابات التشريعية 133 دائرة من إجمالي 161 دائرة وسيجرى خلال شهر فبراير القادم. وقال إن "العزوف عن المشاركة في الانتخابات التشريعية يُفيد بأن الشعب التونسي لفظ كل السياسيين بلا استثناء"، مُحذرا في هذا الصدد من أن "استمرار المكابرة يُنذر بالانهيار الاقتصادي، وهو ما يستوجب التعقل في إدارة شؤون البلاد". وكان الرئيس التونسي قيس سعيد قد وصف هذه الانتخابات بأنها "فرصة تاريخية لكتابة تاريخ جديد للبلاد"، داعيا التونسيين إلى الإقبال عليها.
مشاركة :