- لا شكّ أن الاستدامة باتت واحدة من التوجّهات الضخمة التي تؤثر في قطاع الأعمال حول العالم، وصفقات الدمج والاستحواذ ليست بمنأى عن هذا التوجّه. وبحسب دراسة العناية الواجبة للحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية في أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا للعام 2022 الصادرة عن شركة كي بي إم جي، فإن صانعي الصفقات أصبحوا يتأثرون بالمعايير المرتبطة بالاستدامة. إن الصفقات المستهدفة المدعومة بمعايير استدامة قوية تجذب أسعارًا أعلى، كما أن فرق صفقات الدمج والاستحواذ باتت تجري دراسة عناية واجبة للحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية في المراحل الأولى من عمليات التقييم. انطوت الدراسة على استطلاع ضم 150 صانع صفقات من أوروبا، والشرق الأوسط، وإفريقيا. وقد تمّ سؤالهم حول الخطوات التي تجدي نفعًا وتلك غير المجدية، وما التحديات التي تتمّ مواجهتها خلال المضي قُدمًا. كما تمّت مناقشة عدد من نماذج تضمين الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية في إجراء العناية الواجبة. أظهرت النتائج إجماعًا متدنيًا حول المعنى الحقيقي للعناية الواجبة للحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية تختلف آراء صانعي الصفقات بشأن الطريقة الأمثل لتضمين العناية الواجبة للحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية في أطر عمل إجراءات العناية الواجبة التي يعتمدونها حاليًا. غالبًا ما يكون تمويل العناية الواجبة للحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية، دون المستوى الأمثل. كما لا تتوافق العناية الواجبة للحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية دائمًا مع استراتيجية الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية العامة للشركة. وفي تعليق على مخرجات التقرير، قال نيكولاس ريبوليه الشريك في قسم الاستشارات في شركة كي بي إم جي في البحرين: «تختلف آراء صانعي الصفقات بشأن الطريقة الأمثل لتضمين العناية الواجبة للحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية في أطر عمل إجراءات العناية الواجبة التي يعتمدونها حاليًا. وبناءً على خبرتي، يتعيّن عليهم البدء بإنشاء الروابط باستراتيجية الاستدامة العامة للشركة. أمّا الخطوة التالية، فتقضي بإعداد مخطط أوّلي للعناية الواجبة للحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية من حيث إطار العمل الفكري والمنظور التنظيمي على السواء. وقبل تنفيذ هذه المخططات، يتعيّن على صانعي الصفقات العمل على توفير الميزانية والقدرات اللازمة حرصًا على مواءمة العناية الواجبة للحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية مع استراتيجية الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية العامة للمؤسسة». نتائج الدراسة الرئيسية: هناك مزايا ناجمة عن التقاء صفقات الدمج والاستحواذ بالحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية. يعمل صانعو الصفقات بشكل فعال على تضمين اعتبارات الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية في أنشطة الصفقات. كما يسعى المستثمرون بمجلهم إلى تحسين إجراءات الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية الخاصة بهم في ضوء جهود العناية الواجبة المبذولة. تلقى الصفقات المستهدفة التي تستوفي أولويات الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية، أسعارًا أفضل. يدرك صانعو الصفقات القيمة المالية وفرص رفع الأسعار المحتملة التي يمكن تحقيقها عبر فهم أداء الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية على صعيد الصفقة المستهدفة، في المراحل الأولى من الصفقة. إلا أن العاملين في مجال العناية الواجبة للحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية ما زالوا يواجهون تحديات كبيرة. ما من إجماع في السوق حول ما يتضمّنه النطاق القياسي للعناية الواجبة للحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية، إذ إن العاملون في المجال يواجهون صعوبة في رسم حدود «الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية». كما أن أطراف الصفقات المستهدفة لا يستطيعون دائمًا توفير بيانات أو وثائق على المستوى المناسب من الجودة. من هذا المنطلق، يعاني العاملون في المجال صعوبة في تحديد نتائجهم كمّيًا والآثار المالية ذات الصلة، وفي تحديد فرص استحداث القيمة. ولكن تتوافر العديد من الدلالات الواضحة على «ما يُعتبر مجديًا». يقيم العاملون المهنيون المخضرمون في مجال العناية الواجبة للحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية، روابط قوية ما بين استراتيجية الاستدامة العامة للشركة وإجراءات العناية الواجبة للحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية. وإنهم يربطون نتائج العناية الواجبة للحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية التي يتوصّلون إليها بأنشطة ما بعد إتمام الصفقات. كما يركزون على فرص استحداث القيمة (أي «الجانب الإيجابي») بدلًا من صب تركيزهم على إجراءات التخفيف من وطأة المخاطر المحتملة. الأولويات الفورية لصانعي الصفقات باتت واضحة. يجب بداية على صانعي الصفقات فهم استراتيجية الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية الخاصة بشركتهم وتحديد النواحي الجوهرية منها. تساعدهم هذه المسألة في تخطي التعقيدات التي يتسبب بها النطاق الواسع لعبارة «الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية». كما يتعيّن عليهم إعداد مخطط أوّلي لنهج العناية الواجبة للحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية الذي سيتّبعونه، من حيث إطار العمل الفكري والمنظور التنظيمي (نموذج تدفق العمل المخصص مقابل نموذج تدفق العمل المجزّأ). سيستوجب ذلك الحرص على توفير الميزانية والموارد اللازمة لتحقيق الأهداف المنشودة. المساعدة متوفرة. يتعيّن على العاملين المهنيين في المجال، فيما تواصل العناية الواجبة للحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية تطوّرها، التطلّع إلى القيادات والقطاعات الأكثر نضجًا نسبيًا لاستقاء الأفكار ومنهجيات العمل الجديدة في إطار العناية الواجبة للحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية. من المحبّذ كذلك أن يأخذ صانعو الصفقات في الاعتبار الاستفادة من خبرات الاستشاريين والمهنيين الخارجيين ليس فقط حرصًا على اعتماد إجراءات عناية واجبة فعالة، بل لمشاركة المعطيات والمعارف بشأن إطار عمل العناية الواجبة للحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية أيضًا.
مشاركة :