جدة -; كمال مصطفى : دارت ديوانية هذا الإسبوع حول “القدوه ” واستهل الأستاذ محمد الراجحي دائرة الحوار موضحآ أن أجيالنا من الجنسين بحاجة ماسة إلى القدوة الصالحة- أي قدوة توازن بين مطالب الحياة الروحية والجسدية -; لأن الذي يعمل جاهدًا في إشباع مطالب الروح فإنه يترهب وينطوي ويعتزل الناس ولا يصلح ان يكون قدوة -; لأنه يكون ناقمًا على كل مستجدات الحياة العصرية. وادلى الدكتور حسن غزنوي بدلوه مؤكدا على أن الإنسان إذا كان مغالياً في إشباع حاجات الجسد على حساب مطالب الروح فإنه يكون عرضة للإصابة بالأمراض والأسقام -; ولا يصلح أن يكون قدوة- لأن القدوة الصالحة هو من يوازن بين مطالب الروح من العبادات والقيم والتعاملات الراقية والعلاقات الطيبة مع كل من حوله من جهة وبين مطالب الجسد بإعتدال ووسطية كما قال تعالى : (يَٰبَنِىٓ ءَادَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍۢ وَكُلُواْ وَٱشْرَبُواْ وَلَا تُسْرِفُوٓاْ ۚ إِنَّهُۥ لَا يُحِبُّ ٱلْمُسْرِفِينَ). ثم تحدث الأستاذ احمد مراد قنصل عام الجزائر و كلا من الشريف عارف بشبيشي والأستاذ عبد الله بشبيشي و الدكتور سعد بن حسين القحطاني والأستاذ محمود المحضار اليافعي وعدد من الحضور الكريم على حقيقه أن القدوة الحسنة هي الركيزة في المجتمع، وهي عامل التحول السريع الفعال. ومن هنا فالقدوة عنصر مهم في كل مجتمع، فمهما كان أفراده صالحين، فهم في أمس الحاجة للإقتداء بالنماذج الحية، كيف لا وقد أمر الله نبيه -; صل الله عليه وسلم -; بالاقتداء فقال” أولئك الذين هدى الله “. واضاف المشاركون أن من أهمية القدوة الحسنة أيضًا جذبُ الناس إلى الإسلام، وإطاعة أوامره واجتناب نواهيه، فالقدوة الطيبة للداعي وأفعاله وصفاته وأخلاقه الحسنة، تجعله أسوة حسنة لغيره، وقد أثرت القدوة الحسنة بالفعل، وكانت عاملًا مهمًّا في انتشار الإسلام في الكثير من البلاد التي “لم يصلها الفتح الإسلامي”. وقد دخلت في هذا الدين الحنيف ، شعوب بكاملها، وهذا يؤكد بما لا يدع مجالا للشك الأهمية البالغة للقدوة الحسنه في مجتمعاتنا.
مشاركة :