تونس الخليج، وكالات: قصفت وحدات من الجيش التونسي بالمدفعية والطيران الحربي عدداً من المسالك الجبلية في المرتفعات المتاخمة لمدينة القصرين وسط غربي تونس بعد رصد تنقلات للمجموعات الإرهابية من خلالها. وأفاد الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع التونسية بلحسن الوسلاتي في تصريحات أمس الأربعاء بأنه تم نشر قوات عسكرية إضافية في مواقع مختلفة حول المدينة لمنع أي محاولة من هذه المجموعات الإرهابية لاستغلال الوضع الحالي هناك، من خلال التستر بالتحركات الاجتماعية للمواطنين لاستهداف التشكيلات العسكرية والأمنية التي انتشرت بالمدينة لحماية المقرات السيادية والمنشآت العمومية والخاصة. في هذه الأثناء، استمرت الاحتجاجات في القصرين لليوم الرابع على التوالي، لتشمل عدداً من المناطق المجاورة وسط مخاوف من اتساع رقعة الاحتجاجات تماماً كما حصل قبل خمس سنوات. وشهدت مناطق مختلفة في ولاية القصرين سقوط العشرات من الجرحى في صفوف المحتجين أغلبها حالات اختناق بالغاز المسيل للدموع بينما أصيب ثلاثة من عناصر الأمن والجيش خلال المواجهات. وقال مصدر إعلامي من المدينة إن محتجين تجمعوا في وسط المدينة وفي منطقتي حي الزهور وحي النور بالقصرين وأشعلوا العجلات المطاطية كما أغلقوا طريقاً رئيسياً، كما خرجت احتجاجات في مدينة تالة المجاورة. ودفع الجيش بوحدات لحماية المقرات الحكومية في الجهة تحسباً لوقوع أعمال شغب وفوضى. وذكر ناشط من سيدي بوزيد أن منطقتي منزل بوزيان والمكناسي في الجهة شهدتا تحركات احتجاجية مساء أمس، وهناك مخاوف من اتساع رقعة الاحتجاجات نحو مدن أخرى. وفي حديث إلى إذاعة موزاييك أف إم الخاصة، أكد الوالي الشاذلي بو علاق أن السلطات المحلية في صدد الاستماع للمتظاهرين. وأضاف: نحن نستقبل بعض الشباب وأصحاب الشهادات العليا بالمجموعة، نستمع إليهم ونحاورهم ونسجل مطالبهم وتواجه الحكومة الحالية اتهامات بالبطئ في ترجمة المشاريع المعلنة على الأرض منذ 2010، إلى جانب اتهامات بالتغاضي عن توسع الفساد الإداري، وهو أحد الأسباب الرئيسية التي غذت احتجاجات القصرين مع إعلان العاطلين عن وجود تلاعب بقائمة منتدبين في الوظيفة العمومية. على صعيد آخر أكد الاتحاد العام التونسي للشغل، في بيان أمس بمناسبة مرور 70 عاماً على تأسيسه مواصلة انخراطه في الدور الاجتماعي الذي اضطلع به منذ لحظة التأسيس المتمثل في الاصطفاف وراء قضايا الكادحين والعمل على تجاوز الوضع القائم في البلاد خلال هذه المرحلة، نحو الدفع في اتجاه تحقيق أهداف الانتفاضة الشعبية التونسية المتمثلة في التشغيل والتنمية والكرامة، وإنجاح مرحلة الانتقال الديمقراطي، وأكد تمسكه بالوقوف ضد مشاريع التقسيم والتجزئة والطائفية التي تستهدف دول المنطقة.
مشاركة :