تقول منظمة «أوكسفام» البريطانية غير الحكومية: إن ثروة 1٪ من أثرى أثرياء العالم تفوق ثروات العالم بأكمله. وحثت المنظمة - في تقريرها الذي صدر قبيل قمة المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس- زعماء العالم، لاتخاذ إجراءات لمواجهة عدم المساواة في ثروات العالم. فهناك 62 شخصًا فقط يملكون ثروات تساوي ما يملكه 50 في المئة من سكان العالم الأكثر فقرًا. *** مَن هُم في جيلي يذكرون مقولة: «مجتمع النصف في المائة»، التي وردت على لسان الزعيم جمال عبدالناصر في النصف الثاني من ستينيات القرن الماضي، والذي قامت على أساسه ثورة يوليو عام ١٩٥٢ في مصر. هذا النصف في المئة اعتبرته الثورة المصرية اختلالاً لمبدأ العدالة الاجتماعية، وجاءت الثورة للانتصار لمجتمع التسعة والتسعين ونصف في المئة، لكن ثورة يوليو لم تنجح في تحقيق هذه المعادلة.. كما لم تحفظ للمواطن كرامته أو تستعيد له حريته!! *** لقد أثبتت ثورات الربيع العربي أن من يصنع الثورات ليسوا الجياع.. فأغلب ثورات العالم لم تقم من أشخاص رفضوا الجوع، ولكن من ثوار رفضوا المهانة والذل، وتاقوا للحرية والعدالة الاجتماعية. فالنايم على بطنه، كما يقول التعبير المصري الدارج، لا يثور.. مَن يثور هم أولئك الذين ناموا دون كرامة، وقاسوا الذل والمهانة. *** لكن وبعد أن فشلت ثورات الربيع في تحقيق أهدافها، ونتج عنها خريف يبست فيه مطالب الثائرين، فلا شبعوا ولا نالوا حرياتهم، هناك من يتوقع سيناريو أسود للمستقبل، لا مخرج له سوى طرح مبدأ اقتسام الثروة، لأنه دون ذلك سيكون الوضع جحيمًا بالنسبة للجميع. # نافذة: إن الأمن الغذائي يبقى دائمًا هو صمام الأمان، لتجنُّب تداعيات الآثار السلبية للأزمات العالمية. nafezah@yahoo.com
مشاركة :