قبل عقدين من الزمان كان دومينيك بوكور إنجرام يجر حقيبته المملوءة بالنقود على أرض بورصة موسكو لشراء أسهم في أعقاب الحقبة الشيوعية. وبعد مرور نحو 20 سنة يخوض الرجل من جديد مراهنة مشابهة على إيران. دشن البريطاني إنجرام الأحد الماضي، صندوق استثمار مشترك مع مجموعة تركواز بارتنرز الإيرانية بعد يوم واحد من الإعلان عن رفع العقوبات عن طهران مقابل فرض قيود على برنامجها النووي. وإنجرام ليس الحالة الوحيدة إذ اشترى كليمنتي كابيلو الرئيس التنفيذي لستيرجن كابيتال التي تتخذ من العاصمة البريطانية لندن مقراً لها الأسهم الأولى لصندوقه الإيراني الجديد في ديسمبر/ كانون الأول. استخدم كابيلو أموالاً من الداخل وتحويلات معقدة لن تصبح هناك حاجة لها مع عودة انضمام إيران لنظام التحويلات الدولية العالمي إلا أنه يأمل في أن يبدأ في شراء الأسهم لصالح مستثمرين أوروبيين الشهر المقبل. وكونهما سبقا الكثيرين سيكون على الرجلين الانتظار قليلاً قبل أن يعمد المستثمرون أصحاب المحافظ الكبيرة إلى استثمار أموال في السوق التي ما زالت محفوفة بالكثير من المخاطر. وقال كابيلو الذي يعمل مع شركة وساطة محلية، والذي عين محللاً للأسهم يتحدث باللغة الفارسية: علاقات المستثمرين ليست متقدمة للغاية، مضيفاً أن جزءاً فقط من البيانات المالية متاح باللغة الإنجليزية في حين تنشر التقارير السنوية والتعقيبات باللغة الإيرانية. وصناديق الاستثمار غير الأمريكية أقل تضرراً من العقوبات القليلة المتبقية وتتمتع بقدر أكبر من المرونة في التعامل مع هياكل ملكية الأسهم المعقدة مقارنة بالمستثمرين أصحاب المحافظ الكبرى. لكن الكثيرين ما زالوا متخوفين. وقال خالد عبد المجيد مؤسس شركة مينا كابيتال لإدارة الاستثمارات التي لا يستطيع صندوقها الإقليمي في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الاستثمار في إيران: شأننا شأن الكثيرين نتخوف من أن نكون في صدارة الركب... الولايات المتحدة لم تكشف بعد عن جميع التفاصيل. أضاف: إنها إلى حد ما مسألة انتظار وترقب. مضيفاً أنه يأمل في تدشين صندوق يسمى يو.سي.آي.تي.إس في مارس، ينظمه القانون البريطاني ويستهدف المستثمرين الأفراد في أوروبا ويستخدم هذه الأداة للاستثمار في الأسهم الإيرانية. عروض متنوعة يحرص أصحاب الاستثمارات على تعظيم الاستفادة من استثماراتهم. وقال بوكور إنجرام من شارلمان كابيتال الذي بدأ السفر إلى إيران قبل عامين للنظر في آفاق الاستثمار هناك الفرصة التي تحصل عليها في إيران لا تظهر في أي مكان آخر، الأسواق الأخرى التي تفتح مثل ميانمار وكوبا وإثيوبيا ليست لديها حتى بورصات. وتتمتع البورصة بتنوع في القطاعات المدرجة بها بفضل القاعدة الصناعية الواسعة بين نظرائها من الدول المصدرة للنفط في المنطقة، والتي تهيمن عليها في الأغلب أسهم شركات الطاقة والبتروكيماويات والإدراجات المالية. والبيانات الرئيسية مغرية إذ إن أكثر من 600 شركة مدرجة في بورصتين هما بورصة طهران وسوق فرابورس للأسهم الصغيرة بحسب سترجيون كابيتال. ويملك صندوق بوكور إنجرام للاستثمار المشترك أسهماً من 18 شركة مدرجة في بورصة طهران بقيمة 50 مليون دولار. وبلغ حجم رأس المال السوقي لبورصة طهران 28730.07 تريليون ريال إيراني (97 مليار دولار بسعر الصرف الرسمي) في حين بلغ متوسط حجم التداول اليومي خلال الأيام القليلة الماضية نحو تريليوني ريال بحسب الموقع الإلكتروني للبورصة. وبينما يتحمس المستثمرون للفرص فإنهم منقسمون حول مدى الأثر الذي سيطال الاقتصاد والشركات كل على حدة جراء المنافسة الجديدة من العالم الخارجي. ومن المرجح أن يأتي الزخم الكبير التالي من المستثمرين داخل البلاد وليس القادمين من الخارج. (رويترز)
مشاركة :