حرب أوكرانيا تحيي مخاوف النزاع النووي

  • 12/29/2022
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أحيت العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا المخاوف من وقوع حرب نووية، ولو أنّ التركيبة الأمنية الدولية الدقيقة التي أقيمت بعد الحرب العالمية الثانية، كان قد بدأت بالانهيار منذ سنوات. ويقول مساعد الأمين العام السابق لحلف شمال الأطلسي كاميل غراند "هي المرة الأولى منذ بداية العصر النووي التي تستخدم فيها قوة نووية واقع امتلاكها لهذا السلاح وتشنّ حرباً تقليدية مستظلّة بالقوة النووية". ورغم أنّ استخدام السلاح لا يزال يبدو له "مستبعدا"، يضيف "كنا نعتقد أنّ مثل هذا الموقف يمكن أن يصدر عن دول مارقة. ولكن فجأة، تتصرّف إحدى القوّتين النوويتين الرئيسيتين العضو في مجلس الأمن الدولي، وفق +استراتيجية قرصنة+، هذا أمر جديد ومقلق". ولا يزال مفهوم "المحرّمات النووية" الأخلاقي والاستراتيجي بشأن عدم استخدام السلاح الذرّي قائما، لكن الخطاب حوله ليس كذلك. في العام 2022، لم تتردّد قنوات تلفزيونية روسية في استحضار احتمالات توجيه ضربة نووية على باريس أو نيويورك، بينما أكد دبلوماسي روسي سابق أنّ بوتين "سيضغط على الزرّ" إذا اعتبر أنّ روسيا مهدّدة بالاختفاء. بالنسبة للديموقراطيات التي عاشت طويلاً على "مكاسب السلام"، كانت الصحوة قاسية. لدرجة أنّ الرئيس الأميركي جو بايدن حذّر في أكتوبر من "كارثة" نووية محتملة، الأمر الذي يعكس الشعور السائد الآن بأنّ العالم يرقص على بركان. تفكيك المعاهدات - في العام 2007، كتب توماس شيلينغ الحائز جائزة نوبل للاقتصاد والخبير الأميركي في المسائل الاستراتيجية، "الحدث الأكثر إثارة في نصف القرن الماضي هو حدثٌ لم يحدث"، ملخّصاً بذلك هشاشة التوازن الذي كان العالم يستند إليه منذ هيروشيما وناغازاكي في العام 1945. قبل أوكرانيا بوقت طويل، بدأت التركيبة الاستراتيجية العالمية تتداعى، في أوروبا، وأيضاً في آسيا والشرق الأوسط. بالنسبة للمؤرّخ والخبير الفرنسي في مسائل منع الانتشار النووي ونزع السلاح بنيامين اوتكوفرتور، فإنّ الاضطرابات كانت قائمة منذ بداية العقد الأول من القرن الـ21. ويمثّل انسحاب الولايات المتحدة من معاهدة الصواريخ المضادة للصواريخ الباليستية في العام 2002، والتي لطالما كانت حجر الزاوية في التوازن النووي بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي، بداية تفكّك معاهدات مراقبة أو نزع السلاح الموقّعة بين الخصوم السابقين خلال الحرب الباردة. ومن بين هذه المعاهدات، معاهدة الصواريخ النووية المتوسطة المدى الموقعة في العام 1987 والتي تلاشت في العام 2019 بعد الانسحاب الأميركي ثم الروسي منها. ويقول كاميل غراند "على مستوى نزع السلاح، إنه الخراب، بصرف النظر عن نيو ستارت"، الاتفاقية الأخيرة من نوعها التي تربط الولايات المتحدة وروسيا. وأكثر من أي وقت مضى، يُطرح السؤال عن خطر تسارع انتشار الأسلحة النووية، في حين أنّ دولة خالية من الأسلحة النووية مثل أوكرانيا، تعرضت للغزو من جارتها. ويقول الرئيس السابق لقسم القوات النووية في هيئة الأركان العامة الفرنسية للجيش جان لويس لوزييه "اليوم، يمكن لدول مثل اليابان أو كوريا الشمالية أن تطرح على نفسها بشكل شرعي سؤال" حول امتلاك القنبلة. ويضيف "الأمر نفسه ينطبق على الشرق الأوسط، خصوصاً بالنسبة للجزيرة العربية وتركيا ومصر". وتملك تسع دول حالياً السلاح النووي، وهي الأعضاء الخمس في مجلس الأمن الدولي وباكستان والهند وإسرائيل وكوريا الشمالية. .

مشاركة :