شيخة الجابري تكتب: أوراقٌ تتساقط.. أيامٌ تمضي

  • 1/2/2023
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

هي الأيام ترحل سراعاً وتطوي أحداثها بكل ما فيها من خير وشر، أمل وألم، تفاؤل وتشاؤم، إنجاز وإخفاق، تقدمٌ ونكوص، هكذا تتحرك عجلة الزمن، وتتدحرج الأوقات قد نشعر بالساعة أحياناً، وكثيراً لا تشعر بنا، تركض ركضاً لا قوة لنا على محاكاته، أو اللحاق به، وما بين غمضة عين والتفاتها نتنبّه إلى أن الله تعالى قد غيّر من حالٍ إلى حال. عامٌ مضى، كم استقبلنا فيه من فرحٍ وكم ودّعنا، وكم نجحنا فيه وكم أخفقنا، لا جديد أكثر مما كان يخطر في البال وتحقق بعضه فيما مضى، والأمنيات في القادم بأن يكون عاماً نابضاً بالألفة بين البشر، وبالسلام الذي فيه كل الخير متى ما عمّ وانتشر، عام نتمنى فيه أن تأخذ أحلامنا وتطلعاتنا طريقها فيه نحو التحقق، وأن ينعم الجميع فيه بالصحة والسلامة والعافية. وعلى صدر الوقت تغفو النهارات التي ما فتئت تحمل الشمس صديقاً وارفاً يهدينا الضوء والدفء ليتسلل إلى أرواحنا ذاك الشعور النابض بالفرح، فكم من الأيام في العام المنصرم قضاها المرء وهو يعمل ويُنجز، وإذا ما تعثّر راح يبحث عن أسباب التعثر ويحمد الله كثيراً على أن الخسائر فيه قليلة لا تعدو أن تكون خيبة أمل في صديق أراد أن يقفز على نجاحات غيره، فإذا بصُحفه المخادعة تُطوى بالفشل. ومع الأيام يصير أن تطوف بداخلك لتكتشف كم أنت مرهق أو تعِب، وكم أنت في حاجة إليك، تسمعك، تحادثك، تأخذك بعيداً في رحلة مع الذات تقرأ كتاباً، وتحتسي فنجان قهوتك القريب إلى نفسك، وتأخذ نفساً عميقاً ليبدأ حوارك مع النفس، إلى أين سرتَ بها، وما شكل الإخفاقات التي مضيتَ بها إليها، وأي شكلٍ للأحلام التي حاكتها الليالي بخيوط الألم، كثيرة هي هواجس التطواف في الأعماق، لها شكل يُشبه الأيام تلوناً وحركة. كثرٌ هم الذين لوّنتهم الأيام بألوان السعادة، وسارت بهم نحو المنابر الوهّاجة متميزين ونابضين بالحياة، أولئك هم الذين استطاعوا الولوج إلى دواخلهم، ووقفوا عند عتبات تأخرهم فعالجوها ليقفوا من جديد يصفّفون للأيام التي منحتهم فرصة جديدة للتغيير نحو الأفضل الذي تمنّوه، والأجود الذي حرِصوا عليه تقانةُ وبراعةُ وإنجاز. ربما سقطت ورقة هنا، وأخرى هناك، ربما غيّبت الأيام في رحلتها القصيرة عام 2022 قلباً أحببناه، ربما ذهبت بصديقٍ ألفناه، ربما تحوّلت قلوب البشر وغابوا مع الأيام، ربما تمسك بنا أحد، وربما فرّط فينا أحد، لكننا أبداً لم نُفرّط فينا، وسيحمل العام الجديد المزيد من الحب، والجمال، والقلوب الطيبة، كل نأمةِ من وقتٍ وأنتم سعداء.

مشاركة :