أثار التفريق بين الآدمية والإنسانية جدلا واسعا في نادي المدينة المنورة الأدبي مساء أول من أمس، بعد أن قال الدكتور مختار الفجاري إن الانسان سلبي، يختلف عن الآدمي، وإن صفة الإنسان السلبية أخرجت آدم من الجنة، وشهدت المحاضرة التي ألقاها الفجاري حوارا ساخنا بين عدد من الحاضرين من الأكاديميين والمتخصصين في العلوم الأخرى من جامعة طيبة والجامعة الإسلامية والمثقفين بالمدينة الذين أكدوا أن الإنسان يتصف بعدد من الصفات الحميدة التي تنزهه عن الفعل السلبي. وقال الفجاري في المحاضرة التي حملت عنوان " الإنسان في الفكر الحداثي الغربي.. قراءة نقدية": إن القيم الإيجابية في الإنسان موجودة، وتمثل سفر الإنسان إلى الآدمية، ويوجد في الإنسان من هم موال وشيوخ يسعون إلى تهذيب الإنسان، بمعنى أنه عندما يكذب الإنسان فقد خرج من الآدمية إلى الإنسان، وعندما تفعل خيرا تخرج من الإنسانية إلى الآدمية. وأضاف: إن الغرب نحت مفاهيم في محيطه، لكنه أخفق في تحقيق إنسانية الإنسان. وفي توضيح لـ"الوطن" قال الدكتور مختار الفجاري: الآدمية هي الإنسانية، لكن لا بد من أن نسعى لنميز بينهما على المستوى الإجرائي، بمعنى الآدمية كما ذكرت في القرآن الكريم "آدم في الجنة"، ثم الإنسان لما نزل الأرض أصبح له العديد من العادات والسلوكيات، فجعلته إنسانا، ولذلك كل ما ذكر الإنسان في القرآن الكريم اقترن بما هو سلبي تقريبا، إذن هذه السلبيات عندما ننظر فيها ماذا يجب علينا أن نفعل؟ نجد الأنبياء والأديان قبل أن تحرف كلها تحاول إرجاع الإنسان إلى آدميته، و"هي تطهير الإنسان، وإعادة تأهيله"، ولذلك نحن ميزنا بين الآدمية والإنسانية، ولكن نحن على المستوى الإجرائي ميزنا بينهما، باعتبار أن آدم لما كان في الجنة ما كان يطلق عليه إنسان بل كان يطلق عليه آدم، حتى نتميز عن الغرب فقط.
مشاركة :