قال السياسي الأمريكي جيفري يونغ، المرشح لمنصب حاكم ولاية كنتاكي، إن الإمبريالية الغربية ستنتهي نتيجة هزيمة الأمريكيين والناتو على يد الجيش الروسي في أوكرانيا، وأضاف في تغريدة على تويتر: «ستنهار الإمبريالية الغربية، عندما يحدث تدهور الدولار، وعندما ستتعرض الولايات المتحدة والناتو والحكومة النازية العميلة في أوكرانيا لهزيمة ساحقة في ساحة المعركة «، وتابع السياسي الأمريكي: «ستأتي عقوبات واشنطن بنتائج عكسية ضدنا بشدة حتى ينهار اقتصادنا بالكامل. العاصفة المثالية». وتصريح آخر أيضاً من زير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر الذي يؤكد أن بلاده «على شفا حرب» مع روسيا والصين بسبب مشاكل خلقتها لنفسها من دون أدنى فكرة عن الكيفية التي ستنتهي بها هذه المشاكل أو إلى ماذا ستؤدي. فالأزمة الاقتصادية نتيجة العقوبات الغربية ضد روسيا، انعكست سلباً على الإمدادات الغذائية العالمية، وتداعياتها على بعض البلدان في آسيا وإفريقيا، سيل جارف وجامح من التصريحات والتوثيقات المفصلة، يقدمها لنا عدد من الساسة متنبئين برؤى دقيقة وغير متوقعة لأعمال القوة الإمبريالية على كوكب يعج بالحرب والفوضى، فهل الولايات المتحدة تقول للعالم ابعد عن طريقي فالمسار سريع والمهمة خلف حاجز الحرب؟، سلطة تريد أن تبقى بمفردها رغم وجود روسيا والصين. لقد تصدرت حرب أوكرانيا صفحات الصحف ووسائل الإعلام المختلفة وأرغمت العالم على التحرك نحو التوترات السياسية والجيوسياسية، فمن يعيد ترتيب المهام والقادة ومتى يجب أن يقفوا في المكان الموضح لهم؟ إذا كانت القوتان العظميان طرفي الحرب، فمن منهما يحمل الأعلام البيضاء ومن يقرع طبول الحرب، ومن يتحرك إلى اليمين ومن يتحرك إلى اليسار، ومن ينقذ العالم من خطر الدمار النووي؟. كل هذا أدى إلى انسحاب فنلندا والسويد من الالتزام بسياسة الحياد والاتجاه للانضمام إلى الناتو. إضافة إلى إعلان ألمانيا عن إستراتيجية دفاعية جديدة ألا وهي ضخ 100 مليار يورو في جيشها. وكذلك غضت سويسرا الطرف عن سياسة الحياد داعية إلى مزيد من التعاون مع الناتو، وكذلك الحال مع عدد من الدول التي وقفت إلى جانب روسيا. ولهذا تجد أن الولايات المتحدة تسعى لتحقيق التوازن بين القوى الإقليمية ومعارضة روسيا للنظام الدولي الأحادي القطب، وتعتبره حقاً من حقوقها، ما من شك أن هذه الحرب نسفت جميع الاتفاقيات النووية وعدم انتشار أسلحة الدمار الشامل. فأمريكا تهدد وروسيا تردد بأنها قوة نووية ضخمة، وقد أوضح الطرفان في موسكو وواشنطن أنه يجب قبول الوضع الجيوسياسي الجديد، حتى لو أدى إلى الحرب العالمية الثالثة. يمر العالم بأعقد مرحلة في تاريخنا الحديث حيث يقع تحت ضغط تحديات معقدة ومتداخلة تسعى دول لتكون أقطاباً جديدة مثل الصين وروسيا في الوقت الذي يسعى فيه الغرب بقيادة أمريكا لمنع هذه التعددية بالإضافة لبحث أوروبا عن مخرج لها من أزمة حرب أوكرانيا وتداعيات ارتفاع أسعار الطاقة، علاوة على رغبتهم بالاستقلال عن التبعية لأمريكا سياسياً واقتصادياً وأمنياً وعسكرياً. يقابل كل ذلك نظرة أمريكية خاصة بها بمعزل عن حلفائها في الوقت الذي ينبغي أن تكون معهم، ولكنها تتحرك سلباً على أقرب الحلفاء لها في أوروبا منذ التحديات الصحية بسبب كورونا والتضخم الذي لا يعرف له نهاية واضحة، فما يحدث في العالم يوحي بضبابية وعدم يقين بمستقبل النظام الدولي الجديد. لا يبدو لي أن هناك الكثير مما يمكن قوله عدا بعض الحقائق التي تستوجب تحمل مسؤوليتها، بعد حالات الارتباك والحوادث الوشيكة والأزمة الاقتصادية العالمية، فهل تستدعي القوة المنفلتة من عقالها إنذاراً مبكراً؟.
مشاركة :