لماذا يجب عليَّ أن أعيش حالمًا؟ لأني في المدينة المنورة التي أحبها، فأنا أعشق ترابها الطاهر، ولأني أعظم قدر ساكنها عليه الصلاة والسلام ولأن مكانة المدينة المنورة نابع من انتمائها إليه عليه الصلاة والسلام! المدينة المنورة عاصمة الحضارة الاسلامية الأولى بحق وجدارة فهي مهبط الوحي وتنزل كتاب الله العظيم، وهي منطلق دعوة الخير إلى العالم كله، ولأن كل مسلم يعتز بها وتسكن في أعماقه، ولأنها بهذه المكانة الرفيعة لزم وبدون تردد أن تكون في المقدمة وفي كل مجال، هل من الوهم أو الخيال أو المبالغة أن تكون لها ريادة الإنسانية في كل خير، أليس من الإنصاف لها أن تتميز في مجالات الحياة جميعها، وعلى سبيل المثال: لماذا لا تكون هذه البلدة الطاهرة الاولى في التعليم والخدمات والتعاملات، وما المانع أن تكون فيها جامعات ومدارس ومؤسسات تعليمية ومراكز علمية متخصصة عالمية تضاهي ما هو موجود في بلاد العالم الأول؟ وإذا كانت لدينا القناعة بمكانة وقيمة هذه المدينة المنورة النبوية العظيمة، فهل لدينا قناعة بأحقيتها في العالمية؟ هل نحن مقتنعون تمامًا ومن أعماقنا، ودون تدجيل أو تزييف، أو مجرد ادّعاءات، وإذا كنا كذلك فما الذي فعلناه من أجلها، هل ما زلنا نعيش وهم ومجرد ادّعاء حب المدينة المنورة وعشقها ولثم ترابها والتباكي عليها، أم أن لدينا رؤى ومشروعات وبرامج علمية وعملية حقيقية لتحقيق تلك الطموحات المشروعة وبالذات في حق هذه البلدة الطاهرة مدينة الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام؟ صحيح أنه توجد خطط ومشروعات تنموية وتطويرية للمدينة المنورة، لكني لا أعنيها بتاتا فهي محلية وذات أهداف محدودة، ولا شك أنه يمكن استثمارها لصالح الرؤية الكبرى التي أقصدها، لكنها لم ولن تكون المقصودة فعلا، ما أرمي إليه هو استهداف العالمية في أي خطط ومشروعات وخاصة الكبرى منها، وليتنا نسعى بكل ما نستطيع من طاقات وإمكانات مالية وعلمية وعملية لنضع جامعة واحدة على الأقل من جامعتي المدينة المنورة (الإسلامية، وطيبة) على كرسي العالمية، وأن تكون لدينا جدولة زمنية محددة بالتاريخ لتفعيل وتحقيق هذه الطموح ، وليس معنى العالمية أن نقضي على سماتها وخصائصها وعبقها التاريخي، فكل بلاد العالم ومدنها المشهورة حافظت على تراثها ومعالمها التاريخية ويتم ترميمها رغم أن بعض تلك المعالم تجاوز آلاف السنين، وبعضها يقف شامخا في قلب المدن ووسط أكبر الطرق والشوارع!! من كل قلبي أرجو من الله العزيز القادر أن يمتعنا برؤية مدينة حبيبه ومصطفاه عليه الصلاة والسلام وهي تعيش قمة الريادة للبشرية كافة، فالنبي الكريم بعثه الله للناس كافة ولم يختص به أقوامًا دون آخرين، فرسالة الإسلام تهدف إلى إسعاد بني آدم كلهم مهما كانت ديانتهم وعقائدهم، فكم عاش أصحاب العقائد المخالفة تحت مظلته في أمن وأمان، ورغد عيش، عندما كان الإسلام ترفرف راياته على أسوار الأندلس ووصلت قوافله شرقا وغربا تنشر دين الله بين بني البشر. sirafat@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (66) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :