العلم يرصد قبل العين أحياناً

  • 1/24/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أثار اكتشاف الكوكب التاسع في المنظومة الشمسيّة ضجة كبرى. لا يزال الوقت مبكّراً للتفكير في قضاء عطلة نهاية الأسبوع هنالك. كوكب السنة فيه تراوح بين عشرة آلاف وعشرين ألف سنة ممّا تعدون. كوكب معزول عند تخوم المنظومة،فكيف جاءت الفكرة، ومناظير المراصد لم تره؟ حسابات الرياضيات ومعادلات الفيزياء، هي التي تستطيع أن تُحدث بوجود شيء لم تره عدسات المناظير. في القرن التاسع عشر، أيقن العلماء أن حركة أورانوس لا تتطابق مع الحسابات العلميّة لديهم. أدركوا أن شيئاً ما يُحدث الفارق بفعل تأثير الجاذبية. كانت ثقتهم بفيزياء نيوتن كبيرة، فدعوا إلى ضرورة البحث عن جسم فلكي غير مرئي حتى ذلك الحين، يكون هو المؤثر في مسار أورانوس، فانبرى عالم الرياضيات الفرنسي لو فيرييه والبريطاني آدامز، ووجها منظاريهما إلى تلك الناحية، فاكتشفا كوكب نبتون، الذي كان أول كوكب تراه الرياضيات والفيزياء قبل أن يتجلى للمناظير. هي ذي المرة الثانية. كان المنطلق من مشاهدة العلماء أن أبعد ستة أجرام في منظومتنا تشترك في مدار واحد تقريباً، فبدا لهم الأمر غير طبيعي، لأن الأجرام السماوية يتفرد كل واحد منها بمسار في مدار، كأنها ترعرعت في الجامعة العربية. لا بد إذاً من وجود مسؤول جعل تلك الأجسام تتقاسم مداراً واحداً. وهكذا قاسوا كتلة الكوكب المختبىء على مسافة تراوح بين مئتين وألف مرة المسافة التي تفصلنا عن الشمس. لك أن تتصور أن حديقتنا الخلفيّة تراوح بين 30 و150 مليار كم. هذا الكوكب الجليدي الذي له نصف كتلة نبتون، زاهد في خلوة دهريّة، يقضي معظم عامه في الرقم الأعلى من المدار، زهده شبيه بزهد أسد المتنبي: في هيبة الرهبان إلاّ أنه.. لا يعرف التحريم والتحليلا. المناظير العملاقة لم تستطع رؤيته، وأنت تعجب:كيف ولماذا؟هي ترى النجوم في المجرات البعيدة،لأن لها ضوءاً. أما المتخفي فلا يصله غير شمعة كعكة عيد ميلاد. عالم تشكّل الكواكب الكبير أليساندرو موربيدللي لديه تشبيه ظريف، يقول: المناظير العملاقة لها قدرات هائلة، ولكن مساحة رؤيتها محدودة، كأن تبحث عن مفتاح في موقف سيارات كبير، بعدسة مكبّرة مساحتها أربعة سنتيمترات مربّعة. ويضيف بلا دعابة: سيدخل الخدمة منظار مثالي سنة 2023، لكن البحث يتطلب بعد ذلك عقداً في الأقل، موعدنا سنة 2038. لزوم ما يلزم: النتيجة الفلكية: المناهج العلمية العربية، ستجعل نجوم السماء أقرب. abuzzabaed@gmail.com

مشاركة :